وكتب "عبد الله كنجي" في افتتاحية صحيفة "جوان" (الشاب) اليوم الثلاثاء رداً على اعلان حكومة ترامب ادراج حرس الثورة ضمن قائمة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، جاء فيها:
وأخيرًا، أدى تقارب أمراء الحرب في البيت الأسود (البيت الأبيض) مع الصهاينة إلى ادراجهم حرس الثورة الإيراني ضمن قائمة الإرهاب. لا يمكن اعتبار هذا القرار أمرا عفويا، بل هو نتيجة 40 عاما من الفشل والاذلال على يد حرس الثورة في مسار حفاظه على استقلال إيران وأمن غرب آسيا.
ولكن بغض النظر عن مشاعر الشعب وحبهم لحرس الثورة فما هو السبب الرئيس للقرار الامريكي؟
1- يعرف الجميع أن السبب الرئيس لطرد أمريكا من غرب آسيا وإحباط محاولات الارهابيين في العالم الاسلامي هو حرس الثورة، ولكن هذا مجرد جانب من فشل أمريكا التي تخوض حربا شاملة ضد إيران في كافة المجالات المعلوماتية والأمنية والإعلامية والنفسية والالكترونية.
وإن الحرس الثوري هو من تصدى لمشروع التسلل وبرامج التجسس الأمريكية وتجنيد الأنصار والمؤيدين من داخل إيران وإن استراتيجية الانهزام الداخلي من خلال الحرب النفسية والاقتصادية لم تنجح إلى الآن بفضل جهود حرس الثورة.
2- تمكن حرس الثورة طوال فترة الحصار من إبقاء العمل والاقتصاد قيد النشاط والحيوية. وفي قمة الحصار تمكن من إنشاء المصافي والسكك الحديدية وبناء السدود ومد أنابيب الغاز وغيرها من المشاريع الاقتصادية والعمرانية.
فحرس الثورة كان من العوامل الأساسية لفشل الحصار وكان تحقيق الإكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود من آخر إنجازات هذه الحركة الشعبية. وإن حرس الثورة والتعبئة الشعبية التابعة له (البسيج) قد جعل منطقة غرب آسيا والخليج الفارسي غير آمنة لأمريكا. فالحرس يراقب سفنهم ويرصد معسكراتهم في العراق وسوريا والضفة الجنوبية للخليج الفارسي إلى أفغانستان و قد جن جنون "البيت الاسود" نتيجة لهذا الرصد والتحكم والقوة.
4- إن حرس الثورة تمكن في الأعوام 15 الماضية من إحباط مشاريع الاستكبار التي تتلخص في:
أ ـ"توفير الأمن للصهاينة"
ب ـ "تقسيم العالم الاسلامي"
ج ـ "السيطرة على مصالح بعض الدول الاسلامية"
د ـ "نمو الإرهاب في غرب آسيا".
ومن هنا فإن هذا الرد يعد أمرا طبيعيا.
5- يعتبر حرس الثورة محور الردع في المجال الصاروخي والإعلامي والحرب النفسية والذي عبر عنه الإمام الخميني ـ رضي الله عنه : "أنتم (قوات حرس الثورة) روّاد عزة المسلمين ودرع أمان لهذا البلد". ولا يزال حرس الثورة يمسك بهذه العزة وإن عزة الشعب الإيراني والاصرار على الاستقلال وحفظ الهوية قد أدى إلى استياء وغضب المستكبرين.
6- كلما تظهر مشكلة في أي مجال يكون أمل الشعب والحكومة لحلها هو حرس الثورة. فهو من يتصدى لهذه المشاكل، من الالتفاف على الحظر حتى مكافحة التهريب ومكافحة الإرهاب واحتواء تداعيات السيول والزلازل.. إلخ.
ونضيف على ما تفضل به الكاتب "عبد الله كنجي" إن هذه المكانة التي يتمتع بها حرس الثورة الاسلامية في ايران هي السبب الحقيقي وراء الهستريا التي أصابة الاستكبار العالمي وعلى رأسه تلك الأدمغة التي تسكن البيت الابيض الامريكي والتي تفكر ليلا ونهارا في استعباد الشعوب ونهب خيرات العالم وتخطط لإثارة الحروب وزرع الفتن، ولا تهنأ بنومها إلا على صراخ اليتامى وعويل الثكالا ودماء الابرياء من عباد الله في جميع انحاء المعمورة، ولم يسلم من شرها حتى الشعب الامريكي نفسه.