البث المباشر

"المتبتل والقلعة" بين يديك

الأحد 12 أكتوبر 2025 - 08:09 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتناول القصة المأساوية لتفكير "السهروردي" الفلسفي بطريقة بليغة وكافية حيث مفكرنا وحيد وغريب، وهائم في الجبال والوديان ويبحث عن ضالته في كل مكان، من سهرورد وأصفهان ومراغة إلى الشام وحلب.

أكثر إشراقا من الصمتِ!

أَود أن أقدم لكم أحد العلماء المسلمين الذين كان لهم دور كبير في تاريخ الفلسفة الإسلامية.

يرقد جثمانه في مكان يبعد آلاف الفراسخ عن وطنه.

لقد قتل على يد أولئك الذين دعوه.

عالم أصدر علماء آخرون حكما بتكفيره.

شاب في الثلاثين من عمره عجز شيوخ زمانه عن إدراك عمق فهمه، وعجزوا عن تعريف حقيقة وجوده.

ربما تكون هذه المعلومات القليلة نقطة انطلاق جيدة لأسئلتكم اللاحقة.

أود أن أحدثكم عن شيخ الإشراق السهروردي.

هو الذي هام بنور الله وازدان طريقه.

أحد نوابغ الفلسفة والعرفان الذي نهض في شبابه بهدف كسر هيمنة التعصب، وبفكره المتوهج أَضفى لونا ونورا جديدين على الفكر الإسلامي.

"السهروردي"، الذي يذكر غالبا بـ "الشيخ الشهيد" و"شهيد طريقِ الحقيقة" و"سقراط آخر"، ولد في بلاد فارس، في مكان اشتهر أهله بمعرفة المفاهيم الزرادشتية الغامضة وسالكي طريق الاستنارة، وأصحاب العيون الناظرة نحو السماء.

كتاب " المتبتل والقلعة " هو جولة قصيرة وقصصية في حياة وفكر السهروردي، كتبه أستاذ الفلسفة، السيد يحيى يثربي، وقد بيعَ منه أكثر من مائة ألف نسخة في إيران.

في كتاب " المتبتل والقلعة "، تم التطرق إلى القصة المأساوية لتفكير السهروردي الفلسفي بطريقة بليغة وكافية. في هذه القصة، مفكرنا وحيد وغريب، وهائم في الجبال والوديان.

يبحث عن ضالته في كل مكان، من سُهرورد وأصفهان ومراغة إلى الشام وحلب، ويهرب دائما من أصحاب العقول المُتحجِّرة، وينتقل طواعية إلى أماكن أبعد فأبعد، إلى أن يسقُط أخيرا ضحِة جهل وتعّصب وجمود الزمان. كان السهروردي مفكرا حرا وشجاعا. كان فيلسوفا وعارفا شابا جدا مات شابا.

يمكن القول إنّ كتاب " المتبتل والقلعة " هو من بين الكتب التي تعبر عن حياة أحد المفكرين الإسلاميين في قالب قصصي جذاب ومؤثر. لقد نوقش هذا الكتاب مرارا وتكرارا من قبل النقاد، وورد اسمه في مختلف المحافل العلمية.

السهروردي، شاب عاش ستة وثلاثين عاما فقط. هذه الفترة القصيرة لا تكف بلا شك لإحداث تغيير في تاريخ وثقافة أمة، لكن بمساعيه العجيبة وقوته الروحية العظيمة تَمكّن من جمع العديدِ من لطائف حكمةِ كسرى من معابد النارِ القديمة المدمّرة، والتّحدث مع كهنة ديانة عبادة الشمس، ودمج هذه الحكمة القديمة مع العرفان الإسلامي، لتبزغ حكمة الإشراق.

في إحدى رحلاته، ذهب من دمشق إلى حلب، وهناكَ التقى بالملك الظاهر بنِ صلاح الدين الأيوبي (القائد المسلم الشهير في الحروب الصليبية). الملك الظاهر، الذي كان لديه حب شديد للصوفيين والعلماء، انجذبَ إلى هذا الحكيم الشاب وطلب منه البقاء في بلاطه في حلب.

السهروردي أيضا، الذي كان لديه حب شديد لمناظر تلك الديار، قبل بكل سرور اقتراح الملك الظاهر وبقي في بلاطه. في مدينة حلب أنجز عمله العظيم، أي حكمة الإشراق.

لكن حديثه الصريح وعدم احتراسه في التعبير عن معتقداته الباطنية أمام الجميع، وذكائه وفطنته الكبيرة التي كانت تجعله ينتصر على من يناقشه، وأيضا إتقانه للفلسفة والتصوف، كانت من العوامل التي جلبت للسهروردي أعداء كثيرين، خاصة من بينِ علماء الظاهرية.

صلاح الدين الأيوبي، الذي كان قد أخرج سوريا من أيدي الصليبيين أصدر أمرا بقتل هذا الفيلسوف والعارف الكبير، بناء على توصيات مؤكدة من علماء الظاهرية المتحجّرين.

في القرنِ السادس، وبعد تحمّل السجن والجوع، صعدت روحه العالية إلى السماء، ودفِن جسده الترابي في قبر بسيط في مسجد بمدينة حلب.

تمّت ترجمة كتاب "المتبتل والقلعة" بقلم "تمام مهيوب" ونشرته دار المعارف الحكْمية في لبنان.

نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة
ويمكنكم شراء رواية " المتبتل والقعلة " عبر:

https://mishkatlibrary.com/shop/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A8%D8%AA%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9/

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة