البث المباشر

هزيمة إسرائيل وتحقق أهداف يحيى السنوار

السبت 11 أكتوبر 2025 - 22:13 بتوقيت طهران
هزيمة إسرائيل وتحقق أهداف يحيى السنوار

مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، اعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن تل أبيب خسرت حرب غزة، وأن حماس، مع الحفاظ على تماسكها السياسي والعسكري، قد حققت الأهداف الاستراتيجية ليحيى السنوار؛ من إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي إلى تحرير أبرز الأسرى الفلسطينيين.

كتب الكاتب الإسرائيلي "حاييم ليفنسون" في مقال له بصحيفة "هآرتس":

"بعد أكثر من عامين على بدء الحرب في غزة، يبدو أن نهايتها قريبة. على الرغم من أن تفاصيل المرحلة الثانية من الخروج لم تُكشف بعد بالكامل، إلا أن الصورة العامة أصبحت الآن واضحة".

وأكد:

"على عكس دعاية تيار نتنياهو، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يستطع تغيير وجه الشرق الأوسط. صحيح أن حياة الإسرائيليين تغيرت، حيث فقد الكثيرون أحباءهم، وأصيب أو تكبد آخرون خسائر، ولكن على المستوى الإقليمي، لم تنهار أي دولة، ولم تظهر قوة جديدة، ولم تختف أي أيديولوجية لتحل محلها أيديولوجية أخرى. الفوضى القديمة ما زالت قائمة".

وواصل ليفنسون:

"حتى آخر يوم في الحرب، حافظت حماس على هيكلها التنظيمي، وقيادتها السياسية، ونظام قيادتها وتحكمها في غزة. لم يحدث انشقاق أو انقسام في صفوفها، ولم تظهر أي جماعة بديلة. لم تجرِ أي مفاوضات للاستسلام، ولم يتم أي اتفاق سري. في المقابل، فإن الميليشيات القريبة من إسرائيل في غزة هشة للغاية، ومع انسحاب الجيش، ستزول، وتعرف حماس كيف تبقى اللاعب الرئيسي على الساحة الفلسطينية حتى بعد الحرب".

وأوضح:

"تنهي حماس هذه المعركة بإنجازين مهمين:

أولاً، إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي. كان نتنياهو يحلم بدفن هذه القضية، بهدف تقسيم الشعب الفلسطيني وإقامة علاقات مع الدول العربية دون الأخذ بهم بعين الاعتبار. لكن يحيى السنوار، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، دخل المعترك لكسر هذا الوضع ونجح في ذلك. واليوم، عادت القضية الفلسطينية لتكون الموضوع الأهم على الأجندة العالمية، وانضم الملايين إلى دائرة مؤيديها.

وإسرائيل تواجه الآن ضغوطًا سياسية في أوروبا، في حين أن نتنياهو لا يزال يكرر أن إقامة دولة فلسطينية هي مكافأة للإرهاب".

وأضاف ليفنسون:

"في المقابل، أدرك السنوار فضاء الغرب بدقة أكبر. وقف إطلاق النار الحالي هو العودة الرسمية للقضية الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات الدولية؛ هذه المرة مع وجود أفق واقعي لإقامة دولة مستقلة، وذلك تحت رعاية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية".

أما الإنجاز الثاني، حسب الكاتب، فهو تحرير الأسرى الفلسطينيين. وكتب:

"في أذهان الفلسطينيين، الأسرى هم الوجه الآخر للأسرى الإسرائيليين، وتحريرهم هو قضية وطنية أساسية. السلطة الفلسطينية، على الرغم من تعاونها مع إسرائيل، فشلت في هذا المجال؛ لكن حماس نجحت حيث فشلوا، وهي الآن على أعتاب إخلاء سجون إسرائيل من أبرز السجناء".

وكتب في ختام تحليله:

"القوة العسكرية تجلب فقط بهجة عابرة، لكنها لا تصنع النصر. النصر الحقيقي يكمن في الترجمة السياسية للإنجازات الميدانية. إسرائيل أظهرت مرة أخرى عجزها في هذه الترجمة، لأنها غارقة في صراعات السياسيين الفاشلين، وتضارب المصادر، والعجز المزمن في اتخاذ القرارات".

وكتب ناداف هعتسني، كاتب إسرائيلي آخر، في مقال نقدي:

"على عكس البهجة العابرة لتحرير الأسرى الإسرائيليين، لا يوجد أي سبب للاحتفال؛ لأنه ليس فقط أن حماس انتصرت وإسرائيل هزمت، بل إن المستقبل يبدو أكثر إثارة للقلق".

وأكد:

"إسرائيل على أعتاب انسحاب كامل من غزة، دون أن تحقق أيًا من الأهداف المعلنة للحرب؛ باستثناء تحرير الأسرى، وهو الإنجاز الوحيد".

كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، نقلاً عن مصدر في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني، أن حركة حماس تمكنت حتى ظهر أمس من استعادة السيطرة على معظم مناطق قطاع غزة، بما في ذلك المدن والقرى الفلسطينية، وقد حدث هذا التطور بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من عدة مواقع داخل غزة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة