موضوع البرنامج:
ذكر المهدي والرحمات الخاصة
معنى لقب بقية الله
سرعان ما جاء الفرج

يا مظهر الملة العظمى وناصرها

لأنت مهديها الهادي الى القمم

ووارث العلم يرويه ويسنده

الى جدود تعالوا في علوهم

مآثر الفخر فيكم غير خافية

والشمس أكبر أن تخفى على الأمم

بسم الله والحمدلله نصير المستضعفين وغياث المستغيثين، والصلاة والسلام على أبواب رحمته الكبرى للعالمين ونعمته العظمى للخلائق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة من الله وبركات. بتوفيق الله ولطفه نلتقيكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج وقد اعددنا لكم فيها الفقرات التاليه:
تربوية عن وصايا أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- لمؤمني عصر الغيبة؛ عنوانها في لقاء اليوم هو: ذكر المهدي والرحمات الخاصة
تليها عرض لإجابة النصوص الشريفة عن سؤال الاخت سلوى محمد من اليمن بشأن: معنى لقب بقية الله.
أما حكاية لقاء اليوم فتحمل العنوان التالي: سرعان ما جاء الفرج
أطيب الاوقات واعظمها بركة نسألها من الله لنا ولكم مع هذه المحطات، فالى الأولى وعنوانها هو:

ذكر المهدي والرحمات الخاصة

روي في تفسير نور الثقلين عن مولانا الامام موسى الكاظم أنه –صلوات الله عليه- وفي بيان مصداق قوله عزوجل "وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً"، قال:
"النعمة الظاهرة الامام الظاهر، والنعمة الباطنة الامام الغائب، فسأله الراوي: ويكون في الأئمة من يغيب؟ قال –عليه السلام-:
نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الارض، ويقرب له كل بعيد، ويبير به كل جبار عنيد، ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذاك ابن سيدة الاماء الذي يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عزوجل فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً".
مستمعينا الأكارم؛ أول وصية نستلهمها من هذا الحديث الشريف هو ان مولانا الامام الكاظم –صلوات الله عليه- يدعونا فيه وسائر مؤمني عصر الغيبة الى التعرف على مصاديق كون الامام المهدي هو نعمة الهية حتى في غيبته، وغاية الامر أنه يكون في عصر الغيبة نعمة باطنة ينبغي الاهتداء الى مصاديقها وسبل الانتفاع منها.
وحقيقة الأمر هو الانتفاع حاصل بالإمام المهدي في غيبته –عجل الله فرجه- مثلما ينتفع بالشمس إذا غيبها السحاب، وهذا ما صرح النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- كما جاء في حديثه المشهور المروي في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وغيره من المصادر المعتبرة.
اما الوصية الثانية التي يوصي بها مولانا باب الحوائج الامام الكاظم –عليه السلام- مؤمني عصر الغيبة، فهي في الواقع تمثل مفتاح وسبيل العمل بالوصية الأولى والفوز بالمزيد من البركات الالهية لوجود خليفة الله المهدي –أرواحنا فداه-، فما هي هذه الوصية؟
أيها الاخوة والاخوات، نتلمس الوصية الكاظمية الثانية لمؤمني عصر الغيبة في قوله –سلام الله عليه-: "يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره".
فهذه العبارة البليغة تشتمل في شطرها الأول على بيان حقيقة أن شخص الامام –عليه السلام- يغيب عن عموم الناس وليس عن المؤمنين، فالمخلصون منهم يمكنهم الفوز بلقائه –ارواحنا فداه- او الفوز ببركاته الخاصة كحجة لله تبارك وتعالى.
أما الشطر الثاني من هذه العبارة فهو يشير الى أن دوام ذكر مؤمني عصر الغيبة لإمامهم –ارواحنا فداه- هو مفتاح الفوز ببركات وجوده الخاصة.
اذن ينبغي لنا ان نديم ذكر امامنا بقيه الله المهدي –ارواحنا فداه- بدوام زيارته والدعاء له ومطالعة الاحاديث الشريفة الواردة بشأنه، والتشوق اليه والى لقائه، وبذلك يفتح الله عزوجل امامنا ابواب الفوز بالبركات الخاصة لوجوده حتى في غيبته –عجل الله فرجه-.

هو الحجة المهدي والكوكب الدري

بطلعته قد اشرقت غرة الدهر

عليه سلام الله منجز وعده

وميعاده المذكور في محكم الذكر

مستمعينا الافاضل، نتابع من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم جميل المتابعة.
أيها الاكارم، وصلت للبرنامج رسالة من اليمن من الأخت الكريمة (سلوى محمد) عرضت فيها سؤالاً هو:
تذكرون في برنامجكم المهدي بوصف (بقية الله)، ما معنى هذا الوصف، وكيف تطلقونه على الامام المهدي وهو –كما نعرف- وصف جاء في القرآن الكريم للبركة التي يجعلها الله عزوجل في البيع الحلال الخالي من النجس كما جاء في قصة نبي الله شعيب –عليه السلام-؟
خلاصة ما تجيب به النصوص الشريفة عن هذا السؤال يقدمها أخونا الحاج عباس باقري، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وسلام على أختنا الكريمة سلوى محمد. أخت سلوى بالنسبة لسؤالكم الكريم نشير أولاً الى أن "بقية الله" وصف ورد في النصوص الشريفة ليس للإمام المهدي وحده وإنما لجميع أئمة اهل البيت سلام الله عليهم، ورد في أحاديث متعددة في الكافي وفي غيره من التفاسير، تفسير نور الثقلين وغيره بأنه وصف لجميع أئمة اهل البيت من ضمنهم الامام الباقر، من ضمنهم الامام الرضا النصوص وردت بخصوص هؤلاء الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم في حديث الباقر المروي في عدة من المصادر المعتبرة قال "أنا بقية الله في أرضه" كذلك الامام الكاظم سلام الله عليه عندما ولد الامام الرضا سلام الله عليه قال "ولد بقية الله في أرضه". اذن هذا وصف ورد في النصوص الشريفة لأهل البيت سلام الله عليهم ومن ضمنهم الامام المهدي سلام الله عليه، ورد وصفه في الروايات بأنه بقية الله أرضه فما نذكره في البرنامج مستمد من الأحاديث الشريفة التي صحت روايتها. اما بالنسبة للشطر الثاني من سؤالكم الكريم كيف تطلقونه على المهدي وهو وصف قرآني أي بقية الله للبركة التي يجعلها الله عزوجل في التجارة الحلال كما جاء في قصة نبي الله شعيب عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام. مادام الوصف ورد في الأحاديث الشريفة والصحيحة فالحديث الشريف الصحيح لابد أن هناك معنى خاصاً لهذا الوصف. ماذكرتموه أولاً بالنسبة لمعنى "بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين" الذي ورد هذا التعبير في قصة شعيب لو تراجعون التفاسير المعتبرة لدى الفريقين لن يحصروا مصداق هذا الوصف القرآني بقية الله بالبركة التي جعلها الله في الرزق الحلال، الخالي من الغش والخالي من البخس في الميزان. الكثير من المفسرين لو تراجعون مثلاً مجمع البيان او تفسير الطبري من تفاسير الجمهور والكثير من التفاسير الأخرى صرحوا بأن من مصاديق بقية الله هو طاعة الله تبارك وتعالى يعني لو تطيعون الله تبارك وتعالى في ما امركم به من عدم البخس في الميزان وعدم غش الناس في التجارة تكون بقية الله في هذه الطاعة والثواب الأخروي للطاعة فمادام باب المصاديق متعددة يمكن إستلهام واقتباس هذا الوصف القرآني وإطلاقه على مصاديق اخرى، أسمى هذه المصاديق نصت عليها احاديث أهل البيت سلام الله عليهم. حبذا لو تراجع الأخت الكريمة عبر الأنترنت او غيره مثلاً تفسير نور الثقلين، تفسير كنز الدقائق، تفسير البرهان هذه التفاسير أوردت مجموعة من الروايات الشريفة تصرح بأن المصداق الأسمى لبقية الله تبارك وتعالى يتمثل في بقية أهل البيت سلام الله عليهم يعني بقية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. الضمانة الى جانب القرآن الكريم لو تمسك الانسان بها لينجو من الضلالة. اذن لامانع أيتها الأخت الكريمة من إطلاق هذا الوصف القرآني على الامام المهدي سلام الله عليه كسائر اهل البيت عليهم السلام بإعتبارهم المصداق الأكمل الذي جعل الله تبارك وتعالى فيه بقيته أي بركته وجميع رحماته الخاصة والعامة لعباده بل للخلائق أجمعين. شكراً للأخت سلوى وشكراً للمستمعين الأفاضل.
أيها الاخوة والاخوات، الحكاية الموثقة التي اخترناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، تشتمل على مصداقين متزامنين لبركات العمل بدعاء الفرج وصلاته الذي أمر مولانا الامام بقية الله وخليفته المهدي باللجوء به الى الله تبارك وتعالى لدفع الشدائد.
وقد وردت هذه الوصية المهدوية في الرواية المشهورة التي رواها العلامة الجليل ابوجعفر الطبري الامامي في كتابه القيم (دلائل الامامة) عن العبد الصالح ابي الحسين الكاتب، وعنه نقلت هذه الرواية كثير من المصادر المعتبرة خاصة التي أرخت لمن رأى الامام المهدي –أرواحنا فداه- في غيبته الكبرى.
وقد نقل الشيخ الزاهد آية الله عباس القمي في كتابه العبادي (مفاتيح الجنان).
أما حكاية هذا اللقاء فننقلها لكم من كتاب (دار السلام) لآية الله الشيخ محمود الميثمي العراقي من ذرية العبد الصالح ميثم التمار –رضوان الله عليه-، وفيها بشارة الى أن كل مؤمن يمكنه ان يلجأ الى الله عزوجل للحصول على الاجابة السريعة لدفع البلاء من خلال الأخذ بهذه الوصية المهدوية القيام المخلص بهذا العمل العبادي بدعائه وصلاته وتوسله بالنبي الاكرم ووصيه المرتضى وسليلهما صاحب الزمان –صلوات الله عليهم أجمعين-، تابعونا مشكورين والحكايه التالية:
تحت عنوان:

سرعان ما جاء الفرج

قال آية الله الشيخ محمود الميثمي العراقي رضوان الله عليه ما خلاصة ترجمته العربية:
(لقد رأيت بنفسي للعمل بهذا الدعاء وصلاته آثاراً عجيبة وسريعة؛ وكانت المرة الأولى التي نلت نعمة الاجابة الالهية ببركة هذا العمل؛ هي في سنة ۱۲٦٦ للهجرة النبوية، فقد نزلت ضيفاً على إمام جمعة تبريز الميرزا باقر بن الميرزا احمد التبريزي، وكان هذا العالم الجليل يقيم في منزل للحاج (علي اصغر التبريزي) هيأه له في طهران بعد أن نفاه السلطان القاجاري اليها ومنعه لدوافع سياسية من العودة الى موطنه مدينة تبريز الايرانية...
وقد استضافني هذا العالم الورع وأقمت معه في منزل الحاج المذكور في طهران، ورغم أنه قد تكفل بطعامي وشرابي الا انني احتجت للمال لمصارف أخرى، وقد كنت غريباً في طهران لا أعرف فيها أحداً يمكنني أن أقترض منه ما احتاجه من المال.
وحدث ذات يوم انني كنت جالساً عند هذا العالم الجليل في صحن المنزل فشعرت ببعض التعب، فأستأذنت منه وقمت الى الحجرة التي خصصت لي فأسترحت فيها قليلاً، ثم تهيأت لصلاتي الظهرين وبعد اقامتهما رأيت في الحجرة المجلد الثالث عشر من موسوعة بحار الانوار الخاص بالامام الحجة المهدي –عجل الله فرجه-، ولما فتحته وقعت عيناي على رواية هذا العمل العبادي المبارك –يعني دعاء الفرج وصلاته- في الباب الخاص بمعجزات الامام صاحب الزمان –صلوات الله عليه-، فوقع في قلبي أن ألجأ الى الله تبارك وتعالى بهذا العمل، فقمت وصليت صلاته وتوجهت الى الله بدعائه ثم سجدت شكراً لله.(
مستمعينا الافاضل، ونبقى مع هذا العالم الجليل ونتأمل في حكايته لنعرف تتمها وثمرة التجائه الى الله جل جلاله بهذا العمل العبادي المبارك وسرعة استجابة الله له. قال آية الله الميثمي –رضوان الله عليه- في تتمة حكايته:
"وبعد ان انهيت الصلاة ودعاء الفرج، خرجت من حجرتي وذهبت الى الشيخ الميرزا باقر امام جمعة تبريز وجلست في محضره، وبعد فترة دخل عليه رجلٌ وقدم له قطعة قماش بيضاء ملفوفة، فلما فتحها سماحته وجد فيها رسالة من صاحب الدار التي نقيم فيها اي الحاج التاجر علي اصغر التبريزي، فلما قرأ الرسالة سلمها لي ومعها عشرون توماناً وهو مبلغ كبيرٌ يومذاك –طلب منه أن يسلمه لي، فلما تحققت من وقت كتابة هذه الرسالة وجدت أنه بالضبط في الساعة التي انهيت فيها دعاء الفرج المبارك؛ فتعجبت من سرعة الاجابة وابتسمت فسألني اية الله الميرزا باقر عن سر تبسمي فأخبرته بالامر فقال:
سبحان الله، ينبغي ان اقوم أيضاً بهذا العمل لكي يفرج الله عني بلاء النفي.
فقلت: قم وعجل في ذلك، فقام فوراً وتهيأ لهذا العمل المبارك وأداه، وسرعان ما وصله الخبر بعد أيام قلائل بأن السلطان القاجاري عزل الوالي الذي سعى عند السلطان لنفي الشيخ عن تبريز، ثم جاءه رسول من السلطان يحمل اعتذاره منه وامره بارجاعه معززاً مكرماً الى موطنه في تبريز "

امام الهدى، خير الورى حجة الباري

عليه سلامي ما بدا قمرٌ جاري

له عزمة تثني القضاء وهمة

تؤلف بين الشاة والاسد الضاري

وها نحن نصل بتوفيق الله الى ختام حلقة اخرى من برنامج (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم أيها الاكارم كرم المتابعة.
لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران أصدق الدعوات دمتم بكل خير ورحمة.