ومثّلت الزيارة دعماً معنوياً لطغمة الكيان الصهيوني وأشيع بعدها أن أمريكا قدمت (أو قررت أن تقدم) دعماً مالياً لطغاة تل أبيب مقداره 10 مليارات دولار، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة الأمريكية نفسها من امتناع الكونغرس الأمريكي عن إقرار الموازنة الفيدرالية، وإغلاق بعض قطاعات الحكومة الأمريكية، فضلاً عن معاناة واشنطن من الدعم المالي الذي تقدمه إلى أوكرانيا في وجه الغزو الروسي المتواصل، بعشرات المليارات من الدولارات.
وقد يسأل سائل: لماذا نجد كل الرؤساء الأمريكان يؤيدون ويدعمون الكيان الصهيوني؛ اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً منذ إنشاء هذا الكيان المحتل عبر وعد بلفور سيء الصيت (آرثر جيمس بلفور سياسي بريطاني. تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 11 يوليو 1902 إلى 5 ديسمبر 1905. عمل أيضاً وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج. اشتهر بإعطاء وعد بلفور الذي نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين).
ولا نستغرب أبداً هذا الدعم الرئاسي الأمريكي من الخرف جو بايدن لو عرفنا أن الطبقة السياسية الحاكمة في واشنطن ومعظم "الويلات" المتحدة الأمريكية هي في الغالب من ثمار اللوبي الصهيوني (ايباك) حيث تتحكم إسرائيل اللقيطة بمعظم خيوط النظام الأمريكي في كلا الحزبين: الديمقراطي والجمهوري. كما أن اليهود يسيطرون على أربعة مجالات رئيسية في أمريكا: وزارةالخارجية (منذ هنري كيسنجر إلى انطوني بلينكن، يهوديان) والسفارات الأمريكية والبعثة الأمريكية بالأمم المتحدة. شركات ومصانع السلاح الكبرى الإقتصاد والبنوك والبورصة والنفط (جانيت لويز يلين وزيرة الخزانة الأمريكي يهودية) وحتى ماكدونالدز وكوكا كولا وغيرهما.
الإعلام المرئي [الفضائيات] والمقروء [الصحافة] والمسموع [وكالات الأنباء والإذاعات] والإنترنيت والفن (هوليوود) وهو القطاع الذي يخاطب و يبلور الرأي العام في أمريكا وخارجها. فضلاً عن سيطرة اليهود واللوبي الصهيوني على قطاعَي القضاء والتعليم العالي (الجامعات) وصولاً إلى إدارة البيت الأبيض نفسه (معظمهم يهود).
إذن؛بطل العجب ؛[وبالمناسبة فالمقولة الشائعة "إذا عُرف السبب بطَل العجب" كنا نظنها جديدة، فإذا بها واردة قبل نحو ألف عام، في كتاب (المرتَجَل)، ص 145 لابن الخشّاب، وهو شرح على كتاب (الجمل) لعبد القاهر الجرجاني]، لكن الله -جلت عظمته- أقوى من شرذمة الظالمين (إن ربّك لبالمرصاد) مهما تجبر طغاة تل أبيب وسفكوا دماء المظلومين، وحتى وقفوهم مع القتلة الظلمة رؤساء أمريكا وأوروبا وغيرهم .{إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة 22].
ختاما: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدمِيرًا} (الإسراء/16).
بقلم: د. رعد هادي جبارة
رئيس تحرير مجلة الكلمة الحرة