البث المباشر

صفة المهدي عند ظهوره/وتخلع العرب أعنتها/حكاية عنوانها (بسم الله النور)

السبت 20 إبريل 2019 - 15:35 بتوقيت طهران

(الحلقة : 405)

موضوع البرنامج:
صفة المهدي عند ظهوره
وتخلع العرب أعنتها
حكاية عنوانها (بسم الله النور)

هو ابن رسول الله وابن وصيه

ووارثه في الحكم والعلم والزهد

سيملؤها عدلاً وقسطاً بحكمه

كما ملئت بالظلم والجور والحقد

وينشر أبراد السعادة مصلحاً

وهيهات يبني المجد غير الفتى الجلد

وقال رسول الله والحق قوله

هنيئاً لقوم يثبتون على العهد


بسم الله نور النور ومنير كل نور والصلاة والسلام على مشارق نوره المبين حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته؛ وأهلاً بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج.
إخترنا لمطلع هذا اللقاء ولخاتمته وما بين فقراته أيضاً أبياتاً من قصيدة مهدوية مؤثرة للشاعر الولائي الأخ محمد صالح الظاهي وفقه الله.
كما إخترنا للفقرة التربوية العقائدية في هذا اللقاء العنوان التالي: صفة المهدي عند ظهوره
تليها إجابة سؤال مستمعنا الفاضل الأخ أحمد عبد بشأن علامة وتخلع العرب أعنتها
والفقرة الأخيرة حكاية مؤثرها يرديها المرجع التقي آية الله الشيخ الوحيد الخراساني، وقد وضعنا لها عنوانا هو: بسم الله النور
أطيب الأوقات نتمناها لكم أيها الأفاضل مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب، تابعونا والفقرة التربوية العقائدية تحت عنوان:صفة المهدي عند ظهوره
روى الشيخ النعماني – رضوان الله عليه – في كتاب الغيبة مسنداً عن الإمام الصادق – صلوات الله عليه – أنه قال:"لو قد قام القائم – عليه السلام – لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً، لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول.
أيها الأخوات والإخوة، الشيخ النعماني هو – رضوان الله عليه – من أفاضل تلامذة ثقة الإسلام الكليني ومن مدوني كتابه (الكافي)، وقد قال روايته المسندة لهذا الحديث الشريف : (وفي هذا الحديث عبرة لمعتبر وذكرى لمتذكر متبصر... فهو يدل الناس يستبعدون هذه المدة من العمر ويستطيلون المدى في ظهوره وينكرون تأخرون وييأسون منه.. فإذا ظهر لهم شاباً موفقا أنكره من كان في قلبه مرض، وثبت عليه من سبقت له من الله الحسنى بما وقفه عليه [أي أطلعه عليه] وقدمه إليه من العلم بحاله – عليه السلام – وأوصله الى هذه الروايات من قول الصادقين – عليهم السلام – فصدقها وعمل بها، وتقدم علمه بما يأتي من أمر الله وتدبيره، فارتقبه غير شاك ولا مرتاب ولا متحير ولا مغتر بزخارف إبليس وأشياعه.
