والقى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان كلمة في احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في ساحة آزادي بالعاصمة وطهران، حيث قال : "في مثل هذا اليوم تمكنت ثورتنا من طرد الظالمين من إيران، وأضاف: سر نجاحنا هو حضور الشعب ووحدته".
وأضاف: "كان الإمام الخميني الراحل يقول كل يوم اكتسب الشعب الثقة بنفسه ونهض ضد الظلم فهو يوم الله"، وتابع: "في يوم 22 بهمن خرج كل الشعب إلى الميدان دون تمييز".
وفي إشارة إلى تصريحات ترامب الأخيرة بشأن المفاوضات مع إيران، قال بزشكيان: "ترامب يقول اريد اجراء المحادثات وحصول التوافق، وفي نفس الوقت يوقع على مذكرة جميع المؤامرات لإخضاع الشعب الايراني، ثم يقول أننا نريد المحادثات... إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات مع طهران فلماذا فرضت العقوبات".
وشدد رئيس الجمهورية: "لن نستسلم للقوى الأجنبية ولا نسعى إلى الحرب"، مستطردا بقوله: "نواجه حربا اقتصادية شاملة ولكننا سنكون قادرين على حل كل مشاكلنا والتصدي لأميركا ومخططاتها".
وأكد الرئيس بزشكيان: "نقف اليوم إلى جانب قائد الثورة الاسلامية وأن كلامه "هو فصل الخطاب" و لن نقع في فخ المؤامرات التي يخطط لها العدو ضدنا"، مضيفا: "ترامب يزعم أنّ إيران زعزعت أمن المنطقة بينما الكيان الصهيوني هو الذي يزعزع الأمن وقتل أهل غزة ولبنان وسوريا".
وأضاف: "إن الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي أعلنتا أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني والنظام الإبادة الجماعية ارتكب جريمة حرب، ونفس الرئيس الأميركي الذي يدعي أنه يسعى إلى السلام والهدوء يدافع عن مجرم أدانته المنظمات الدولية".
وتابع: "إذا أرادوا أن يسود السلام في المنطقة، فلا يجب أن يدافعوا عن الظلم والعدوان، يغتالون بسهولة من يريدون في أي مكان، وأميركا ستدافع عنهم، ثم يقولون إن إيران مسؤولة عن انعدام الأمن في المنطقة" هل نحن مسؤولون عن انعدام الأمن؟ نريد أن نكون إخوة مع الجميع".
وأكد بزشكيان: "سنسير على درب الشهداء بقيادة قائد الثورة الإسلامية"، مشيرا الى: "انهم اغتالوا القائد إسماعيل هنية في إيران لأنّهم يخشون وحدتنا ولكننا سنتغلب على المشاكل بوحدتنا"و وقال: "هؤلاء هم إرهابيون، ولكنهم يتهموننا بالارهاب، بينما نحن ضحايا الإرهاب".
وأضاف: "أن الأعداء حين خاب أملهم قاموا بالانقلاب ضدنا، وحين خاب أملهم بالانقلاب فرضوا علينا الحرب واستشهد أكثر من 220 ألف إنسان خلال الحرب المفروضة"، وقال: "هؤلاء كانوا أفضل الشباب والشجعان، قاموا باغتيال رئيس الجمهورية وعلماء وإمام جمعة وشخصيات أخرى، ومنعونا من تحقيق تلك الأهداف العقائدية والثورية".
وأشار إلى أنهم بدأو اليوم بإثارة الخلافات ويحاولون بث الفرقة بيننا ويروجون أنّ إيران قد ضعفت الآن أفضل وقت لضربها وهي أحلام بالنسبة إلى الأعداء، وقال: "إنهم يجهلون أنه بتوجيهات قائد الثورة الحكيمة وحضور الأمة التي هي دائما في الميدان ومخلصة، وسيجعلونهم أن يأخذوا هذه الاحلام إلى القبر"."، مضيفا: "إيران وقائد الثورة هي التي تقف بكل قوتها ضد الترهيب والتهديد، ونحن بقيادة قائدنا الحبيب سنقف ضد مؤامراتهم الرامية إلى خلق اليأس والخلافات".
وأشار الرئيس بزشكيان الى دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب الفلسطيني وقال: "ندافع عن فلسطين، ندافع عن هذا الشعب المظلوم امام العدو الذي جلبه البعض من انحاء العالم الى أرضه وطرد هذا الشعب منها".
وقال متوجهاً إلى الشعب الإيراني: "علينا نبذ الأنانية والخلافات في ما بيننا، وأن نضع أنفسنا بين أيدي قائد الثورة"، وأردف: "أقول لكلّ من يعيش على أرض ايران إننا أخوة، فلنتكاتف أمام الفساد ومحاولات التفرقة".
وقال بزشكيان: "بدعم من قائد الثورة، نحن نسعى للتفاعل مع جيراننا. من هذه المنصة نعلن أن دول المنطقة هي إخوتنا. إذا كنا ندافع عن غزة وفلسطين، فإننا ندافع عن المظلوم." وأضاف: "العدو لا يريد لنا أن نتحد، ويريدون أن نبقى في صراع حتى لا نتمكن من معالجة مشاكل بلدنا. هم يريدون التعرف على علمائنا لقتلهم، إما بقتلهم أو بشرائهم."
وأوضح بزشكيان: "العدو يريد أن يقنع نخبنا بأنهم لا يصلون إلى شيء بوجودهم في إيران. العدو لديه خطة لاغتيال النخب، وخطة للعقوبات وزرع اليأس. العدو يقنع الناس بأن إيران في طريقها إلى الانهيار، لكننا أقوياء." وأضاف: "على الشعب أن يعلم أننا خدامهم وكلام قائدنا هو فصل الخطاب، ونحن ملتزمون بذلك. نحن لا ننخدع بمؤامرات العدو، ومع الاتحاد سنتقدم."
وتابع: "أعد الشعب أنني سأبذل جهدًا لخدمة الأمة وتعزيز الوحدة؛ كما يجب على الآخرين أن يعرفوا أننا لا نخاف من الشهادة، فالشهادة في مواجهة الظلم حلوة بالنسبة لنا. يجب أن نخاف من الخلافات وليس من مكائد الأعداء." وأضاف: "كل خلاف أو شكوى لدينا يجب أن يُحل اليوم، يجب أن نتعاون معًا تحت قيادة قائد الثورة لحل المشاكل من خلال إشراك النخب."
وأكد: "نحن اليوم في حالة حرب اقتصادية شاملة ويجب أن نكون حذرين من الوقوع في الفخ الذي ينصبه البعض من خلال احتكار السلع، وتدمير السوق، وما إلى ذلك، لتشويه صورة الثورة في أذهان الناس. سنخرج من هذه الأزمة بالتوكل على الله وبالوحدة."
وقال رئيس الجمهورية في الختام: "لدينا مع الدول المجاورة والمسلمة عهد أخوة؛ لا أحد يتفوق على الآخر والمقياس في التفوق هو التقوى. دعونا نسعى بناءً على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة. شعبنا صامد وإذا كان هناك أمر سيحدث، فإننا سنظل في خدمة الشعب حتى آخر نفس."