موضوع البرنامج:
الإستهداء بالنور المهدوي
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول سر إخفاء الله عزوجل لموعد ظهور إمامنا المنتظر (عجل الله فرجه)
عنوان الحكاية هو: وجاء الغوث الإلهي
يا صاحب النور الذي ملأ الفضا
من خلف أستار تشع بمبسم
بالكوكب الدري ذي شمس الضحي
سجدت له في دهشة وتلعثم
زنت السموات العلي وسما الدني
بسنا مصابيح بهديك مفعم
نور رجومٌ للعين وحزبه
عميت به عين العتلّ المجرم
نور بهيج بالسكينة نازك
للمستنير يضمّه للأنجم
أني يري أثر الدجي من قد رأي
بفؤاده نور الاله الأعظم
*******
بسم الله وله الحمد والمجد مبدأ كل نور ومنتهاه والصلاة والسلام علي مصابيح نوره وهداه محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الوصيين إمامنا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه).
أهلاً بكم كان مطلع هذه الحلقة أيها الأحباء أبياتاً من مديحة مهدوية لأحد أدباء الولاء تشتمل علي حقائق مهمة بشأن خصوصيات نور الهداية المهدوية وآثاره.
- لنا وقفة عندها في الفقرة الأولي التي تحمل عنوان: الإستهداء بالنور المهدوي
- في الفقرة التي تليها نستمع لإجابة ضيف البرنامج عن سر إخفاء الله عزوجل لموعد ظهور إمامنا المنتظر (عجل الله فرجه(
- تليها حكايتان من حكايات الفائزين بالنجاة ببركة التوسل الي الله بمظهر أمان الخائفين مولانا إمام العصر (عليه السلام)، وقد إخترنا لهما عنواناً مشتركاً هو: وجاء الغوث الإلهي
*******
الاستهداء بالنور المهدوي
تصرح الآيات الكريمة بأن أهم ما يميز أئمة الحق المنصوبين من قبل الله جل جلاله هو كونهم يَهْدُونَ بِأَمْرِ الله، وهذا ما يصدق بلا ريب علي خاتم الأوصياء بقية الله المهدي (أرواحنا فداه).
وأديبنا الولائي يعبّر عن (أمر الله) بتعبير (النور)، فيخاطب إمام العصر عجل الله فرجه قائلاً بتصوير فني بديع:
يا صاحب النور الذي ملأ الفضا
من خلف أستار تشع بمبسم
بالكوكب الدرّي ذي شمس الضحي
سجدت له في دهشة وتلعثم
فالإمام المهدي هو من أولي الأمر الإلهي والله تبارك وتعالي غالب علي أمره فلا يمكن لحجب وأستار عصر الغيبة أن تحجبه (عليه السلام) عن القيام بمهمة هداية الخلق لما خلقوا له، فهذه هي المهمة الأساس للإمام الحق في كل عصر.
فهو (عليه السلام) يقوم بهداية كل مستعد للهداية ولو من حيث لا يدري الإنسان من اين تصله أشعة نور الهداية، فالنور المهدوي هو الكوكب الدري الذي تسجد له الشمس عجزاً عن مجاراته.
والمقصود من هذا التصوير هو الإشارة الي عظمة القدرة الإلهية الكامنة في الإمر الإلهي ونور الهداية الذي يخترق كل ما يمكن أن يشكل عقبة أمام غيره.
وهذه الحقيقة يصرح بها البيت اللاحق حيث يقول عن سعة أشعة الهداية المهدوية:
زنت السموات العلي وسما الدني
بسنا مصابيحٍ بهديك مفعم
والهداية المهدوية تشتمل علي ركني التخلية والتحلية المميزين للتربية الإلهية، فهي من جهة تزيل آثار عمل الشياطين عن المؤمنين وتعينهم علي مواجهة وساوسهم وأهواء النفس وسائر جنود إبليس اللعين، ومن جهة ثانية تحلي قلوب المؤمنين بالفضائل ونور الهداية الربانية وبذلك يصبح المؤمنون نجوماً مهدوية تنقل للناس أشعة الهداية الإلهية، وهذا ما يشير إليه الأديب الولائي وهو يصف نور الهداية المهدوية قائلاً:
نور رجوم للعين وحزبه
عميت به عين العتل المجرم
نور بهيج بالسكينة نازل
للمستنير يضمه للأنجم
أني يري أثر الدجي من قد رأي
بفؤاده نور الإله الأعظم
وفي البيت الأخير من الأبيات المتقدمة إشارة مهمة الي أحدي الثمار المباركة لموالاة صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، وهي ثمرة إعانة المؤمن علي الأعراض عن ظلمات الشرك والظلم وغيرها حيث أن شعوره ببهجة التعلق بعزّ النور الأقدس يعينه علي نبذ جميع الظلمات وعدم التوجه اليها، بل والبراءة منها وهذه هي حقيقة البراءة التي تصبح ملكة ذاتية فيمن رأي قلبه نور الإله الأعظم - جل جلاله -، والمتمثل في هداية وليه المهدي (أرواحنا فداه).
