موضوع البرنامج:
الصيام وأمراض الصرع
موضوعنا لهذا اليوم يتناول الصيام وامراض الصرع، نعرف ان الصرع هو مرض عصبي تحدث فيه نوبات من التشنج والاغماء المتكرر، اسباب هذا المرض لحد الان غير معروفة ولكن يحدث عادة نتيجة لأثارة او تهيج ما يسمى بالبؤرة الصرعية.
هنالك عوامل مثيرة لهذه النوبات مثل التوتر والانفعال الشديد، الارهاق الشديد ونقصان السكر في الدم وكذلك التعرض للحرارة او البرودة الشديدة.
توجد انواع عديدة من الصرع ويتفاوت العلاج ايضاً من حيث المقدار وعدد الجرعات فبعض الادوية تؤخذ مرة واحدة في اليوم وبعضها يؤخذ مرتين او ثلاث مرات، عادة مرضى الصرع يمكنهم ان يستمروا على الصيام بسهولة اذا تمت السيطرة على هذه البؤرة الصرعية واستجابوا للعلاج بصورة كاملة بحيث تمضي فترة لاتقل عن سنتين من اختفاء هذه الاعراض ونوبات الصرع.
اما المرضى الذين لايزالون يستعملون ادوية الصرع فهم عدة اقسام، بعضهم يأخذ العلاج مرة واحدة في اليوم فهذا لامانع من ان يصوم ما لم تحدث مشاكل او مضاعفات اخرى اما اذا كان يأخذ العلاج كل اثني عشر ساعة فيأخذ جرعة في الفطور وجرعة اخرى في السحور ولكن اذا كان يأخذ العلاج ثلاث مرات في اليوم فعليه ان يستشير الطبيب فأذا استطاع الطبيب ان يقسم العلاج على وجبات متساوية مابين الفطور والسحور فيمكن ان يستمر على الصيام اما اذا لم يتمكن الطبيب فيجب عليه ان يفطر.
في شهر رمضان هناك بعض الاحتياطات المهمة التي يجب ان يأخذها المريض بعين الاعتبار، اولاً وقبل بداية شهر رمضان يستشير الطبيب المتخصص بالاعصاب حول كيفية استعمال الادوية، ثانياً انه لايقلل او يزيد من جرعات الادوية او ان يغير في مواعيدها وان لايضم كل الجرعات في جرعة واحدة لأنه اذا زادت هذه الجرع في وجبة واحدة قد يؤدي الى تسمم دوائي في الدم.
بالنسبة الى مواعيد الادوية يجب المحافظة عليها وعدم تأخيرها لأن تأخير هذه الجرعات قد يثير النوبات الصرعية بسبب النقص الحاد للدواء في الدم اما اذا استمرت حالة التشنجات او تكررت ففي هذه الحالة لابد من مراجعة الطبيب.
هنالك بعض الاحتياطات العامة يجب ان يتبعها المريض المصاب بالصرع حتى في غير ايام شهر رمضان، اولاً الابتعاد عن التوترات والانفعالات النفسية وتجنب الارهاق الجسدي او الفكري واخذ قسطاً كافياً من النوم والراحة والانتظام في اوقات النوم وكذلك الالتزام بنظام غذائي سليم للمحافظة على صحة وسلامة الجسم. كل هذه الاحتياطات التي ذكرناها من شأنها تسهيل الصيام للمصابين بالصرع ولاننسى اذا كان هنالك وعي كافي موجود عند المصاب ويطبق الطرق الصحيحة في العلاج فعادة في شهر رمضان لايواجه اي صعوبات تذكر.