ووفقا لطبيعة الحرية والعدالة ومناهضة الاستعمار، أولت الثورة الإسلامية الإيرانية اهتماما خاصا بإقامة العلاقات مع الدول الأفريقية. وحددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حالياً سياستها الخارجية على أساس التفاعل المتوازن والشامل مع الدول الأفريقية.
كما أن العلاقات الثقافية التاريخية القديمة والمشتركات الدينية للشعب الإيراني مع الدول الأفريقية توفر أساسًا متينًا لتوسيع علاقات إيران مع معظم دول هذه القارة. وعلى هذا الأساس، انعقدت في عام 2022 أربع لجان مشتركة للتعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، بتوقيع ما يقرب من 50 وثيقة، وتبادل أكثر من 80 وفداً سياسياً واقتصادياً وثقافياً بين الطرفين، وأدى استمرار هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة إلى زيادة حجم التجارة بين إيران وأفريقيا عدة مرات.
إيران شريك موثوق
لقد أثبتت جمهورية إيران الإسلامية دائما أنها كانت وستظل شريكا موثوقا به للدول الأفريقية. ومن أجل مواصلة تحقيق هذا الهدف، ما زالت إيران تضع استراتيجية سياستها الخارجية لتعاون طويل الأمد مع القارة الأفريقية ومدت يد الصداقة إلى جميع البلدان الأفريقية.
ومن ناحية أخرى، فإن التقدم العلمي والصناعي المتزايد الذي حققته إيران في العقود الأخيرة ونظرتها غير الاستعمارية في تفاعلاتها عبر الحدود، توفر فرصة فريدة لتخفيف حدة الفقر وتحقيق التنمية في البلدان الأفريقية.
وان إيران قادرة على دعم شركائها وحلفائها من خلال الاعتماد على إنجازاتها العلمية والاقتصادية والتكنولوجية والدفاعية. كما أن صمود الشعب والحكومة الإيرانية في مواجهة العقوبات القاسية لنظام الهيمنة والدفاع عن مُثُل الثورة الإسلامية أدى إلى تشكيل نموذج ناجح وفعال وحسن المظهر.
ربحية التجارة مع إيران بالنسبة لأفريقيا
وتعد إيران من الدول النامية التي تتمتع بقدرات إنتاجية وصناعية كبيرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية والاستراتيجية. ولذلك، يمكن لإيران أن تقدم التسهيلات المناسبة للدول الأفريقية التي ترغب في التطور. كما يمكن لإيران أن توفر احتياجات التطوير والمنتجات والخدمات للدول الأفريقية بأسعار معقولة مقارنة بالمنافسين الغربيين. وهذه ميزة كبيرة جدًا بالنسبة للدول الأفريقية حيث يمكنها تلبية احتياجاتها من إيران بتكلفة أقل بكثير. كما يمكن لطهران توفير شروط سداد مواتية للغاية للدول الأفريقية للحصول على شروط أكثر مرونة بكثير في سداد ديونها لإيران مقارنة بالدول والشركات الغربية.
إيران لم تضع شرطا مسبقا لتطوير علاقاتها التجارية مع أفريقيا
أحد التحديات الخطيرة التي واجهتها الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة هو أنها وقعت في فخ المنافسة بين قطبي القوة الرئيسيين في العالم الحالي (وخاصة أمريكا والصين). معظم القوى الغربية، نظراً لمنافستها الصين وتسهيل نفوذها الاقتصادي في الدول الإفريقية، وضعت العديد من الشروط المسبقة لهذه الدول بهدف السيطرة على العلاقات التجارية. وفي هذه البيئة، ترى إيران، باعتبارها دولة ذات قدرات اقتصادية كبيرة، أن الظروف مواتية وخالية من أي شروط مسبقة وضغوط للتجارة مع الدول الأفريقية.
إرادة أفريقيا للتكيف مع الحقائق الجديدة للنظام الدولي
يشهد العالم الحالي، وخاصة النظام الدولي، تغيرات هائلة. ومن المحاور الأساسية لهذه التغيرات هو الضعف المتزايد في موقف القوى الغربية (وخاصة أمريكا) وما تلا ذلك من تقوية القوى الشرقية الناشئة.
وفي هذا الإطار، اكتسبت القارة الأفريقية بالفعل المزيد من حرية العمل وتحاول الاستفادة القصوى من الفرص القادمة، ومن هذا المنطلق، يبدو تطوير العلاقات الأفريقية مع دولة مثل إيران خياراً مرغوباً ومفيداً واستراتيجياً.
المصدر : Parstoday