ومن هنا يتضح أن من آداب التمسك الحقيقي بامامة وولاية إمام العصر هو السعي الدؤوب للإستنارة بنور هدايته الإلهية، فهذه الهداية هي التي توصل المؤمن الي التوحيد الخالص ومعرفه ربه الجليل تبارك وتعالي بعيداً عن جميع أشكال حجب الشرك والظلم، وتجعل حافضاً لإسرار التوحيد الخالص.
وهي أيضاً التي تشرح صدره بنور الإيمان وترزقه النفس المطمئنة الي حسن الصنع وجميل التدبير الإلهي والمطهرة من الآثام وهذا ما يشير إليه الأديب الولائي في الأبيات اللاحقة ويستشفع بمولانا بقية الله لتحققه حيث يخاطبه قائلاً:
مولاي .. أعم عن سواك بصيرتي
يا قبلة العلّام والمتعلم
إجعل ضياءك بغيتي فبه أري
ربي بلا حجبٍ وقيد مغتم
آيات وجهك في جواي نقوشها
أرني سناها يملأ القلب الكمي
وأشرح بها صدري وطمئن نفسه
أذهب بها وزري ونقِّ تكلمي
*******
ندعوكم الي الإتصال الهاتفي التالي وإجابة خبير البرنامج عن بعض إسئلتكم المهدوية:
سر إخفاء الله عزوجل لموعد ظهور إمامنا المنتظر (عجل الله فرجه)
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي.
المحاور: سماحة الشيخ رسالة معنونة بأسم الاخ احمد عبد المطلب تشتمل على مقدمة طويلة فيما يرتبط بتأثير اخفاء الله تبارك وتعالى لموعد ظهور الامام المهدي (سلام الله عليه)، بعض آثارها كذا ولكن يعني في الختام هو يسأل عن سر هذا الاخفاء يعني لماذا اخفى الله تبارك وتعالى موعد ظهور الامام المهدي (عليه السلام) اولاً، سؤاله الثاني هل ان النبي والائمة المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين ايضاً لا يعرفون بذلك يعني الموعد الدقيق لظهوره (عليه السلام)؟ تفضلوا.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، اخفاء الامام من قبل الله سبحانه وتعالى هذا العمل من الله عزوجل هو جزء من خطته في مسيرة المجتمع البشري وفيها اسرار كثيرة وعندنا ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما سؤل متى يظهر المهدي من ذريتك؟
قال: «مثله كمثل الساعة لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً» اذن هذا فيه سر يعني الله لا يخبر به، لماذا؟ لأن ما ندركه نحن ان الله يريد ان يمتحن كما يقول عزوجل «إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا» اذن هناك اسرار الهية تتعلق بنمو البشر، بأمتحانهم، برشدهم وهناك اسرار الهية اخرى انا اعتقد بأن اسرار غيبة الامام صلوات الله وسلامه عليه كما عن الامام الصادق (عليه السلام:( )ما تعرف الا بعد ظهوره حتى هو يكشف وجه الحكمة منها) وهو يعبر (سلام الله عليه) انه كما ان وجه الحكمة لم ينكشف لموسى حتى كشفه الخضر (عليه السلام) ايضاً وجه الحكمة من سر تغييب الله لوليه وسر عدم توقيت، عدم تعيينه وتحديد وقته وانه جعل علامات ولم يحدد سنة هذا ايضاً يعرف عند ظهور الامام (سلام الله عليه) واما ان النبي والائمة (عليهم السلام) يعرفون؟ انا بأعتقادي نعم يعرفون ولكن لا يقترحون على ربهم وينتظرون امره والامام المهدي (سلام الله عليه) ايضاً عنده علامات لظهوره من ربه اذا هذه العلامات ظهرت يعرف ان الله عزوجل اذن لظهوره وصار قريباً وشكراً.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ احمد عبد المطلب يقول ما معنى لقب صاحب الزمان من القاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهل لهذا اللقب ارتباط بأخفاء موعد ظهوره (عليه السلام)؟
الشيخ علي الكوراني: لا كل امام هو صاحب زمانه، صاحب الزمان لقب عام، الحجة لقب عام، الامام لقب عام، خليفة الله يشمل كل المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم وصاحب الزمان كناية عن الامام يعني صاحب زماننا وولي امرنا في زماننا، امامنا في زماننا، حجة الله علينا في زماننا، الذي يحشر معه اصحاب هذا الزمان بقوله تعالى: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» فصاحب الزمان اسم عام لجميع الائمة (عليهم السلام) وبما انه نحن في حياة خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه نقول صاحب الزمان على الاطلاق.
*******
في الفقرة التالية الاعزاء نلتقي بحكايات الفائزين بالنجاة ببركة التوسل الي الله بوليه صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، إخترنا لفقرة هذه الحلقة العنوان التالي:
وجاء الغوث الالهي
بناءً علي طلبٍ من حجة الإسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي مؤلف كتاب (عشاق الإمام المهدي)، كتب العالم الجليل والخطيب والمبلغ الحسيني الورع الشيخ عبد الله مجد الفقيهي البروجردي - وهو من النشاط في المشاريع الخيرية ومنها تأسيس المركز الصحي المعروف بمستوصف دار الثقلين القرآن والعترة في مدينة قم المقدسة، كتب هذا العالم عدة من حكايات الفوز بالنجاة ببركة التوسل الي الله بوليه المهدي (عليه السلام)، نقلها بعضها في لقاء سابق وننقل هنا حكايتين قصيرتين، الأولي ترتبط به والثانية بأحد الأخيار.
ففي الحكاية الأولي ذكر الشيخ البروجردي نجاه ولده الصغير عندما كان يرافقه في طريق جبلي، قال: لقد زلت قدم ولدي الصغير وسقط متدحرجاً علي سفح الجبل، فرأيت أن موته سيكون حتمياً لذلك توسلت فوراً الي الله جلت قدرته بالإمام ولي العصر (عليه السلام). فظهر اللطف الإلهي بنجاة ولدي من هذا الموت المحتم ولله الحمد.
أما الحكاية الثانية فقد نقلها عن أحد الأخيار من المقيمين في مدينة يزد هو الحاج صادق الكربلائي وملخصها، هو أن الحاج صادق ذهب في إحدي السنين وهو يومها صبي يبلغ الثامنة من عمره مع والدته واخته وآمرأة عجوز من جيرانهم الي كربلاء المقدسة حيث كانوا يقيمون فيها يومذاك. ذهبوا بواسطة القطار لزيارة حرم الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء.
وكانت محطة القطار تبعد عن الحرم يومذاك حدود أربعة كيلومترات كان ينبغي للزوار أن يطووها مشياً علي الإقدام لعدم توفر حافلات النقل في تلك الأيام.
وكان الزوار يحرصون علي السير معاً بعد النزول من القطار خشية من قطاع الطرق في تلك المنطقة، ولكن عائلة الحاج صادق لم تستطع أن تواكب سير باقي الزوار بسبب كبر سن جارتهم وضعف والدته، فتخلفوا عنهم بعد طي مسافة أدركوا أنهم ضلوا الطريق وأنهم يسيرون علي غير هديً وقد أنهكهم التعب ومالت الشمس الي الغروب!
ومع حلول خيوط الظلام شاهدوا ثلاثة أشخاص من بعيد يتجهون نحوهم ثم عرفوا أنهم من نواصب قطاع الطريق الذين يتربصون بزوار المشاهد المشرفة خاصة، أخذ النواصب يرمون هذه المجموعة الصغيرة بالحجارة ويدعوهم للإستسلام وينذرونهم أن لا فائدة من الهروب.
وهنا استغاثت الأم وولدها وإبنتها وتلك المرأة العجوز بالإمام صاحب الزمان (عليه السلام) متوسلين به الي الله جل جلاله وعلت أصواتهم بهذه الإستغاثة المباركة، وفجأة جاء الغوث الإلهي فشاهدوا شخصاً نير الطلعة وقوراً خاطبته الأم بقولها: أناشدك الله أن تكون دليلنا الي حرم العسكريين، نحن من الزوار وقد ضللنا الطريق، وأولئك النواصب يلاحقونا لكي يسلبونا ويقتلونا.
هنا أشار الرجل الي دواب كانت خلفه وأمر عائلة الحاج صادق بركوبها وهو يحدثم ويبشرهم بالأمن وزوال خطر قطاع الطريق عنهم. ثم سار بهم ليروا بعد فترة وجيزة حرم العسكريين (عليهما السلام). فلما رأوا حمدو الله ثم إلتفتوا الي الرجل المهيب ليشكروه فلم يروا أحداً.
*******