وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الاطهار وعلى صحبه المنتجبين الاخيار..
السلام عليكم ـ ايها الاكارم ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً...
مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان النبي الكريم محمد(ص) اشجع الناس واقواهم شكيمة وقد تحدث الامام علي(ع) عن شجاعته بقوله:"انا كنا اذا اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله(ص) فما يكون احد اقرب الى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ به وهو اقرب منا الى العدو وكان من اشد الناس بأساً". وروى العباس عن شجاعة النبي(ص) بقول: لما التقى المسلمون والكفار يوم حنين ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله(ص) يركض ببغلته نحو الكفار وانا آخذ بلجامها، الفها ان لا تسرع، وقد دل ذلك على استهانته بالقوى الملتفة التي احاطت بالمسلمين من جميع جهاتهم في واقعة حنين، وقال عمر بن حصين: ما لقي رسول الله(ص) كتيبة الا كان اول من يضرب ولما رآه ابي بن خلف يوم احد جعل يقول: اين محمد لا نجونا ان نجا، ولما شاهده شد عليه، فاعترضه رجال، فامرهم النبي ان يخلوا عنه، وتناول النبي حربة من الحارث فطعنه في عنقه طعنة كادت تهوي به عن فرسه، ثم انهزم وقفل راجعاً الى قريش، رافعاً عقيرته قائلاً: قتلني محمد وهم يقولون له لا بأس بك، فقال: لو كان جميع الناس لقتلهم محمد.
مستمعينا الاكارم ـ لقد كان من ذاتيات الامام الرضا(ع) الزهد في الدنيا والاعراض عن مباهجها وزينتها، ومن مظاهر زهده ما رواه محمد بن عباد قال: كان جلوس الرضا(ع) على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ـ وهو الكساء من الشعر ـ وكان لباسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزين لهم وقد التقى به سفيان الثوري فرآه قد لبس ثوباً من الخز فانكر عليه ذلك وقال له لو لبست ثوباً ادنى من هذا؟ فاخذ الامام يده برفق وادناه من كمه فاذا تحت ذلك الثوب مسح وقال(ع) له: الخز للخلق والمسح للحق، لقد كان الزهد في الدنيا من ابرز اخلاق الامام(ع) وكان من مظاهر زهده انه لما تقلد ولاية العهد لم يحفل باي مظهر من مظاهر السلطة مبتعداً عن جميع مظاهر العلو والترف.
واما السخاء ـ مستمعي الكريم ـ فهو طبيعة متأصلة عند اهل البيت(ع) وقد كان الامام الرضا(ع) احب شيء اليه في الدنيا البر بالفقراء وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده وكرمه كان منها: انه انفق جميع ما كان عنده على الفقراء في يوم عرفة حينما كان في خراسان فانكر عليه الفضل بن سهل وقال: ان هذا لمغرم؟ فاجابه الامام(ع) بل هو المغنم، لا يعد مغرماً ما ابتغيت به اجراً وكرماً.
وهكذا ـ مستمعي العزيز ـ نتعلم من الامام التقي علي بن موسى الرضا(ع) ان انفاق المال في سبيل الله تعالى ليس مغرماً وانما هو مغنم يتقرب به العبد الى الله تبارك وتعالى وهذا هو المغنم الذي فيه الخير العميم.
وفي الختام ـ ايها الكرام ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ونتمنى لكم حياة مليئة بالخير والسعادة والتوفيق.
وحتى اللقاء نستودعكم الباري عز وجل الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******