البث المباشر

دموع التماسيح الأوروبية ومسؤوليتنا

الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 12:06 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن أولئك الذين مهدوا الطريق لحرب الإبادة الجماعية في غزة ولكن اليوم يتحدثون بوجوه مقلقة تجاه هذه الأزمة.

كيف يمكن لأولئك الذين مهّدوا الطريق للإبادة الجماعية أن يتظاهروا الآن بأنهم يعارضونها؟

القادة السياسيون، والمحللون الإعلاميون، وشخصيات مثل بيرس مورغان، الذين دافعوا لشهور وأعوام عن جرائم إسرائيل، يتحدثون اليوم بوجوه تظهر القلق تجاه الأزمة الإنسانية في غزة.

 

لماذا يحدث هذا؟

الحقيقة هي:

لا يمكنك تمويل عمليات إبادة جماعية، وتسليحها، والتأسيس لها نظريا، والدعاية لها، ثم عندما يتم تنفيذها تقول "لقد صدمنا". لا يمكنك أن تُجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته لسنوات، ثم تتظاهر بالتعاطف.

كل قنبلة أُلقيت، وكل رصاصة أُطلقت، وكل طائرة مسيّرة دمّرت منزلًا، كان وراءها اعتراف رسمي، وصفقة عسكرية، ورواية إعلامية. لم تكن هذه مجرد حرب. بل كان مشروعًا بأدوار محددة. والآن، نفس تلك الحكومات تحاول أن تكسب شرعية أخلاقية عبر بضع شاحنات من الطحين والدواء.

هذه ليست مساعدة. بل غطاء للصورة المأزومة التي أظهروها عن أنفسهم.

لأنهم في الوقت الذي يقدمون لأهل غزة أكياس الطحين بيد، يوقّعون بالأخرى على جواز الغارات الجوية، وقطع الوقود، وقصف المخابز، واستهداف قوافل الإغاثة.

فماذا علينا نحن، الأناس العاديون، أن نفعل؟

يجب أن ننظم أنفسنا؛ في أحيائنا، في جامعاتنا، في اجتماعاتنا مع الأصدقاء المهم أن لا نسكت، بل نعمل شبكات، وننشر الوعي.

يجب أن نملأ الشوارع. لأن التاريخ أظهر أن تغيير السياسات لا تتم إلا إذا كان هناك ضغط من القاعدة.

يجب أن نضغط على ممثلينا. في مكاتبهم السياسية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أي مكان يُمكن أن يصل فيه صوتنا.

يجب ألا نسمح لهم بأن يمروا على جرائمهم بكل هدوء. يجب فضح صانعي الأسلحة.

يجب فضح المصانع التي تُنتج القنابل، وهي ذاتها المتورطة بشكل مباشر في تدمير غزة. تعطيل عملها يعني تعطيل استمرار هذه الجريمة. يجب أن نفضح الشركات التي تجني أرباحًا من هذه العدوان.

يجب فضحهم بالأسماء، وبالوثائق، وبالتقارير. يجب أن يعرف الناس أن المال الذي يُدفع مقابل منتج معين، قد يتحول إلى وقود لصاروخ. ويجب أن نقاطعه. مقاطعة واعية، هادفة، وشاملة.

المقاطعة ليست هي مجرد احتجاج، بل إنها أداة ضغط اقتصادي. يجب أن نُعطل البنية الربحية للحرب. ذلك النظام الذي يرى في الحرب فرصة اقتصادية، وليس كارثة إنسانية.

ولا ننسى: كل تأخير ثمنه أرواح بشرية.

في كل مرة نرفع فيها أصواتنا، يصبح الأمر أكثر صعوبة على أولئك الذين يريدون أن يُغلقوا أعينهم.

إذن لا يجب الانتظار حتى تصدر قرارات رجالات السياسة.

فالخلاص لا يأتي من أصحاب المناصب.

يجب أن نتحرك نحن بأنفسنا.

لأن الحقيقة هي:

"كثرتنا مقابل قلة أهل القرار".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة