الجلد لا يُعتبر أكبر عضو في الجسم من حيث المساحة والوزن فحسب، بل يؤدي أيضاً وظائف مهمة مثل الحماية من الميكروبات، وتنظيم درجة الحرارة، وحاسة اللمس.
يتكون الجلد من ثلاث طبقات رئيسية: البشرة (الطبقة الخارجية)، والأدمة (الطبقة الوسطى)، وطبقة الدهون تحت الجلد. تساهم كل طبقة من هذه الطبقات، مع هياكلها مثل الكولاجين، في قوة الجلد ووظيفته.
ولكن عندما يتعرض الجلد لأضرار، مثل الجروح، تصبح هذه الوظائف معرضة للخطر. تنقسم الجروح إلى أنواع سطحية، أو طفيفة، أو عميقة حسب شدتها وعمقها، ولكل منها عملية شفاء مختلفة.
تشكل الجروح المزمنة، مثل قرح القدم السكري أو قرح الضغط، تحدياً كبيراً في الطب بسبب شفاءها البطيء والمعقد، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى أساليب علاج جديدة.
إن الجروح المزمنة، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل مرض السكري أو مشاكل الأوعية الدموية، لا تؤدي فقط إلى انخفاض جودة الحياة، بل تفرض أيضاً تكاليف باهظة على أنظمة الرعاية الصحية والأفراد.
تشير الإحصائيات إلى أنه في البلدان المتقدمة، يعاني ما بين 1% إلى 2% من الأشخاص من قرح مزمنة طوال حياتهم، وبين مرضى السكري يصل هذا الرقم إلى 25%.
إن الزيادة في عدد السكان المسنين والسمنة والأمراض المرتبطة بها مثل مرض السكري قد جعلت هذه المشكلة أكثر خطورة على مستوى العالم، ولهذا أصبح إيجاد طرق لعلاج الجروح بشكل أسرع وأكثر فعالية، بما في ذلك استخدام أساليب جديدة مثل الخلايا الجذعية، أولوية في العلوم الطبية.
أجرت مهدية غياسي، الباحثة في مركز أبحاث إصابات الدماغ والحبل الشوكي في معهد أبحاث علوم الأعصاب بجامعة طهران للعلوم الطبية، إلى جانب ثلاثة زملاء آخرين من نفس الجامعة، دراسة بحثت في طرق جديدة لتحسين الأمراض الجلدية.
من خلال التركيز على استخدام الخلايا المتخصصة المشتقة من جسم الإنسان البالغ، حاولت المجموعة توفير طريقة جديدة لعلاج الجروح ومشاكل الجلد. ويعد هذا البحث جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لإيجاد حلول للتحديات الجلدية التي يواجهها العديد من الأشخاص.
في هذه الدراسة، تم جمع البيانات من مصادر علمية موثوقة، وتم تحليل البيانات الموجودة بعناية لتحديد تأثير هذه الخلايا على التئام الجروح.
أظهرت الدراسات أن الخلايا الجذعية البالغة (ASCs) لها خصائص خاصة يمكن أن تساعد في التئام الجروح. تتمتع هذه الخلايا بالقدرة على التحول إلى خلايا جلدية مثل الخلايا الليفية (التي تصنع الكولاجين) أو الخلايا الكيراتينية (التي تشكل الطبقة الخارجية من الجلد)، مما يؤدي إلى تسريع عملية الشفاء. وقد جلبت هذه النتائج أملاً جديدًا لعلاج الجروح التي يصعب شفاؤها.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن استخدام هذه الخلايا قد يكون حلاً جديدًا وفعالًا لمشاكل الجلد. لا تساعد هذه الطريقة على تجديد الجلد فحسب، بل يمكنها أيضًا تعديل البيئة المحيطة بالجرح وتحسين شكله ووظيفته. ويشكل هذا النهج الواعد خطوة إلى الأمام في علاج الجروح المزمنة.
إن عملية شفاء الجروح المزمنة معقدة ويمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل، مثل العمر أو الجنس أو العدوى. وقد أظهرت الخلايا الجذعية البالغة، بقدرتها على التحول إلى الخلايا التي يحتاجها الجلد وتسريع عملية الشفاء، إمكانات كبيرة لحل هذه المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الخلايا أن تعمل كناقلات لتوصيل الأدوية إلى موقع الجرح، وهو ما يشكل ميزة كبيرة.
ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لتأكيد سلامة وفعالية هذه الطريقة على نطاق واسع. ويعتقد الباحثون أنه على الرغم من أن النتائج الأولية واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى دراسة التحديات مثل إمكانية التسبب في الأورام أو تأثير عوامل مثل العمر وموقع جمع هذه الخلايا عن كثب.