فوضى الخلافات تعصف بغرف القرارات المظلمة للكيان الاسرائيلي، مع عودة المعارك في قطاع غزة إلى مربعها الأول؛ حيث صفارات الانذار تدوي في غلاف غزة تخوفاً من تسلل مسيّرات المقاومة الى المستوطنات، وجيش الاحتلال يتحدث عن رصد جسم جوي مشبوه أطق من القطاع، وسقط في مناطق الغلاف.
على الأرض، تتواصل المعارك والاشتباكات مع قوات الاحتلال التي تحاول التوغل في الحي السعودي غربي مدينة رفح تحت نيران القصف الجوي والمدفعي المكثف. كتائب القسام اعلنت استهداف قوات الاحتلال في موقع كتيبة تل السلطان بقذائف الهاون الثقيلة، كما استهدفت جنود الاحتلال في محور نتساريم بصواريخ رجوم قصيرة المدى. وبمشاركة كتائب شهداء الأقصى، استهدفت المقاومة موقع كوسوفيم شرق المحافظة الوسطى بصواريخ مئة وسبعة.
الوضع الميداني في غزة، ورغم الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها جيش الاحتلال، أعلن مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب لن توقف العملية العسكرية في القطاع بعد الانتهاء من رفح، وأن الجيش سيبقى هناك. المسؤول الإسرائيلي أكد أن الجيش مستعد لمواصلة العمليات، ولديه خطط جاهزة لذلك.
تصريحات تدحضها نتائج الميدان التي يحاول جيش الاحتلال تقديمها كإنجازات للداخل الإسرائيلي بعد أسابيع في محاولة لإقناعه بهزيمة حماس وإمكانية وقف الحرب، وسط ضغوط عسكرية على نتنياهو ومعارضة الأخير لخطة انهاء الحرب. الأمر الذي نتج عنه تسريب مقترح رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي لنتنياهو إلى الاعلام الاسرائيلي، تضمن الانسحاب من القطاع، والاكتفاء بإعلان النصر. رؤية هاليفي تقوم على ضرورة الاحتفاظ بأوراق ميدانية لاستغلالها فيما بعد لتحسين المخارج السياسية؛ وعدم نقل الكيان الاسرائيلي إلى مرحلة استنزاف جنوبي القطاع، كما في شماله ووسطه.
مقترح رئاسة الأركان ربما يصطدم بموقف القيادة السياسية، التي تصر على استمرار المعركة، ما دفع الجيش إلى البدء بتسريب تقديرات مدروسة تفيد بإنهائه المهمة، محاولاً الإيحاء للداخل بانتصار مشكوك فيه، ونقل ثقل المعركة إلى كاهل المؤسسة السياسية.