البث المباشر

رئيس الجمهورية: نتمسك بوحدة الأمة الإسلامية

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 12:53 بتوقيت طهران
رئيس الجمهورية: نتمسك بوحدة الأمة الإسلامية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمته بافتتاح مؤتمر الوحدة الإسلامية التاسع والثلاثين، إنّ الأعداء يبيعون السلاح للدول الإسلامية وينهبون ثرواتها ويسعون لإثارة الفتن بينها. وأكد: «نحن لا نخاصم أي بلد مسلم ولا نسعى إلى الخلاف، بل نتمسك بوحدة الأمة الإسلامية».

وشدد الرئيس الإيراني، شدد في افتتاح المؤتمر الذي عُقد صباح اليوم في قاعة المؤتمرات الدولية التابعة لرئاسة الجمهورية وبحضور ضيوف أجانب، على أنّ وحدة المسلمين هي السبيل لمواجهة التحديات، قائلاً:

«في صلاتنا اليومية نطلب من الله الهداية إلى الصراط المستقيم. الرسول الأكرم (ص) عند قدومه إلى المدينة أقام ميثاق الأخوّة، وبعد فتح مكة أيضاً رفع شعار الأخوّة بين المسلمين. فكيف اليوم، بينما نشاهد الكيان الصهيوني يمزق المسلمين ويحاصرهم ويمنع عنهم الماء والغذاء، نزيد نحن من خلافاتنا بدلاً من أن نكون يداً واحدة؟ لو كانت الأمة الإسلامية موحدة، هل كانت أميركا أو إسرائيل أو أي قوة أخرى قادرة على هضم حقوق المسلمين؟ مشكلتنا ليست في أميركا وإسرائيل، بل في خلافاتنا الداخلية».

وأضاف بزشكيان:

«لو اتحدنا لما تجرأ العدو على فعل شيء. إنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان بينما لا يرحمون الأطفال والمرضى ويرتكبون مجازر. يبيعون السلاح للدول الإسلامية ويستنزفون مواردها كي يوقعونا في صراعات داخلية. لكننا لا نريد النزاع مع أي بلد مسلم، بل نتمسك بوحدة الأمة الإسلامية».

وتابع قائلاً:

«الصراط المستقيم يعني أن نسير على النهج الإلهي؛ فما فائدة صلاة وصيام شخص إذا كان يسعى إلى إثارة الخلافات؟ إذا طبّقنا الحق والعدالة في المجتمع، فلن تتمكن أي قوة من التغلب علينا. الشعب هو رأس المال الحقيقي لأي دولة، ونحن خدام هذا الشعب وعلينا أن نعمل بالعدل والإنصاف بعيداً عن العصبيات القومية والعرقية».

وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ علماء الدين الحاضرين مسؤولون عن نقل رسالة الرسول (ص) الداعية إلى العدالة والوحدة، موضحاً:

«قد نختلف في الرأي، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب وحدة الأمة».

وأكد:

«نحن إخوة للفلسطينيين والعراقيين والمصريين والقطريين والإماراتيين ولكل المسلمين. هذا ليس شعاراً بل إيمان وعقيدة نطبّقها. إذا لم تنجح أميركا وإسرائيل في تنفيذ مخططاتهما ضد إيران، فذلك ليس فقط بفضل صواريخنا أو قوة مقاتلينا، بل بفضل تلاحم شعبنا الذي وجه الضربة الأقوى للعدو».

وقال:

«كان العدو يتوهم أن بضعة صواريخ ستجعل شعبنا ينقلب على النظام، لكن الشعب خيب ظنه. نحن وشعوب الأمة الإسلامية لن ننحني أمام الظلم والعدوان، وهذه رسالة إيران لأعدائها».

وشكر بزشكيان الدول الإسلامية التي أدانت اعتداءات أميركا وإسرائيل، لكنه شدد على أن ذلك غير كافٍ، مضيفاً:

«يمكننا أن نقف أقوى في مواجهة العدو. إذا توحدنا كيد واحدة، سنحقق العزة والتقدم للأمة الإسلامية».

وختم بالقول:

«هذا المؤتمر يمثل بداية لكسر التفرقة وتعزيز الأخوّة التي أمر بها الرسول (ص). ونأمل أن نتمكن من إيصال رسالة العزة والعدالة إلى العالم في مواجهة توحش العالم الذي يدّعي الحضارة».

وانطلقت صباح اليوم أعمال الدورة التاسعة والثلاثين لمؤتمر الوحدة الإسلامية في قاعة مؤتمرات قادة الدول الإسلامية بطهران، بحضور 84 ضيفاً أجنبياً، تحت شعار «الذكرى الألف والخمسمئة لميلاد نبي الرحمة والأمة الإسلامية».

ووجّهت الدعوة إلى نحو 2800 مشارك من الداخل والخارج، فيما تأكد حضور 81 ضيفاً أجنبياً حتى الآن. ويُسجَّل هذا العام حضور ضيفين من المملكة العربية السعودية للمرة الأولى، إلى جانب ممثلين على مستوى نائب رئيس الجمهورية من تركيا وباكستان.

ويتوقع المنظمون مشاركة نحو ألف شخص حضورياً في القاعة، إلى جانب 200 ندوة افتراضية يشارك فيها علماء ومفكرون لم يتمكنوا من الحضور المباشر. كما استقبلت الأمانة العامة للمؤتمر 392 مقالة، جرى قبول 148 منها، ركزت في مجملها على شخصية نبي الرحمة، مفهوم الأمة الإسلامية، وقضية الوحدة.

وخلال حفل الافتتاح، رحّب حجة الإسلام حميد شهرياري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، بالضيوف، مهنئاً بحلول أسبوع الوحدة وذكرى ولادة النبي الأكرم (ص) والإمام الصادق (ع).

وأكد شهرياري أنّ مؤتمر هذا العام المنعقد تحت شعار «نبي الرحمة، وحدة الأمة» يضع قضية فلسطين في صميم اهتماماته، موضحاً أنّ الهدف الأساس من مؤتمرات الوحدة، منذ خمس دورات، هو تعزيز وحدة المجتمعات الإسلامية والسير نحو مفهوم الأمة الواحدة واتحاد الدول الإسلامية.

وأضاف:

«في هذه المرحلة الحساسة التي يشهد فيها العالم تناقضات واضحة، تبرز نظرية الوحدة الإسلامية القائمة على الولاية الإلهية والأخوّة الإيمانية كضرورة ملحّة. واليوم صارت الوحدة الإسلامية حاجة عملية لا يمكن الاستغناء عنها».

وشدد الأمين العام للمجمع على أنّ إيران لم تعد وحدها من يرفع راية الوحدة، قائلاً: «نشهد اليوم انتشار خطاب التقريب والوحدة في مصر والسعودية وتركيا وسائر البلدان الإسلامية».

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة