ولولا ذلك لكانت آثار وجودها محفوظة في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، بصفتها "صدى" الموجات الميكروية للانفجار الكبير. أفادت بذلك الأربعاء 29 مايو الخدمة الصحفية لجامعة طوكيو.
وقال جيسون كريستيانو الباحث في جامعة طوكيو:" يعتقد العديد من الزملاء أن الثقوب السوداء البدائية مرشحة لتلعب دور أحد أشكال المادة المظلمة. وأظهرت حساباتنا أن مثل هذه العمليات كان يمكن أن تؤدي إلى تكوين عدد أقل بكثير من هذه الأجسام مما هو مطلوب للمادة المظلمة".
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج أثناء دراسة كيفية تأثير عملية تكوين الثقوب السوداء البدائية في اللحظات الأولى من وجود الكون على بنية وخصائص إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، بصفته توهج الخلفية الميكروي للكون، الذي نشأ أثناء عملية توسعه فائق السرعة وتبريد مادته الأولية.
وحاول علماء الفيزياء الفلكية اليابانيون إعادة إنتاج السمات المدروسة بالفعل في بنية إشعاع الخلفية الكونية الميكروي باستخدام العديد من النظريات الكونية الشائعة التي تصف عملية تكوين الكون وظهور الثقوب السوداء البدائية فيه. وفي هذه الحسابات أخذ العلماء في الاعتبار كيف أثرت عملية تكوينها ليس على التقلبات الكبيرة في بنية إشعاع الخلفية الكونية الميكروي فحسب بل وعلى التقلبات الأقل وضوحا.
وأوضح البروفيسور يوكوياما:" لقد وجدنا أن التقلبات الصغيرة التي كانت موجودة أثناء التوسع فائق السرعة للكون، والتي يُعتقد أنها مرتبطة بتكوين الثقوب السوداء البدائية، كان يجب أن يكون لها تأثير قوي بشكل غير عادي على الموجات الأطول التي نراها في إشعاع الخلفية الكونية الحديثة. ونحن نفترض أن هذا التأثير القوي غير المعتاد للموجات القصيرة يمكن تفسيره باستخدام نظرية المجال الكمي الموجودة.
لهذا السبب، يعتقد علماء الكون أن عدد الثقوب السوداء البدائية كان صغيرا جدا إذا افترضنا أنها تشكلت في بداية الكون، وإلا لكانت آثار وجودها محفوظة في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي. وهذا ما يفسر غيابها الواضح عن الكون الحديث، كما يلقي ظلالا من الشك على الأفكار التي تقول إن الثقوب السوداء البدائية مسؤولة عن جزء كبير من المادة المظلمة، بالإضافة إلى بعض الانفجارات المسجلة لموجات الجاذبية، بحسب العلماء.