البث المباشر

صفعة من الشعب الإيراني على وجه الصهيونية

الأحد 15 يونيو 2025 - 13:06 بتوقيت طهران
صفعة من الشعب الإيراني على وجه الصهيونية

بينما تتواصل جرائم الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أصبحت طهران بالأمس مسرحا للاحتجاجات الشعبية بمسيرة "إيران، ذو الفقار علي (ع)"؛ إحياء لذكرى عيد الغدير الأغر وبيعة للولاية ضد أعداء الإسلام.

بينما يثقل جراح استشهاد القادة العسكريين، والعلماء النوويين والمدنيين في هجمات الكيان الصهيوني الغاصب على قلوب الشعب الإيراني، وتستمر الهجمات الوحشية لهذا الكيان الخبيث على ايران، أصبحت العاصمة طهران مسرحا للتجمعات الشعبية حيث انتقل المواطنون من ساحة الإمام الحسين (عليه السلام) وساحة آزادي إلى ساحة انقلاب للمشاركة في "مسيرة الغدير" ليس فقط لإحياء ذكرى عيد الولاية، بل أيضًا للتعبير عن غضبهم إزاء جرائم الكيان الصهيوني الأخيرة.

إن هذه المسيرة، التي أقيمت هذا العام تحت شعار "إيران، ذوالفقار علي (ع)"، أصبحت مسرحا للبيعة مع خط الولاية وإعلان الاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني، بحضور موحد للوفود الدينية والمواكب الشعبية والجماعات الجهادية وأسر الشهداء والشعب الوفي.

 

من خيبر إلى الغدير؛ مواصلة طريق المقاومة

مرت أربع سنوات على أول احتفال كبير بهذه المناسبة في يوم عيد الغدير، لكن التجمع هذا العام له أجواء مختلفة. لم يمضِ سوى يوم واحد على الهجمات الجبانة للكيان الصهيوني على أرض جمهورية إيران الإسلامية، والتي أدت إلى استشهاد كوكبة من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين والمدنيين في البلاد.

لكن الشعب جاء بالأمس ليشارك في هذه الملحمة العظيمة ويعلن للعالم أن إيران الإسلامية لن تُهزم. ورُفعت لافتات تحمل شعارات مثل "دعم الوعد الصادق 3" و"سيكون الرد ساحقًا" بيد الشعب، وهي رسالة واضحة وصريحة للصهاينة وأنصارهم.

 

كيلومترات من المحبة والتعاطف

على طول الطريق، استقبلت المواكب الشعبية والجهادية، عشاق الولاية. ولم توفر هذه المواكب أجواء ترحيبية بتوزيع التبرعات والخدمات الطبية فحسب، بل أحيت أيضًا ذكرى الغدير في أبهى صورة ممكنة من خلال عزف الأغاني الثورية والبرامج الثقافية والعروض الفنية.

أصبح هذا الاحتفال، أكثر من مجرد طقس ديني، بل كان هو عرضا لوحدة إيران وكرامتها واستعدادها لتكرار خيبر في وقتها. والرسالة التي وجهها الشعب الإيراني لأعدائه بصوت عال تتخلص في جملة واحدة:

         "نسير على نهج الإمام علي (ع)، وذوالفقار في حالة الرد".

 

الوعد الصادق 3؛ الأمة في طليعة التأييد

انتشرت شعارات التأييد لعملية الوعد الصادق 3 في كل مكان في هذا التجمع الضخم. ومع هتافات "الموت لإسرائيل" و"كل هذه الجيوش جاءت، جاءت حبا للقائد"، أعلن الشعب أن دعم جبهة المقاومة ليس للجيش والقادة فحسب، بل هو دعم الأمة التي تقف في طليعة الصفوف وتدعم الإجراءات الانتقامية المشروعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في هذا التجمع المليوني، وتحت شعار "نحن لسنا من أهل الكوفة، لنترك الإمام عليّ وشأنه"، أكد الشعب الإيراني ولاءه لمبادئ الإمام علي (عليه السلام) وخط الغدير، مصرحا لأن الطريق إلى خيبر مستمر. وأظهر هذا التجمع المليوني أن الهجمات الإرهابية والإجرامية للصهاينة لم تُثبط عزيمة الأمة فحسب، بل زادت أيضًا من اللحمة الوطنية والتعاطف.

وبينما تستمر جرائم الكيان الصهيوني في المنطقة وعدوانه على ايران، شهدنا مسيرة رائعة تحت عنوان "إيران، ذوالفقار علي (ع)"؛ تجمعٌ حماسيٌّ، يلعب فيه الأطفال والمراهقون هذه المرة دورًا هامًا.

منذ بداية الحراك الشعبي، أضفى الحضور اللافت للعائلات مع أطفال صغار ومراهقين، بأعلام صغيرة أو ملابس رمزية، أجواءً مختلفة على هذا الحدث. بشعارات طفولية ورسومات ملونة وألعاب جماعية، يتحدث الأطفال بلغتهم الخاصة عن المظلومية والمطالبة بالحق.

أصبح قسم الأطفال في هذه المسيرة من أكثر الأقسام حيويةً واستقطابًا للزوار بفضل محطات الألعاب المتنوعة، أكشاك الرسم، المسابقات الثقافية، وعروض مسرح الشارع ذات المواضيع الملحمية. وهذه المرة، جاء الجيل الجديد، بذكائه وشغفه، وبالفن واللعب، ليؤكد أن نهج الإمام علي (عليه السلام) مستمر، وأن أطفال اليوم هم ذو الفقار للإسلام غدا.

 

مواكب ضد الصهيونية

بينما ملأت هتافات "الموت لإسرائيل" العاصمة طهران، أظهرت المواكب أيضًا مظهرًا آخر من مظاهر الإيمان والوحدة.

في هذه المسيرة الضخمة، لم تعد المواكب مجرد أماكن لتقديم النذورات أو توزيع الشراب والحلويات، بل أصبحت معاقل ثقافية وفنية لجبهة الولاية. من عزف الأغاني الملحمية ومقاطع الفيديو الموسيقية الثورية إلى تقديم البرامج المسرحية الحية، وقراءات الشاشة، وقراءات الشعر للأطفال والمراهقين، صُمم كل شيء لإعادة إحياء ذكرى الغدير بأصدق صورة ممكنة.

 

ساحة "إنقلاب"؛ مركز هتاف "حيدر حيدر" و"الموت لإسرائيل"

جسد العاصمة طهران صوتًا موحدًا لبايعة مع الولاية والمقاومة. وبالتزامن مع مسيرة الغدير الكبرى، حوّل آلاف الأشخاص، الشوارع العاصمة إلى ساحة للإيمان والحماسة والمقاومة، مرددين "الموت لإسرائيل" و"حيدر حيدر" بقوة.

أظهرت الأعلام الإيرانية المرفوعة بأيدي كبار وصغار، رجالًا ونساءً، أطفالًا ومراهقين، الوحدة الوطنية في ظل الغدير وذو لفقار علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ حيث أن الغدير، الذي لم يكن هذه المرة مجرد احتفال بالولاية، بل كان صرخة عالمية ضد الظلم والصهيونية. وأصبحت ساحة "إنقلاب" القلب النابض لهذا الحضور الهائل من الشعب. 

 

إنا على العهد

حول ملايين من الشعب الإيراني الغيورين، مسيرة الغدير إلى مشهد غضب على الكيان الصهيوني، وجدّدوا البيعة بدماء الشهداء وبأعلى أصواتهم مرددين "إنا على العهد" و"الموت لإسرائيل".

وبينما تكون صور قادة جبهة المقاومة الشهداء والعلماء النووين الذين تعرّضوا للاغتيالات العمياء للعدو الصهيوني في أيدي الشعب، تحوّلت شوارع العاصمة إلى ساحة معركة حماسة وولاء وانتقام. وأعلن الشعب ثباته على درب المقاومة حتى آخر رمق بهتافهم تحت عنوان "جيوشٌ كثيرة، جاءت حبًا للقائد"، ورفعهم رايات إيران وصورة قائد الثورة الإسلامية. 

لم يكن شعار "إنا على العهد" همسا عاطفيا فحسب، بل كان أيضًا بيانا واضحًا للصمود والإرادة الوطنية. أمةٌ بقيت وفيةً لعهدها مع الولاية، وعزمت على الثأر لدماء الشهداء بكل ما أوتيت من قوة.

إذن ساحة "إنقلاب" هي ساحة للمقاومة، وأن الناس في حقيقة الأمر يسيرون على درب التاريخ؛ تاريخ بدأ بالغدير ووصل إلى خيبر وكربلاء والانتفاضة والمقاومة.

 

الغدير؛ بداية عهد جديد مع الولاية

إن مسيرة  التي شارك فيها ملايين المواطنين من أبناء الشعب الإيراني من ساحة الإمام الحسين (ع) وساحة "آزادي" إلى ساحة "إنقلاب"، مع الشعارات الساحقة ضد الكيان الصهيوني، كانت مظهرا من مظاهر البيعة مع الولاية وإعلاناً للاستعداد لمواجهة الظلم والعداء العالميين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة