وندد "لويس آرسي كاتاكورا"، بالحرب التي تواصل إسرائيل شنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، معتبرًا أن ما تقوم به تل أبيب لا يُمكن أن تقبله الإنسانية.
وقال الرئيس البوليفي: إنّ "الحكومة والشعب البوليفي يرفضان المذابح بحق الفلسطينيين ولا يقبلان أن يستمر الظلم على شعب يستحق كباقي الشعوب اعتراف العالم بحقوقه".
وأضاف آرسي: "الفلسطينيون يناضلون من أجل استرجاع أراضيهم والأمم المتحدة تعترف بهم كشعب يناضل من أجل إقامة دولته، وما تقوم به إسرائيل عملٌ غير إنساني وفظ ولا يقبله البشر"، مشيرًا إلى أن "القصف المستمر للمواطنين الفلسطينيين بهذا الشكل العنيف يستدعي تنديدينا جميعًا".
وأردف أن "بوليفيا بلد مسالم بنص دستورها ولا يمكنها أن تقبل هذا النوع من الاعتداء؛ لأننا ندرك الفرق الكبير بين إسرائيل وفلسطين"، لافتًا إلى أن ذلك الفرق لا يمكن أن يسمح لإسرائيل بهذا الإفراط في استخدام القوة.
وقال: "لهذا فإن بوليفيا وإدراكًا منها للماضي التاريخي لهذه المشكلة التي لم تبدأ الآن كما يصورها البعض وإنما تعود إلى عقود ماضية، اتخذت قرارًا بقطع العلاقات مع إسرائيل، حتى تتوصل إلى حل سلمي مع الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بنفس الحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم الأخرى".
فيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، على وقع تحذير المنظمات الدولية من أن القطاع بات على حافة كارثة إنسانية وصحية وبيئية، أوضح آرسي: أن بلاده تعمل في هذا الإطار على محورين، حيث قال: "نحن لسنا بلدًا غنيًا ولكننا أرسلنا الإغاثات الإنسانية إلى فلسطين وكان من الصعب إيصالها نظرًا إلى الإغلاق والعراقيل".
وأكد آرسي: أن بلاده لابد أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني وستفعل ذلك كلما كان ضروريًا، موضحًا أن "التضامن الحقيقي هو أن تعطي ما أنت بحاجة إليه لغيرك حين يحتاج إليه".
وفيما شدد على أن بوليفيا دولة متضامنة، أشار آرسي إلى أن هذا لا يحل المشكلة؛ لأن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب، فيما تزيد إسرائيل من تطرفها وعنجهيتها تجاه الفلسطينيين.
وإذ حثّ الرئيس البوليفي الأمم المتحدة على أن تعمل ما باستطاعتها لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم إلى فلسطين، شدد على وجوب أن تتخذ المنظمة الأممية إجراءات عاجلة تؤدي إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف أن بلاده تسعى أيضًا إلى إيجاد طريقة تمكنها من الاستمرار في إيصال المساعدات الدولية لفلسطين ودعم كل الجهود التي من شأنها أن تمكّن الفلسطينيون من الخروج من هذا الوضع.
وقال الرئيس البوليفي إن بلاده تدرك أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، مشددًا على ضرورة وضع حد لهذه الاعتداءات التي ترتكبها دولة قوية على شعب ضعيف وعلى جميع الدول أن تدعم الفلسطينيين للتصدي للعدوان لأن ذلك هو الذي يتماشى مع العدالة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
والعام الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع السلطات الإسرائيلية، لارتكابها جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة، فيما تعهدّت وزيرة الخارجية الجديدة سيليندا سوسا خلال أدائها اليمين الدستورية بمواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية.