البث المباشر

ما الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية ضد إيران؟

الأحد 2 نوفمبر 2025 - 16:19 بتوقيت طهران
ما الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية ضد إيران؟

وفق وجهة نظر مؤسسة بحثية غربية، إن الحرب التي شنتها إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي استمرت 12 يوماً، على الرغم من نجاحاتها التكتيكية، فشلت في إحداث انهيار داخلي في إيران، بل أدت بدلاً من ذلك إلى الوحدة الوطنية وتصعيد التوترات الإقليمية.

تناول موقع مجلس الشرق الأوسط، للشؤون العالمية دروس الحرب التي فرضتها إسرائيل على إيران والتي استغرقت لمدة 12 يوما بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مقال بعنوان "مع اقتراب احتمال تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل، ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من حرب يونيو؟".

 

الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل

وفقًا لهذا المقال، حددت إسرائيل هدفها الرئيسي من حرب الـ 12 يومًا للدفاع المقدس مع إيران في يونيو/حزيران 2025 بأنه يتلخص في "إحباط قدرة إيران على تحدي الهيمنة الإقليمية لإسرائيل بشكل دائم".

وشمل هذا الهدف الانهيار الكامل للحكومة الإيرانية، تغيير النظام السياسي إلى هيكل يتماشى مع مصالح إسرائيل، وإضعاف القوة العسكرية الإيرانية بشكل لا رجعة فيه.

 

المسار الأول:

انهيار إيران الداخلي

حاولت إسرائيل إضعاف إيران من الداخل باستهداف القادة العسكريين والسياسيين، العلماء النوويين، والبنية التحتية الحيوية كمحطات الطاقة والجامعات والمستشفيات ووسائل الإعلام.

كما سعت إلى تحريض الشعب على الحكومة الإيرانية ببث الرعب النفسي من خلال إصدار أوامر إجلاء لمئات الآلاف من المواطنين، وشن هجمات إلكترونية على أنظمة الرواتب؛ لكن هذا الهدف لم يتحقق، وأصبح الشعب الإيراني أكثر اتحادًا بدلًا من الانهيار.

 

المسار الثاني:

جر الولايات المتحدة إلى الحرب المباشرة مع إيران

يؤكد هذا المقال أن إسرائيل كانت تحاول جر واشنطن إلى صراع مباشر مع إيران. كما تمكنت إسرائيل من خلال إظهار القوة الاستخباراتية، الاغتيالات الدقيقة، والغارات الجوية المكثفة، من دفع الولايات المتحدة من دور الداعم إلى دور المقاتل النشط على الأراضي الإيرانية. وقد تجلى هذا التطور في القصف الأمريكي  للمنشآت النووية الإيرانية في نهاية الحرب.

 

نجاحات تكتيكية، إخفاقات استراتيجية

للوهلة الأولى، تبدو حرب إسرائيل ضد إيران ناجحة:

"اختراق استخباراتي غير مسبوق، اغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين، وتدمير لبنية تحتية رئيسية. وحتى شنت الولايات المتحدة غارات جوية واسعة النطاق ضد إيران لأول مرة. ومع ذلك، لم تُفضِ هذه النجاحات إلى انهيار إيران الاستراتيجي.

 

الوحدة الوطنية بدلًا من الانهيار الداخلي

كان أحد الأخطاء الجوهرية لإسرائيل هو سوء فهمها تجاه رد فعل الشعب الإيراني. وكانت إسرائيل تتوقع أن يعطي الناس الأولوية لمصالحهم الداخلية على حساب البقاء الوطني في خضم الحرب.

لكن عمليًا، عززت هجمات إسرائيل التضامن الوطني وعززت المقاومة الشعبية. وهذه الوحدة، إلى جانب الهجمات الصاروخية الإيرانية الدقيقة، عطّلت آلة الحرب الإسرائيلية.

 

إعادة تعريف الأمن القومي

غيّرت الحرب الأخيرة الوعي الأمني ​​الإيراني. فالتجربة المباشرة للحرب، وخاصة للأجيال التي تلت الحرب الإيرانية العراقية، جعلت أهمية الدفاع الوطني ضرورة ملموسة. كما ازداد الدعم الشعبي لتعزيز الدفاعات الجوية، تحديث الأسطول الجوي، وتوسيع برنامج الصواريخ.

 

تغير وجهات النظر بشأن التهديدات الخارجية

لأول مرة منذ عقود، يُنظر إلى إسرائيل والولايات المتحدة على أنهما تهديدان حقيقيان لجميع الإيرانيين العاديين (حتى لبعض المعارضة).

 

الغموض النووي: إنجاز غير مقصود

وفقًا لهذ المقال، أوصلت حرب الأيام الاثني عشر إيران إلى حافة أن تصبح "دولة نووية غير معلنة". وقد أدى تراجع تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومخزونها من اليورانيوم المخصب، إلى وضعها في وضع مماثل لموقف إسرائيل، ولكن دون تكبد تكاليف دبلوماسية.

ولكن يتناقض هذا الادعاء مع الموقف الرسمي الإيراني بشأن سلمية أنشطتها النووية.

فعلى عكس الادعاءات الغربية، لم تنحرف إيران قط نحو الأنشطة النووية العسكرية، وقد ذُكرت هذه المسألة مرارًا وتكرارًا في تقارير مختلفة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي تصريحات المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي.

 

خاتمة الكلام

يُحذّر هذا المقال من أن إسرائيل ربما لم تكن تعرف إيران كما ينبغي، وأن تكرار أخطاء الماضي سيُعرّضها لعواقب استراتيجية وخيمة.

فرغم نجاحات إسرائيل التكتيكية، فشلت الحرب في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

فلم تنهار الجمهورية الإسلامية الإيرانية فحسب، بل تعززت وحدتها الوطنية وتضامنها مع الشعب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة