البث المباشر

"خَيام" وتطوير القوة الفضائية الإيرانية

الإثنين 26 مايو 2025 - 14:50 بتوقيت طهران
"خَيام" وتطوير القوة الفضائية الإيرانية

أصبح القمر الصناعي "خيام" للاستشعار، باعتباره العين الثالثة لإيران في السماء، أداة رئيسية لخلق الثروة من السماء من خلال التقاط الصور المتقدمة وتحليل البيانات الحيوية.

في عصر تُعرف فيه البيانات بأنها النفط الجديد للعالم، تُعتبر تقنيات مثل الاستشعار عن بعد باستخدام الأقمار الصناعية أدوات لاستخراج هذا الذهب الرقمي.

تتمتع الأقمار الصناعية بالقدرة على تسجيل ملايين البيانات من سطح الأرض في أي لحظة وإذا تم تحليلها واستخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تكون بمثابة ذراع قوية للاقتصاد والأمن والبيئة وإدارة الموارد في أي بلد.

ومن بين الأقمار الصناعية الموجودة في ايران، يبرز اسم "خَيام" كأحد أبرز الاستثمارات الفضائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهو قمر صناعي للقياس عالي الدقة تم تكليفه من قبل منظمة الفضاء الإيرانية وتم إطلاقه إلى الفضاء في عام 2022 بالتعاون مع روسيا.

 

مواصفات قمر "خَيام" الفنية ومهمته

تم نشر القمر الصناعي "خيام" في مدار LEO (المدار الأرضي المنخفض) على ارتفاع حوالي 500 كيلومتر ويمكنه توفير صور لسطح الأرض بدقة متر واحد. ويعد هذا المستوى من الدقة أمرًا بالغ الأهمية لتطبيقات مثل الزراعة الدقيقة، مراقبة الغابات، مراقبة تغير المناخ، إدارة موارد المياه، مراقبة البناءات غير المصرح بها، وحتى قضايا الأمن.

المهمة الرئيسية لـ "خيام" هي جمع الصور وبيانات القياس للتربة والمياه والنباتات والموارد الطبيعية والبنية التحتية والبيئة في إيران. وهذه البيانات التي كانت تعتمد في السابق على الشراء من الشركات الأجنبية أصبحت الآن متاحة للبلاد من خلال الخيام.

 

القيمة الحقيقية للصورة: 20 مليون دولار تكلفة، 300 مليون دولار عائد

تشير التقديرات إلى أن تكلفة الحصول على كل صورة عالية الدقة لـ "خيام" من الأقمار الصناعية تبلغ نحو 20 مليون تومان. وقد يبدو هذا الرقم مرتفعًا للوهلة الأولى، لكن الدراسات العالمية تُظهر أن الاستخدام الذكي لتكنولوجيا الاستشعار عن بعد يمكن أن يخلق قيمة اقتصادية تعادل 15 ضعف هذه التكاليف على الأقل.

وبعبارة أخرى، فإن كل 20 مليون إطار صورة من القمر الصناعي "خيام"، إذا تم تحليلها واستخدامها بالطريقة الصحيحة، يمكن أن تخلق قيمة تزيد على 300 مليون تومان للبلاد. ولا تتجلى هذه القيمة المولدة في شكل وفورات اقتصادية فحسب، بل تتجلى أيضا في تشكيل مشاريع تجارية جديدة، وتحسين عملية اتخاذ القرار على المستوى الكلي، وتعزيز الإنتاجية الوطنية.

 

الخبرة العالمية؛ عندما تتغير الزراعة عبر الصور 

أصبحت بيانات الأقمار الصناعية في العديد من البلدان المتقدمة، أداة رئيسية في الزراعة. وباستخدام صور الأقمار الصناعية، يستطيع المزارعون تحديد صحة النبات، مستويات رطوبة التربة، احتمالية وجود الآفات ونقص العناصر الغذائية، واتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب.

لقد أدت هذه التكنولوجيا إلى زيادة إنتاجية المزارع بشكل كبير وخفض استهلاك المياه والمبيدات الحشرية في بلدان مثل الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي. والآن، مع وجود قمر صناعي مثل "خيام"، يمكن تحقيق مثل هذه التطورات في إيران، شريطة أن تستفيد المؤسسات الحكومية والخاصة من هذه البيانات.

 

استخدام قمر "خيام" في إدارة الأزمات وتغير المناخ

إن من التطبيقات المهمة لقمر "خيام" الصناعي هو مراقبة المخاطر الطبيعية. ويمكن أن تكون صور الأقمار الصناعية ذات فائدة كبيرة في تقييم مدى الضرر، تحديد المناطق المتضررة، توفير الإغاثة المستهدفة في حالات مثل الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات والجفاف كما يستطيع "خيام" مراقبة اتجاه تغير المناخ.

ومن خلال رصد درجات حرارة سطح الأرض، الغطاء الثلجي، التغيرات في مستويات مياه البحيرات، وانخفاض الغطاء النباتي، يمكن إصدار تحذيرات في الوقت المناسب لصنع السياسات البيئية.

 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في مجال البيئة

-مراقبة ودراسة التغيرات الدورية في سطح الأرض

-مراقبة وتقصي انتشار الصناعات والمناجم

-رصد ودراسة انتشار المدن والمناطق السكانية

-مراقبة والتحقيق في حركة وانتقال الملوثات في الماء والهواء والتربة

-تقييم تدهور الأراضي والتصحر، مراقبة معدلات تآكل التربة وظروف الصحراء والبرية

-التحقيق في التغيرات في الغطاء النباتي والغابات

-رصد مراكز الغبار 

-المراقبة المستمرة للمناطق المائية في البلاد

-مراقبة حالة العوامل البيئية في الهواء المحيط، مثل تلوث الهواء في المناطق الحضرية.

-مراقبة حالة العوامل البيئية في مناطق التربة مثل المادة العضوية

 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في مجال الكوارث الطبيعية

-نمذجة المخاطر ورسم خرائط المخاطر

-تحليل نقاط الضعف

-مراقبة المناطق المتضررة

-التخطيط المكاني

-تقييم الأضرار

-تحديد مناطق إعادة التوطين

-الإنذار المبكر

-مراقبة البنية التحتية المتضررة

-خريطة طريق البحث والإنقاذ

-خريطة المناطق المتضررة
 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في مراقبة الموارد المائية

-رسم خرائط الأراضي الرطبة

-تحديد مجرى النهر ومعدل تقدمه خلال العام

-موقع المسطحات المائية، بما في ذلك البحيرات والأراضي الرطبة والأنهار

-طرق التخطيط لتوجيه المياه السطحية ومنع الفيضانات

-مراقبة التغيرات في خط الساحل

-دراسة مستجمعات المياه لقضايا مثل الفيضانات والفيضانات

-تحديد المنشآت غير المرخصة في مجرى النهر والالتزام بخصوصية النهر

-تقييم الضعف في حالات مثل الفيضانات والفيضانات

-تحديد موقع الأنهار والخزانات والآبار والقنوات المائية في المناطق الحضرية

-إدارة الموارد المائية ومراقبة حالة الأنهار والبحيرات وخزانات السدود وغيرها.
 

 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في التنقيب عن المعادن

-معدات مواقع التعدين ومراقبة المستودعات

-إعداد الخرائط الطبوغرافية

-مراقبة أنشطة المقاولين التعدينيين

-إعداد خرائط الخطوط بما في ذلك الصدوع والكسور

-مراقبة موقع المنجم ومنع التعدي على أصول المنجم (أو التزام مشغل المنجم

-تجاه البيئة والأراضي والأراضي المحيطة)

-المساعدة في الدراسات الأولية لاستكشاف المعادن وتطويرها

-التحقيق في التغيرات في تكوين التربة

-تحديد التلوث الناجم عن التعدين

-حجم المعادن للتحميل والنقل

-دراسة شبكة الطرق المنجمية وتحديد المسار الأمثل للنقل

-الإشراف على تقدم ومراقبة مشاريع التعدين والاستخراج

-لإشراف على عمليات الأجزاء المختلفة من موقع التعدين، مثل ورشة الاستخراج، وسد المخلفات، ومستودع المعادن، والحزام الناقل، والطرق، وغيرها.
 

 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في الدراسات والتخطيط الحضري

-إعداد الخرائط لمخططات التنمية الحضرية

-تحليل السكان الحضريين

-عند عمل خرائط حضرية

-التحقيق في تغيرات استخدام الأراضي الحضرية

-تحديد التطوير غير القانوني

-الطرق والنقل

-توزيع السكان الحضريين

-دراسة وبحث الهياكل الحضرية

-موقع المرافق والخدمات الحضرية

-المستوطنات غير الرسمية والعشوائية
 

 

تطبيق بيانات الأقمار الصناعية في الزراعة

 

الموارد المائية

-الإدارة المثلى لاستهلاك المياه في المزارع الزراعية

-المساعدة في تحديد حقوق المياه وتخصيص موارد المياه للمزارع

-حساب التبخر والنتح

-دراسة رطوبة التربة والنبات
 

الأراضي

-مراقبة تغييرات المستخدم

-مراقبة التغيرات في المساحة ونوع المحاصيل المزروعة

-إعداد خرائط الغطاء الأرضي الزراعي

-مراقبة المساحة والمساحة المزروعة في المناطق المختلفة

 

الزراعة الدقيقة

-الإدارة المثلى لاستهلاك المياه في المزارع

-المساعدة في تحسين عمليات الحصاد

-المساعدة في تقليل النفايات في عملية إنتاج المنتج
 

زراعة المحاصيل

-مراقبة فترات زراعة المحاصيل المختلفة

-تحديد الأمراض النباتية والتحقيق فيها

-تقدير المحصول قبل الحصاد

-تحديد نوع وكمية الأسمدة المطلوبة

-تحديد وتحديد الأنواع المزروعة

-تحديد نوع التربة في المناطق المختلفة

-التحقق من صحة المنتجات الزراعية

-المساعدة في الإدارة المثلى للمزرعة

-كشف الآفات

-مراقبة التغيرات الدورية في نمو النبات
 

الأرصاد الجوية

-توفير المعلومات الجوية للمزارعين

-التحقيق في تأثيرات المناخ على القطاع الزراعي
 

السوق والتأمين

-توفير معلومات سوق المنتجات الزراعية للمزارعين

-توفير المعلومات الصحيحة للتأمين الزراعي

-تحديد الأضرار التي تلحق بالأراضي الزراعية نتيجة الكوارث الطبيعية والآفات وما إلى ذلك.
 

تقليل الاعتماد على العملة من خلال تحديد موقع بيانات القياس

قبل إطلاق قمر "خيام" الصناعي، تم شراء العديد من صور الأقمار الصناعية التي تحتاجها البلاد من شركات عالمية. وكانت هذه الصور مصحوبة في كثير من الأحيان بتأخيرات زمنية، وقيود جغرافية، وتكاليف عملة كبيرة.

ومن خلال امتلاك قمر صناعي وطني مثل "خيام"، فإن إيران لن تتمكن من الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع من حيث الوقت فحسب، بل إن اعتمادها على الدول الأجنبية سوف ينخفض ​​أيضًا، وسوف تنخفض تكلفة هذا المجال بشكل كبير. وتتمتع هذه القضية بأهمية استراتيجية، خاصة في زمن العقوبات.

 

ضرورة خلق القيمة؛ البنية التحتية لتحليل البيانات ونظام التوزيع الذكي

على الرغم من الإمكانات العالية التي يتمتع بها قمر "خيام"، فإن تحقيق قيمة اقتصادية كبيرة لكل صورة يتطلب بنى تحتية تحليلية قوية، ومنصات لمعالجة الصور، أنظمة توزيع البيانات، وموظفين خبراء.

وبدون سلسلة كاملة من المحللين وشركات التكنولوجيا والجامعات والمؤسسات التشغيلية، تظل البيانات الخام التي تلتقطها الأقمار الصناعية غير مستخدمة. وبمعنى آخر، إن قمر "خيام" هو منجم، لكن استخراج الذهب منه يحتاج إلى معدات ومهارة.

 

القطاع الخاص والشركات الناشئة؛ الروابط المفقودة في استخدام بيانات "خيام"

تلعب في العديد من البلدان، الشركات الخاصة والناشئة في مجال الفضاء دورًا مهمًا في معالجة بيانات الأقمار الصناعية وتحليلها وبيعها. وفي إيران، ورغم الجهود المبذولة لإدخال القطاع الخاص في هذا المجال، لا تزال هناك حاجة إلى دعم أكثر جدية، وقوانين أكثر وضوحاً، ومزيد من الانفتاح في الوصول إلى البيانات.

ومن خلال إنشاء نظام بيئي مناسب، يمكن تسهيل الوصول إلى صور الأقمار الصناعية للشركات والجامعات وتهيئة الظروف التي لا يكون فيها "خيام" مجرد أداة حكومية فحسب، بل أيضا قوة دافعة للقطاع الخاص.

يشكل القمر الصناعي "خيام" رمزا واضحًا لتحرك إيران نحو تطوير اقتصاد يعتمد على البيانات والفضاء. وتم إنتاجه باستثمار حكومي، ولكن استخدامه قد يجلب قيمة كبيرة للبلاد. شريطة أن يتم تعزيز البنية التحتية لاستغلال البيانات وتحليلها وإدارتها في الدولة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة