البث المباشر

سلام من الله لفاطمة

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 13:05 بتوقيت طهران

( الحلقة 12 )

موضوع البرنامج:

سلام من الله لفاطمة

السلام عليكم أيها الأحبة وأهلا بكم في لقاء آخر مع مشاهد سيرة أم أبيها بضعة المصطفى فاطمة الزهراء.         
وفي هذا اللقاء نرجع الى مصادر تأريخنا المعتبرة لنصور مشهد سيرة مولاتنا فاطمة بعيد وفاة أمها الطاهرة.       
أي في العام الذي سماه رسول الله – صلى الله عليه وآله – عام الحزن لفقده فيه ركني نشر رسالته الإلهية.         
إذ فقد فيه كفيله وحاميه ومستودع مواريث الأنبياء عمه أباطالب سلام الله عليه.
وفقد بعد وفاة ابي طالب بأيام قلائل زوجته الحنون خديجة الطاهرة ألتي أنفقت ثروتها الطائلة في سبيل نشر الاسلام. 
وفوق ذلك كانت الصدر الدافئ والكهف الآمن الذي يجد فيه – صلى الله عليه وآله – مايذهب عنه أذى قريش وهموم تكذيبهم له.   
زيد بن حارثة: أرأيت ياأم أيمن كم اشتد الحزن برسول الله بعد خديجة؟
أم أيمن: لهف نفسي عليه وقد أنزلها حفرتها في الحجون وقد بللت دموعه كفنها.
زيد: لاأنساه وقد وقف بين قبرها وقبر عمه أبي طالب وهو يجيل بصره إليهما.
أم أيمن: هل حفظت يازيد ماقاله علي حينها وهو يواسي رسول الله برثائهما؟
زيد: أجل، لقد أنشأ يقول:

أعيني جودا بارك الله فيكمــا

على هالكين ماترى لهما مثلا

على سيد البطحاء وابن رئيسها

وسيدة النسوان أول من صلى

مصابهما أدجى لي الجو والـهوا

فبت أقاسي لوعة الهم والثكلى

لقد نصرا في الله دين محـمد

على من بغى في الدين قد رعيا إلا


أم أيمن: إني قلقة والله يازيد على حبيبتي فاطمة.
زيد: وماالذي يقلقك يا أم أيمن؟     
أم أيمن: يقلقني ما أراه عليها من شدة حزنها على أمها خديجة.
زيد: أعانها الله على هذا المصاب.. إذهبي اليها يا ام أيمن وسليها عما تجده لفقدان أمها..
أم أيمن: ولكني لم أهيئ بعد طعامك وطعام ولدنا أسامة.
زيد: لابأس عليك، إذهبي أنت الى بيت رسول الله سأعد طعامنا بنفسي، إذهبي بارك الله فيك..
زيد بن حارثة: الحمد لله أراك قد عدت مستبشرة يا أم أيمن من بيت رسول الله وقد ذهبت اليه قلقة على فاطمة.. فما الذي جرى.. بشريني رحمك الله.
أم أيمن: وكيف لاأستبشر يازيد، وقد علمت أن الله قد أنزل سلامه على مولاتي فاطمة.
زيد: أنزل سلامه عليها؟!    
أم أيمن: أجل يازيد، نزل به جبرئيل الأمين.
زيد: ومتى جرى ذلك وكيف يابركة؟
أم أيمن: أخبرك ياابن حارثة، أخبرك أني لما ذهبت من عندك الى دار رسول الله رأيتها تلوذ به – صلى الله عليه وآله – وهي متفجعة لوفات أمها خديجة.
وكانت تقول: يا أبه، أين أمي؟ أين أمي يا أبي؟
أم أيمن: لقد اعتصر قلبي مما رأيته على وجه رسول الله وهو يسمع قولها.
زيد: وماالذي رأيتيه على وجه رسول الله؟
أم أيمن: كانت الدموع تنهمر من عينيه وهو يحتضن فاطمة ويمسح على رأسها بيده والأسى قد غطى وجهه.
زيد: وأي بشرى فيما تقولين وتصفين يا أم أيمن.. أعجب من عودتك مستبشرة.
أم أيمن: لاتعجل يازيد، واسمع خبر ماجرى بعد ذلك لكي يزول عجبك.
زيد: إذن أسرعي وأخبريني كيما يزول الهم عن قلبي.
أم أيمن: لقد رأيت حال رسول الله قد تغير فجأة وغشيه مايغشاه عندما ينزل عليه الوحي.
زيد: إذن قد نزل عليه جبرئيل الأمين يا أم أيمن؟  
أم أيمن: أجل يازيد، أجل.    
زيد: وبماذا جاءه جبرئيل؟ أهي البشرى الذي تهلل لها وجهك فرحا يا أم أيمن؟
أم أيمن: هي والله البشرى يازيد فقد أنزل الله بها سكينته على رسوله وعلى مولاتي فاطمة.
زيد: وماهي هذه البشرى يا ام أيمن؟
أم أيمن: لقد أخبرنا رسول الله أن الأمين جاءه من العلي الأعلى بالرسالة التالية:
جبرئيل: يامحمد، إن ربك العلي الأعلى يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام، وتقول لها: إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران.
زيد: الحمد لله، والله إن مولاتي خديجة لجديرة بهذا المقام، فلطالما وصفها رسول الله أنها سيدة نساء عالمها ومن خيرة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
أم أيمن: صدقت يازيد، ومن مثل خديجة الطاهرة تفي لرسول الله وتؤازره وتكشف عنه مايلقاه من قريش.         
زيد: والله إني لأرى أن فاطمة ستقوم مقام أمها في مؤازرته وقد أقرأها الله السلام مثلما أقرأ أمها من قبل، وأنزل عليها السلام. 
أم أيمن: صدقت يازيد، إي والله الأمر كما تقول، فقد سمعت مولاتي فاطمة تجيب الوحي بمثل ماأجابت به أمها من قبل. 
زيد: وبماذا أجابت يا أم أيمن؟       
أم أيمن: لقد رأيت معالم السكينة تنير وجهها النير بعد أن أبلغها رسول الله سلام ربها وسمعت جوابها.         
قالت – عليها السلام-: إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام.
ثم كانت فاطمة أم أبيها تؤازره على أذى عام الحزن ومابعده كما سنرى في الحلقات المقبلة من مسلسل (الصديقة الكبرى).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة