البث المباشر

أحقية تحليل قائد الثورة عن مستقبل أوكرانيا

السبت 1 مارس 2025 - 15:20 بتوقيت طهران
أحقية تحليل قائد الثورة عن مستقبل أوكرانيا

قال قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي قبل عامين: إن "دعم القوى الغربية للدول والحكومات العميلة لها هو سراب"، واليوم أصبحت صحة تصريحات قائد الثورة الإسلامية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.

"إن دعم القوى الغربية للدول والحكومات التي هي دمى لها هو سراب وليس حقيقة؛ "ينبغي لجميع الحكومات أن تعلم هذا."

هذا جزء من تصريحات قائد الثورة الإسلامية في 1 مارس/آذار 2023 هـ، واليوم يمضي عامان بالضبط على ذلك اليوم.

تناول قائد الثورة الإسلامية في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، جذور هذه الأزمة بتحليل استراتيجي، وأكد أن أوكرانيا أصبحت ضحية لسياسة صناعة الأزمات الأميركية.

واعتبر أن التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، دعم الانقلابات المخملية والمجتمعات الملونة هي العوامل الرئيسية في هذه الأزمة.

وحذر قائد الثورة من أن وراء كل إثارة للحروب، تقف قوى عظمى وقوى دولية شريرة تعمل على إشعال نيران الحروب في مختلف أنحاء العالم لضمان مصالحها.
 

إذلال ترامب لزيلينسكي؛ رمز للنهج الآلي للغرب

إن إذلال ترامب لزيلينسكي هو مثال على هذا النهج الأداتي للغرب تجاه الدول التابعة. وخلال الاجتماع الأول بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، لم يرفض ترامب فقط التوقيع على اتفاق اقتصادي كبير مع أوكرانيا، بل قال لزيلينسكي أيضًا بنبرة تهديد: "أنت على شفا الحرب العالمية الثالثة ويجب أن تشكرنا".

كما أعلن ترامب في بيان رسمي بعد الاجتماع أن "الاتفاق ملغى لأن زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام وأميركا لن تنخدع".

وأظهرت هذه المعاملة المهينة أن حتى رئيس دولة حليفة لأميركا لن تكون له أي مكانة إذا لم يمتثل بشكل كامل لسياسات واشنطن.
 

أزمة أوكرانيا الاستنزافية والاستغلال الأمريكي

أصبحت مع مرور الوقت، مشروعية تحليل قائد الثورة الإسلامية أكثر وضوحا. إن الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا لم ينقذ البلاد من الأزمة فحسب، بل حولها أيضًا إلى ساحة معركة استنزاف. ومن المتوقع أن تكون الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مورد للأسلحة إلى كييف، المستفيد الأكبر من هذه الحرب، في حين يعاني الشعب الأوكراني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
 

معاملة الغرب الآلية لزيلينسكي

أظهر في هذه الأثناء، تعامل الدول الغربية، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، تجاه زيلينسكي، أن دعمها كان مؤقتًا ويستند إلى مصالحها الخاصة. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع زيلينسكي، لم يضغط عليه فقط من أجل السلام مع روسيا، بل ألغى أيضًا اتفاقية تعدين بين البلدين بسبب خلاف مع زيلينسكي. وأظهر هذا الموقف مرة أخرى أن نظرة الغرب للحكومات التابعة هي نظرة غير موثوقة وغير عملية.
 

أهمية الدعم الشعبي في بقاء الحكومات

أكد قائد الثورة الإسلامية أيضا أنه إذا لم يدعم شعب أي بلد حكومته فإن تلك الحكومة ستنهار في مواجهة الأزمات. وقد أكدت تجربة الحرب الأوكرانية هذه الحقيقة أيضًا؛ وبما أن زيلينسكي لم يتمكن من جذب الدعم الشعبي الكافي لمواجهة روسيا، فقد واجهت أجزاء مختلفة من البلاد أزمات متعددة. وأن هذا الوضع يشبه إلى حد كبير ما حدث في العراق في عهد صدام حسين، عندما رفض الشعب الدفاع عن الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
 

إثبات صحة تحليل قائد الثورة الإسلامية

تظهر كل هذه الأدلة أن تحليل قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي للأزمة الأوكرانية كان مبنياً على فهم عميق لمعادلات القوة العالمية منذ البداية. وبدلاً من مساعدة الأمم حقاً، تستخدمها الدول الغربية كأدوات لتحقيق مصالحها الخاصة، وتتركها بمفردها في اللحظة الحرجة.

وتشكل تجربة أفغانستان، أوكرانيا، وحتى سلوك ترامب الأخير مع زيلينسكي، دليلاً إضافياً على هذه الحقيقة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة