البث المباشر

عفو النبي(ص) عن اعدائه عبادة الامام الكاظم(ع) وشدة ارتباطه بالله عزوجل وكتابه

الأحد 28 إبريل 2019 - 09:42 بتوقيت طهران
عفو النبي(ص) عن اعدائه عبادة الامام الكاظم(ع) وشدة ارتباطه بالله عزوجل وكتابه

والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
قال رسول الله(ص): (اوصاني ربي بالأخلاص في السر والعلانية، وان اعفو عمَّن ظلمني واعطي من حرمني واصل من قطعني وان يكون صمتي فكراً ونظري عبراً). وقد طبق(ص) كل وصايا وأوامر الباري تعالى بدقة متناهية ومنها العفو فمن عظيم عفوه ما تجلى يوم فتح مكة فالبرغم من تلك المعاناة والعذاب الذي صبته قريش عليه وعلى اتباعه ايام دعوته وبعد هجرته، وبالرغم من مكائدها وحروبها وجمعها على حربه فانه(ص) وقف على باب الكعبة ـ بعد الفتح ـ وقال: (يا معشر قريش ماذا تقولون؟ وماذا تظنون؟) 
قالوا: نظن خيراً، اخ كريم وابن اخ كريم.
فقال(ص): (فأني اقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو ارحم الراحمين، اذهبوا فانتم الطلقاء). 
اجل بهذه النفس الرحيمة، وبهذا الحلم الذي لم يعرف التأريخ له نظيراً يعامل رسول الله(ص) اشد الناس عداوة له بعد ان تمكن منهم، انه الخلق النبوي الكريم.
ان قلة المعرفة بالله تعالى وغموض الرؤية الربانية عند الانسان المسلم تنتج بالضرورة انقسام الاتجاه وتنازع النفس وارتباك وجهة المسير والارتباط بالباري عز وجل ومن ابرز مظاهر الوضعية النفسية والفكرية هو الكسل عن العبادة والتواني في اداء الفرائض وتعثر العلاقة بين الانسان وبارئه بعكس الانسان الذي يتمتع بدرجة عالية او كاملة من المعرفة بالله سبحانه فان شوقه الى الله مصدر الخير والكمال في هذا الوجود يكون ابدياً لا ينقطع، وتعلقه به احدياً لا يشوبه دخيل لذا نجد وحدة الاتجاه وتمكن عقيدة التوحيد والاخلاص في العبودية لله وحده وهيمنة التوجه الرباني المتعالي على عالم الدنيا والمتعلق بالكمال المطلق هو من ابرز صفات العارف الموحد والسر الكامن وراء عظمة أهل البيت عليهم السلام وكمال ذواتهم الانسانية وتميزهم عن سائر الناس هو هذه المعرفة الربانية والتوجه الخالص الى الله الاحد المتصف بالخير والكمال الالهي المطلق وتمكن هذا الاتجاه من نفوسهم واستيعاب تلك المفاهيم التوحيدية، وانعكاس هذه الرؤية الربانية سلوكاً ومواقف وعملاً انسانياً في حياتهم المثالية الخالدة فلا عجب اذن اذا رأينا الزهد والتعالي على متع الدنيا والاستهانة بها عند تعارضها مع مبادئ الحق، ومسيرة الكمال في حياة الامام الكاظم(ع) ولا عجب اذا رأينا الاخلاص لله والعبودية الصادقة تستولي على قلبه الشريف وتملك عليه عواطفه واشواقه وتوجهاته ومسيره في الحياة، ولا عجب اذا كان الامام موسى بن جعفر يلقب بزين المجتهدين والعبد الصالح ويوصل ليله بنهاره في العبادة ويخوض غياهب السجون ويضحي بلذائذ الحياة ويبذل ماله وحياته في سبيل الوصول الى الله ونيل رضوانه والعمل على انقاذ الانسانية ووضعها على طريق الهدى ومسيرة الايمان الخيرة. 
وقد حدثنا التأريخ عن علاقة الامام بالله تعالى وعن عبادته وزهده وتميز شخصيته في المعرفة الربانية والتوجه الرباني واكد انه كان(ع) كما كان خلق آبائه القرآن، فهو كتاب الله ووعاء الوحي والرسالة ومصدر الاشعاع والنور والهداية، وقد كان الامام موسى الكاظم(ع) دؤوباً على قراءة القرآن حريصاً على حفظه وترتيله والعمل بمبادئه وقيمه والتمسك بمنهجه ورسالته.
وكان(ع) اذا قرأ القرآن تفاعل مع آياته وانفعل بمحتواه ودعوته، فقد ورد في وصف علاقته بكتاب الله تعالى: (احفظ الناس بكتاب الله واحسنهم صوتاً به، وكان اذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين) وكان لشدة علاقته بالله تعالى وشوقه اليه وسعيه الى رضاه يسعى حاجّاً الى بيت الله الحرام مشياً على قدميه فقد روي انه(ع) حج اربع مرات ماشياً على قدميه هو واخوه علي بن جعفر (عليهما السلام).
وختاماً ايها الاحبة الكرام نشكركم على حسن المتابعة وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة