وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا محمد المصطفى وعلى آله الهداة الاطهار...
السلام عليكم ـ مستمعينا الكرام ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
لقد كانت من اخلاق الرسول الكريم محمد(ص) الاريحية وملاطفة الناس بما تطيب به نفوسهم واليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ نماذج من ذلك جاءه شخص فيه بله فقال: يا رسول الله احملني على جمل فقال له: احملك على ابن الناقة فانكر ذلك وقال له: ما عسى ان يغني عني ابن الناقة؟ فاجابه الرسول(ص) مبتسماً: هل يلد الجمل الا ابن الناقة. وفي مرة من المرات جاءته عجوز وطلبت منه(ص) ان يدعو الله تعالى لها بالجنة فقال لها: ان الجنة لا تدخلها عجوز فولت باكية فقال(ص) اخبروها ان الجنة لا تدخلها عجوز ان الله تعالى يقول: "فجعلناهن ابكاراً / عرباً اتراباً".
اصبح النبي(ص) متغير اللون، فقال بعض اصحابه: لاضحكنه، وخف نحوه فقال له: بابي انت وامي بلغني ان الدجال يخرج والناس جياع فيدعوهم الى الطعام، افترى ان ادركته ان اضرب في ثريده حتى اذا تضلعت آمنت بالله تعالى وكفرت به ام اتنزه عن طعامه؟ فضحك النبي(ص) وكان ضحكه التبسم وقال له: بل يغنيك الله تعالى بما يغني المؤمنين.
مستمعينا الافاضل ـ لقد شابه الامام الحسن(ع) جده الرسول الاكرم(ص) في سمو اخلاقه التي كانت مثلاً للرحمة الالهية التي تملأ القلوب رجاءً ورحمة وهذه شذرات من معالي اخلاقه(ع) لقد كان الامام(ع) وحيد عصره في تواضعه ونكرانه للذات ومنها انه اجتاز على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الارض كسيرات من الخبز وهم يأكلون منها فدعوه الى مشاركتهم فاجابهم الى ذلك وهو يقول: ان الله لا يحب المتكبرين. ولما فرغ من تناول الطعام معهم دعاهم الى ضيافته فاطعمهم وكساهم واغدق عليهم ببره واحسانه، ومن تواضعه ايضاً(ع) انه مر على صبيان يتناولون الطعام فدعوه الى مشاركتهم فاجابهم الى ذلك ثم حملهم الى منزله فمنحهم بكرمه وجوده وقال: اليد لهم لانهم لم يجدوا غير ما اطعموني، ونحن نجد مما اعطيناهم.
ومن عظيم تواضعه(ع) انه كان جالساً في مكان واراد الانصراف منه فجاءه فقير فرحب به ولاطفه وقال له: انك جلست على حين قيام منا افتأذن لي بالانصراف؟ فقال الفقير للحسن(ع): نعم يا بن رسول الله.
ان التواضع ـ مستمعي الكريم ـ دليل على سمو النفس وكمالها وقد ورد في الحديث الشريف: ان التواضع لا يزيد العبد الا رفعة، فتواضعوا يرحمكم الله.
ونختم البرنامج بالحديث عن زهد الامام الكاظم موسى بن جعفر(ع) الذي تجرد عن رغبات الدنيا وزخارفها تماماً وعاش في الدنيا عيشة الفقراء، وقد تحدث عن زهده ابراهيم بن عبد الحميد فقال: دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي فيه فاذا ليس في البيت شيء سوى خصفة وسيف معلق ومصحف ولم يكن زهده ناشئاً من الفقر فقد كان يملك البسرية وغيرها من الحقول الزراعية التي كانت تدر عليه بالاموال الطائلة، كما كانت تجبى له الاموال الطائلة من الحقوق الشرعية، الا انه كان ينفقها جميعاً في اعاشة الفقراء وخدمة الدين، ومن معالم زهده(ع) انه كان يتلو على اصحابه سيرة الصحابي العظيم ابي ذر الغفاري(رض) الذي كان المثل الاعلى في الزهد ونكران الذات حيث قال: (رحم الله ابا ذر، فقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير اتغذى باحدهما واتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف اتزر باحداها واتردى بالآخر).
وختاماً ـ ايها الاعزاء ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******