والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ...
السلام عليكم ـ ايها الاحبة الكرام ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا، نرجو ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً...
مستمعينا الافاضل ـ لقد كان من صفات النبي(ص) الزهد في جميع متع الدنيا فقد آثر الفقر على الغنى والضيق على السعة وقد روى ابن عباس(رض) قال: كان رسول الله(ص) يبيت هو واهله الليالي المتتابعة طاوياً لا يجدون عشاءً وروي انه دخل رجل على النبي(ص) فرآه جالساً على حصير قد اثر في جسمه، ووسادة من ليف اثرت في خده فجعل الرجل يقول: ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر، انهم ينامون على الحرير والديباج وانت على هذا الحصير فقال له النبي(ص) : ما انا والدنيا انما مثلها كمثل راكب مر على شجرة ولها فيء فاستظل تحتها فلما مال الظل عنها ارتحل وتركها. وفي رواية اخرى قيل ان رجلاً من الانصار اهدى الى النبي(ص)صاعاً من رطب قد حملته جاريته فقال لها النبي(ص): انظري هل تجدين في البيت قصعة او طبقاً فتأتيني به وذلك ليضع فيه الرطب، فذهبت فلم تجد فيه شيئاً فاخبرت النبي بذلك فكنس موضعاً بثوه وامرها ان تضع الرطب فيه وقال: والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله تعالى جناح بعوضة ما اعطي منها الكافر والمنافق شيئاً.
مستمعينا الاعزاء ـ لقد ورد في الروايات ان رجلاً قال للحسين بن علي(ع): يا بن رسول الله انا من شيعتكم، فقال(ع): اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل ولكن قل انا من مواليكم ومن محبيكم.
مستمعينا الاكارم ـ لقد كان من معالي اخلاق الامام الحسين(ع) الحلم فقد قابل المسيء له بالعفو والاحسان كجده رسول الله(ص)الذي وسع الناس جميعاً بسمو اخلاقه، وقد شاع حلم الامام وتحدث الناس فيه، ومن امثلته ان بعض مواليه جنى جناية تستحق التأديب فانبرى اليه العبد قائلاً: يا مولاي ان الله تعالى يقول: "والكاظمين الغيظ". فقابله الامام(ع) بابتسامة مشرقة وقال: "كظمت غيظي" وسارع العبد قائلاً: "والعافين عن الناس"، فقال له الامام: قد عفوت عنك... خلوا عنه فقد كظمت غيظي، وانبرى العبد يطلب المزيد من الاحسان قائلاً: "والله يحب المحسنين"، فقال الامام(ع): انت حر لوجه الله ثم امر له بجائزة سنية تغنيه عن الحاجة ومسألة الناس.
نعم مستمعي الكريم ـ لقد كان هذا الخلق الرفيع من صفات الامام الاساسية التي لم تنفك عنه، وظلت ملازمة له طوال حياته الشريفة.
وفي ختام البرنامج نذكر قبساً من اخلاق الامام ابي جعفر محمد الباقر(ع) في الصبر فقد كان له ولداً اثيراً عليه فمرض فتألم عليه حتى خشي عليه، وحين توفي الولد سكن روعه فقيل له: خشينا عليك يابن رسول الله؟ فأجاب(ع) باطمئنان ورضى بقضاء الله قائلاً:"انا ندعو الله فيما يحب، فاذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحب". لقد تسلح الامام(ع) بالصبر، وقابل نوائب الدنيا بارادة صلبة من غير ضجر ولا سأم محتسباً الاجر عند الله تعالى.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الاكارم ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******