والحمد لله الذي جعلنا ممن أحسن إليه وأنعم عليه وأوصله من العلم إلا ما لا يوصل إليه غيره إيجاباً للمنة.. حمداً يكون لنعمه كفاءً ولحقه أداءً).
مستمعينا الأفاضل، هذا الحديث هو من الأحاديث الشريفة التي تبين لمؤمني عصر الغيبة تكاليفهم فيما يرتبط بأمر معرفة إمام العصر أرواحنا فداه عند ظهوره؛ وكذلك كشف أدعياء المهدوية والنجاة من شباكهم.
ففيه يبين لنا مولانا الإمام الصادق – صلوات الله عليه – صفة أساسية للمهدي المنتظر – عجل الله فرجه – وهي أنه يظهر للناس بصورة شاب موفق – أي مكتمل في صفات الفتوة والنشاط الى جانب حكمة الشيوخ والمعمرين وأصحاب التجارب الطويلة وصفات الوقار والسكينة التي كانت وتميز جده المصطفى سيد الكائنات – صلى الله عليه وآله -.
من هنا يجب على المؤمنين معرفته – عليه السلام – بهذه الصفة الأساسية وعدم إنكاره عندما يظهر بها توهماً أن طول أمد غيبته وبالتالي طول عمره الشريف يقتضي أن يظهر بصورة شيخ كبير.
ولكن ما الذي ينجي الإنسان من هذا التوهم؟
يجيب مولانا الإمام الصادق عن هذا السؤال بقوله – عليه السلام - :"لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول"
أي المؤمن الذي عرف الله تبارك وتعالى صدقه في طلب الحق واتباعه فأيده بنور منه.
وهذا ما فصل بيانه العالم الجليل الشيخ النعماني في تعليقه على هذا الحديث الشريف كما استمعتم له – أعزاءنا – ومن هذا البيان الدقيق يتضح أن التأمل في الأحاديث الشريفة الصادرة عن النبي الأكرم وأهل بيته المطهرين – عليه وعليهم السلام – بشأن الإمام المهدي وصفاته – أرواحنا فداه – هو الذي ينجي المؤمن الصادق بتسديد ربه الرحيم من ذلك الوهم ومن الشك والحيرة والتأثر بالشبهات التي يثيرها إبليس وأشياعه.
كما أن تطهير المؤمن قلبه من الأمراض العقائدية يعينه بدرجة كبرى في النجاة من إنكار الإمام المهدي عند ظهوره – عجل الله فرجه – بتلك الصورة وكذلك من الإنخداع بظاهر أدعياء المهدوية الذين لا تتوفر فيهم هذه الجامعية بين فتوة الشباب وحكمة الشيوخ والوقار المحمدي والسكينة المحمدية التي تتجلى في المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – وجعلنا وإياكم من خيرة أنصاره في غيبته وظهوره.

فديناك طال الإنتظار ولم نجد

لطلعتك الغراء إطلالة الوعد

متى تشرق الدنيا بفجرك أبلجاً

ينير الدجى من طلعة القائم المهدي

تجدد دين الله بعد ضياعه

وتحكم بالقرآن في الحل والعقد


نتابع أيها الإخوة والأخوات ومن إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم هذه الحلقة من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
وصلت للبرنامج رسالة من المستمع الكريم الأخ أحمد عبد يقول فيها متسائلاً هل ما نشهده اليوم من حوادث المنطقة يعني تحقق علامة (خلع العرب أعنتها) المذكورة في الأحاديث الشريفة؟ وهل أن هذه العلامة هي من العلامات القريبة لظهور إمام العصر – عجل الله فرجه - ؟
معكم أيها الأفاضل في الدقائق التالية ومع أخينا الحاج عباس باقري وهو يعرض إجابة الأحاديث الشريفة عن سؤال الأخ أحمد عبد.. نستمع معاً..
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة وسلام على أخينا الكريم احمد عبد. هل أن قضية أن العرب تخلع أعنتها يرتبط بأحداث المنطقة؟ في الواقع أخ احمد يجب أن نفهم أولاً ما معنى خلع الأعنة؟ أقرب تفسير عرض من قبل العلماء لهذه العلامة في الواقع من علامات ظهور الامام المهدي سلام الله عليه هو الخروج من حالة التبعية، الأعنة يعني انظمة التبعية. هذا الأمر ورد في عدة من المقالات وتحقيقات العلماء فيما يرتبط بخلع الأعنة. هذه العلامة ذكرت في روايتين أساسيتين، الأولى في الكافي عن الامام الصادق سلام الله عليه يلاحظ فيها أن السائل يسأل متى فرج شيعتكم؟ اذن سؤال مباشر عن انتهاء الظلم والجور وتحقق الفرج للمؤمنين، لأتباع مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ولكا طالب للحق، بإعتبار أن كل طالب للحق هو شيعة لمحمد وآله الطاهرين. الامام الصادق سلام الله عليه يجيب عن هذا السؤال، "اذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب اعنتها" نلاحظ أن حكم بني العباس بما هو اشارة الى حكم ديني ذا ظاهر ديني وحقيقة طاغوتية، هذا هو مصداق حكم بني العباس بإعتبار أن بني العباس وصلوا الى الحكم خلافاً لبني أمية، بنو أمية وصلوا للحكم جهاراً بطلب ثارات وطلب دم أما بني العباس وصلوا للحكم بعنوان مناصرة اهل البيت سلام الله عليهم، دعوا الى الرضا من آل محمد فإشارة الى استمرار هذا النمط من الحكم الى ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. يعني لايقتصر الأمر على سقوط الدولة العباسية وبعد سقوط الدولة العباسية استمر نمط حكم بني العباس بظهور حكومات متعددة ولعل نموذج الحكم السعودي هو من هذه النماذج بإعتباره بإسم الدين وتحت شعار الدين يمثل سياسة طاغوتية كاملة وواضحة في هذا الجانب، اذن سلسلة من حوادث معينة "وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم" يعني تلك الحكومات واولئك الملوك الذين حكموا يصبحون من الذين يطمع فيهم اشارة ضعفهم وذلتهم. "وخلعت العرب أعنتها" هنا تظهر هذه الحالة، حالة نوع من عدم الانضباط ولعل يشار بها الى مرحلة من الفوضى ونوع من التمرد على السياسات سواء كانت سياسات الدول الكبرى او العظمى او حتى السياسات الحكومية فيكون الفرج عند ظهور حالة من عدم الاستقرار ولكن ليست حالة عادية. العالم الاسلامي عاش حالات على مدى تاريخه من الاضطراب وعدم الاستقرار ولكن المنطقة العربية بالذات تعيش حالة من التمرد او نوع من خلع الأعنة يعني ليس هناك ضابط يضبط هذه المنطقة سواء كانت من انظمة التبعية، سقوط أنظمة التبعية او حتى ظهور حالات من الفلتان الأمني والفلتان الاقتصادي وغير ذلك، والله العالم بحقائق الأمور. على أن هذه علامة من العلامات القريبة من ظهور الامام المهدي بدلالة "متى فرج شيعتكم" يعني تحقق الفرج فيها. عجل الله تعالى فرج مولانا صاحب الزمان وجعلنا الله من خيار أنصاره ومولاليه في غيبته وفي ظهوره.
نشكر أخانا عباس باقري على هذه الإجابة وننقلكم أيها الأحبة الى أجواء الحكايات الموثقة وهي تحمل لنا دروس معرفة إمام زماننا المهدي ووصاياه – أرواحنا فداه – ونختار لهذا اللقاء حكاية تربوية مؤثرة برواية المرجع الديني الورع آية الله الشيخ الوحيد الخراساني.. وننقلها لكم تحت عنوان هو:

بسم الله النور


وردت هذه الرواية مستمعينا الأفاضل في كتاب (الحق المبين في معرفة المعصومين) وهو يشتمل على ترجمة لمجموعة من محاضرات آية الله الشيخ الوحيد الخراساني في المناسبات المرتبطة بأهل البيت – صلوات الله عليهم أجمعين -.
وقد نقل حفظه الله الحكاية التالية ضمن محاضرة له عن إمام العصر المهدي – عجل الله فرجه – وفيها إشارات لطيفة الى المقامات العرفانية العالية التي يصلها أنصاره المخلصون – سلام الله عليه – قال هذا المرجع الديني في بداية كلامه وهو يوثق الحكاية:
(أنقل هذه الحكاية بواسطة واحدة عن شاهدها، فقد كان لي أستاذ أدرس عنده في مدينة مشهد قبل هجرتي الى النجف الأشرف، وكان لأستاذنا هذا درس خاص لعدد من الطلبة وكنت أبا والطبيب شاهد هذه الحكاية نحضر ذلك الدرس، لكنني لم أسمع الحكاية منه مباشرة، بل من إثنين سمعاها منه هما الشيخ علي اكبر النهاوندي والشيخ علي أكبر النوغاني – رضوان الله عليهما – وخلاصة الحكاية عن هذا الطبيب أنه قال:
في أيام الغزو الروسي لإيران إبان الحرب العالمية الثانية، كنت أعمل جراحاً خلف الجبهات القتالية، وذات يوم جاءني شخص قال لي بهدوء:
لقد أصابتني رصاصة، فأجر الآن عملية جراحية لإستخراجها من بدني، قلت له: لابد لإجراء العملية الجراحية من حضور الطبيب الخاص بالتخدير لكي يخدرك، فأتمكن من إستخراج الرصاص، علينا أن ننتظره.
فأجابني: لا تنتظره، إجلب وسائلك لإستخراج الرصاص وابدأ عملك!
يقول هذا الطبيب: وإثر ذلك وجدت نفسي أتحرك لتنفيذ ما أمر به دون إرادة مني قد كأنه كان يسرني، فأحضرت وسائلي الجراحية وتمدد هو ثم قال: بسم الله النور بسم الله النور.
أيها الإخوة والأخوات، أدرك هذا الطبيب أن الجريح الذي بين يديه ليس مقاتلاً عادياً، فهو قد استغنى عن الحاجة للتخدير الذي لابد منه لإجراء مثل تلك العملية الجراحية واستعاض عن ذلك بذكر الله النور، قال هذا الطبيب في تتمة حكايته:
(تمدد هو وقال: بسم الله النور، بسم الله النور، ثم تلفظ بإخفات بكلمتين أو ثلاث فرأيته نام وكأنه جسد بلا روح، عرفت أنه رجل ذو قدرة، فقلت في نفسي: لقد وجدت كنزاً..
لقد كانت العملية الجراحية معقدة بعض الشيء أجريتها والرجل لا يتحرك حتى أكملت خياطة الجرح، وحينها حرك شفتيه وأعادج الذكر نفسه وبدأها قائلاً:
بسم الله النور، بسم الله النور
وإثر هذا الذكر جلس بحالة عادية، فحادثته حتى عرفت أنه له ارتباطاً بصاحب الزمان – صلوات الله عليه – فسألته: هل رأيته؟
أجاب: ... أين أنا منه.
قلت: إذن ما هو عملك.
قال: أنا مأمور أن أتواجد هنا (يعني عند جبهات مقارعة الغزو الروسي).
قلت: ألا يرد عنا المولى ما نقاسيه من أذى هذا الجيش الروس والأذربيجاني من مصائب لا تحتمل..
ولما قلت هذا نظر الرجل إلي بنظرة خاصة، ثم قال: عليهم أن يرحلوا، أراد الجيش الغازي، قال ذلك ثم غاب عني ولم أره بعدها وفي عصر ذلك اليوم علمنا بوصول برقية عن القيادة الروسية تأمر الجيش الروسي والأذربيجاني بالإنسحاب الفوري من إيران!!
عندها تذكرت قوله في ذلك الصباح (عليهم أن يرحلو) فأدركت أن هذا الشخص أنه من أصحاب المهدي روحي فداه، وأن بيده قبس من أشعة تلك الإرادة الربانية القاهرة بحيث يقول: (عليهم أن يرحلوا) فيرحلون عصراً.. وتساءلت في نفسي قائلاً: أي مقام للإمام المهدي نفسه – صلوات الله عليه – عند الله إذا كان من يتصل به عبر سبع وسائط يكون عنده ما شاء الله من إسمه الأعظم).

إمام الهدى إنا ندبناك منقذاً

يخلص أيدي المسلمين من القيد

ويلبسهم ثوباً من العز سابغاً

ويبني لهم صرحاً من العدل والمجد

فقد سامنا الأعداء خسفاً ولم نجد

سواك لدين الله من ثائر صلد


أعزاء المستمعين.. وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة