بهذه العبارات أعلنت "جيروزاليم بوست"، في افتتاحيتها اليوم، عن حجم المشكلة التي تواجهها "إسرائيل" بتعاظم عدد الجرحى لديها، بدءاً من يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن ثم في الحرب الجارية أحداثها إلى اليوم في قطاع غزة، وعلى الحدود مع لبنان.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أنه وبعد شهر واحد فقط من الحرب أبلغت وزارة الصحة الكنيست أن "إسرائيل" ليست مستعدة للتعامل مع العدد الهائل من الأشخاص، العسكريين والمدنيين، الذين أصيبوا في الحرب، إلى جانب العدد المعتاد من المرضى الذين يتنقلون عبر النظام الطبي.
وفي هذا الإطار، تنقل الـ"جيروزاليم بوست"، عن وزارة الأمن أنها تعمل بكامل طاقتها لمساعدة الجرحى وأنها تقلص الإجراءات الروتينية وتوظف موظفين للتعامل مع هذا الطوفان من الجرحى.
يأتي هذا الواقع في ظل ما تنقله الصحيفة في افتتاحيتها عن المتاعب التي يواجهها نظام الرعاية الصحية، "فإن النقص المزمن في القوة البشرية في مجال الرعاية الصحية يزداد سوءاً، ولا يزال عدد أسرّة المستشفيات لكل عدد من السكان منخفضاً. حتى قبل الحرب، تضيف، حصلت إسرائيل على علامات سيئة لتصنيفها في الثلث الأدنى من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في الإنفاق الوطني على الرعاية الصحية".
وقالت الصحيفة: إن "إسرائيل تحتل مرتبة منخفضة من حيث الإنفاق العام على الرعاية الصحية من الإنفاق الوطني، حيث تحتل البرتغال وكوريا الجنوبية وتشيلي فقط مرتبة أقل. حيث أنّ معدل نصيب الفرد من الأطباء في إسرائيل أقل من متوسط منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية، على الرغم من أنه ارتفع في العقد الماضي من 3 إلى 3.3 طبيب لكل 1000 نسمة".
وتعبر الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن قلقها من هذه الأرقام، والذي يتعاظم في النظر إلى التقديرات "بأن عدد الجرحى من المرجح أن يصل إلى ما يقرب من 20 ألف بمجرد تضمين أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة".
وفي وقت سابق، تحدّثت وكالة "بلومبرغ"، عن العدد المتزايد لجنود "جيش" الإحتلال الإسرائيلي الجرحى من جرّاء الحرب على قطاع غزة، قائلةً إنّ ذلك "يُمثّل تكلفة خفية للحرب".
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" سابقاً أنّه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يتشكل العدد المتزايد من جرحى "الجيش" ليصبح حدثاً "بحجمٍ تاريخي سيتطلب إطاراً واسعاً من إعادة التأهيل".
وأضافت الصحيفة أنّ "العدد الرسمي يبلغ 2300 جندي جريح، ولكن وفقاً للأشخاص الذين يعملون في الميدان بشكلٍ دائم، مثل المستشفيات، والضباط الطبيين في الميدان، وجهات في شعبة إعادة التأهيل ومصادر في منظمة معاقي الجيش الإسرائيلي، فإنّ الصورة أكثر قتامة".