وتُعد ذكرى فاجعة هدم قبور أئمة الهدى (عليهم السلام) في البقيع الغرقد سنة ١٣٤٤هـ من المناسبات الخالدة في نفوس المؤمنين، إذ تتجدد أحزان النبي (صلى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السلام) ومحبيهم.
وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة الحِداد، واتشحت بالسواد في ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع.
وأعدت العتبة العباسية منهاجًا عزائيًّا لإحياء هذه الذكرى كما في كل عام، التي يأتي في مقدمتها نشر معالم الحزن في أرجاء المرقد الطاهر.
وشرع قسم رعاية الصحن الشريف في العتبة العباسية المقدسة، بنشر لافتات الحزن والعزاء في أرجاء مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وأروقته، بذكرى فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام).
وتكفل قسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة بخياطة اللافتات والقطع السوداء التي خُطّت عليها عبارات الحزن والأسى والمواساة للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام).
ونشرت ملاكات قسم رعاية الصحن معالم الحزن في جميع أرجاء مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، إذ عُلّقت القطع واللافتات العزائية التي خيطت وطُرّزت وشُكّلت بعد أخذ جميع القياسات الخاصة بكل مساحة الصحن المطهر، من جدران ومداخل ومخارج.
وأقامت العتبة العباسية المقدسة مجلسًا عزائيًا بذكرى هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام).
وقال المحاضر الشيخ عبد الأمير المشرفاوي في حديث، إنّ “المجلس يستمر مدة ثلاث ليالٍ في صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) بذكرى فاجعة تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)”.
وأضاف: “تناولنا خلال المحاضرات موضوع هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) بالأدلة والبراهين من القرآن الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، وإباحة بناء القبور المقدسة حسب الروايات الموجودة في كتب الشيعة، وكذلك في كتب المذاهب الأخرى”.
وأشار المشرفاوي إلى أنّ “هذه المراقد لا بد أن تُبنى، لأنّها أماكن طاهرة تضمّ أئمة الهدى (عليهم السلام)، فضلاً عن حرمة التعدي على القبور في الإسلام”.