وفي الفقرة الأخيرة لليوم الأول من زيارته لباكستان، وخلال لقاء مع نخب علمية وثقافية ودينية واقتصادية وسياسية باكستانية، بين إن القواسم المشتركة الثقافية والتاريخية العميقة للعلاقات بين البلدين جعلت إيران وباكستان لا ينفصلان عن بعضهما، وقال: إن جمهورية إيران الإسلامية رفعت راية التوحيد والعدل والحق، وجميع الناس الذين ضاقوا ذرعا من الظلم والجور في كل أنحاء العالم، أصبحوا محبين لدولة ترفع راية مكافحة الظلم والاستعمار والتزام الهدف العظيم المتمثل بالدفاع عن الحق والعدالة.
وذكر أن شعار الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الإستقلال والحرية والعمل بالدين بناء على تصويت الشعب وإرادته، أي الديمقراطية الدينية وإدارة البلاد والمجتمع دون الاعتماد على القوى الشرقية والغربية، وأضاف: ان استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية كانت اعتماد الوحدة وتلاحم الأمة الإسلامية والحفاظ على كرامة المسلمين وتعزيزها ومحاربة الظلم والاستعمار والقمع، وكانت دائماً ناصرة للمظلومين وعدوة للظالمين.
واشار آية الله رئيسي الى عظماء مثل محمد علي جناح وإقبال لاهوري لمواقفهم المناهضة للاستعمار ومكافحة الهيمنة، والتي كانت دائما موضع احترام الشعب الايراني وقال: بعد الحرب العالمية وتشكيل النظام ثنائي القطب ومن ثم انهيار الاتحاد السوفييتي شعر نظام الهيمنة بحق أن القوة الوحيدة التي تقف أمامه وتعرض مصالحه للخطر هي قوة الإسلام والأمة الإسلامية، ولذلك حاول استخدام مختلف الاحابيل بما في ذلك خلق الفتنة بين المسلمين، وإهانة مقدسات المسلمين، وتشكيل الجماعات المتطرفة، ونحو ذلك، وتجنيد العناصر الضعيفة من حكام بعض الدول الإسلامية من أجل إضعاف وإزالة هذه القوة التي وقفت شامخة في وجه هيمنته.
وأضاف رئيس الجمهورية: "لقد حاول نظام الهيمنة بمساعدة إمبراطوريته الإعلامية تغيير نظرة الشعب المسلم الذي وقف ضد هيمنته ، ولكن بعون الله وبوجود أهل العلم والبصيرة الذين يعرفون الصديق والعدو ، تم تحييد احابيله وفشلت في إضعاف هذه القوة العظيمة.
*75 عاما من جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني
وأشار رئيسي إلى تاريخ 75 عاماً من القتل والدمار والفظائع الكثيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم بدعم لا يرقى إليه الشك من الأمريكيين والدول الغربية، وقال: إن الصهاينة وحماتهم ظنوا أنه من خلال تطبيع العلاقات مع بعض الدول الإسلامية ستذهب قضية تاريخ واغتصاب وتدمير وقتل الى الهامش، لكن عملية طوفان الأقصى أطاحت بكل حساباتهم واوهامهم.
*عملية طوفان الأقصى
وقال: إن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة فشل استخباراتي وعسكري وأمني، وفوق كل ذلك فشل استراتيجي للكيان الصهيوني وداعميه، لا يمكنهم تعويضه بأي شكل من الأشكال. بعد جرائم الكيان الصهيوني الأخيرة، لا يمكن لأي حكومة إسلامية أن تحاول تطبيع العلاقات، لأن قادة الكيان وداعميهم، خاصة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، هم اليوم أكثر الشخصيات المكروهة لدى الرأي العام العالمي.
وفي إشارة إلى اعتراف الأمريكيين رسمياً بتشكيل داعش من قبل حكومة بلادهم، قال الرئيس رئيسي: داعش تشكلت لتعطيل الأوضاع في الدول الإسلامية، ولكن رغم كل الجرائم وسفك الدماء التي ارتكبت في سلسلة أفعال ومؤامرات نظام الهيمنة ضد الدول الإسلامية وقوة الاسلام المناهضة للظلم ، لم يتمكنوا من فعل أي شيء، وكان هذا بسبب بصيرة المسلمين ووعيهم.
وأضاف رئيس الجمهورية: إن لعب الأدوار الاجتماعية وتواجد المسلمين في الشوارع، بما في ذلك في باكستان، وإعلان دعمهم لفلسطين والهتاف ضد ظلم الكيان الصهيوني وداعميه، أمر مؤثر للغاية في منع جرائم هذا الكيان القاتل للاطفال وكسر هيبته وقدرته الخاوية وحماته.
ووصف رئيسي قتل النساء والأطفال الفلسطينيين في غزة ودعم الأمريكان والغربيين لهذه الجرائم بأنه أمر مؤسف للغاية، كما أن عدم فاعلية المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في وقف هذه الجرائم الهمجية هو أمر مؤسف أكثر، وقال: لقد كشف هذا الوضع عدم فعالية وظلم النظام الحالي الذي يحكم العالم أكثر من أي وقت مضى للجميع، واليوم توصلت جميع شعوب العالم، وخاصة المسلمين، إلى نتيجة مفادها أن الهيكل والنظام العادل يجب أن يحل محل النظام الحالي الظالم.
*الكيان الصهيوني لم يحقق ايا من اهدافه
وذكر أنه بعد نحو سبعة أشهر من الجرائم بحق اهل غزة المظلومين، لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه من هذه الجرائم، وقال: لو توقفت جرائم الصهاينة اليوم فإن المنتصر النهائي في هذا الميدان هو تيار المقاومة، ورغم كل الدعم المالي والإعلامي والتسليحي ، فإن الهزيمة الحاسمة ستكون للكيان الصهيوني وداعميه.
وأضاف: إن الفشل الأكبر للكيان الصهيوني ومؤيديه هو الكشف عن وجوههم بلا قناع ورتوش في الصورة المرسومة في غزة أمام أعين العالم. نحن نؤمن بأن دماء شهداء غزة الطاهرة، وخاصة الأطفال الأبرياء، ستؤدي إلى زوال الكيان الصهيوني المزيف، مثلما جاءت يد الله الانتقامية من قتل فرعون للاطفال وأطاحت بدولته.
وأوضح رئيسي سبب حب واهتمام الشعب الباكستاني بالثورة الإسلامية والإمام الراحل وقائد الثورة الاسلامية والشعب الإيراني بانه يعود الى جهود الشعب الإيراني لإحياء القيم ومحاربة الظلم والاستعمار والجور ونصرة المظلومين والسعي إلى وحدة وعزة الأمة الإسلامية وقال: إن شعبي باكستان وإيران يقفان معاً في الكفاح ضد الظلم والدفاع عن المظلومين وان جميع مؤامرات العدو الرامية للتفرقة بينهما فشلت بفضل بصيرة ووعي الشعبين خاصة النخب الباكستانية والإيرانية.
وفي ختام كلمته، أوضح أن هذه الزيارة تمت بدعوة رسمية من قادة باكستان، وأعرب عن أمله في أن تتحسن العلاقات بينهما بإرادة قادة البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بشكل أكبر.
وحضر هذا اللقاء عدد كبير من نواب المجلس الوطني ومجلس الشيوخ الباكستاني ووزراء ومستشارون سابقون لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورؤساء الطوائف الدينية الشيعية والسنية ومسؤولون من بعض الولايات الباكستانية.