تتميز هذه التقنية بأنها تقلل الألم بشكل كبير، وتتيح توصيل الدواء بفعالية وأمان عبر الجلد، كما أنها مصممة لتلبية متطلبات التصنيع الصناعي الحديث، مع خفض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 50٪.
وعلى الرغم من هذه المزايا، فقد واجه إنتاج الإبر الدقيقة تحديات كبيرة، إذ تتطلب الطرق التقليدية عمليات متعددة ومعقدة، ومعدات باهظة الثمن، وتقيّد اختيار المواد الأولية. لكن الفريق البحثي الإيراني نجح بتصميم جهاز مبتكر يعتمد على طريقة DAB، ليحل العديد من هذه المشاكل.
فالجهاز قادر على إنتاج الإبر الدقيقة القابلة للتحلل في غضون 15 دقيقة وبخطوة واحدة فقط، مع عملية آلية ومستمرّة تسهّل التصنيع الصناعي بشكل كبير.
ويقود هذا المشروع فريق مكوَّن من السيد علي موسوي شايق (المدير التنفيذي)، وأميرحسين عباسي (المدير الفني)، وأميرعماد خيريه (المساهم الرئيسي).
وقد أثبت الفريق كفاءة الجهاز على المستوى المختبري، وتمكن من إنتاج رقعة إبر دقيقة ذات مصفوفة 4×4 بنجاح. ويسعى الفريق خلال عام إلى استكمال مرحلة التطوير والتجهيز لإطلاق الإنتاج الصناعي.
وتُعدّ ميزات هذا الجهاز فريدة من نوعها، إذ تقلل خطوات التصنيع، وتسهّل الاستخدام، وتتيح إمكانية التوسع الصناعي، وتخفض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 50٪، مما يمنح هذه التكنولوجيا قيمة عالية على المستويين العلمي والصناعي.
ويعمل الفريق حالياً على تطوير نموذج أولي مكتبي للجهاز (MVP)، على أن يتبعه نموذج صناعي قابل للتصدير. ويشير هذا التوجه إلى أن التكنولوجيا المقدمة قابلة للتطبيق ليس فقط على المستوى المختبري بل أيضاً على نطاق صناعي واسع، ولها قدرة كبيرة على دخول الأسواق المحلية والدولية.
ووفقاً لما ذكره ستاد نانو، يتم تنفيذ المشروع بدعم من الهيئة الرئاسية للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة، بالإضافة إلى هيئة تطوير تقنيات النانو والميكرو. وتعكس هذه الدعمات أهمية هذه التكنولوجيا الاستراتيجية في البلاد، وإمكاناتها الكبيرة للتصنيع والتسويق على المستوى العالمي.
ويؤكد الخبراء أن الإبر الدقيقة القابلة للتحلل يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة لتوصيل الدواء والتطعيم، إذ توفر تقليل الألم، وسهولة الاستخدام، وسرعة الإنتاج، وتكلفة أقل، ما يجعلها خياراً جذاباً للمرضى والأطباء وصناعة الأدوية على حد سواء.