وأفادت دائره الأوقاف الإسلامية في بيان صحفي، بأنه منذ ساعات الصباح شرعت قوات الاحتلال بإدخال أعداد كبيرة من المستوطنين إلى باحات الاقصى بشكل استفزازي بالتزامن مع الاعتداء على المصلين ومنع دخول من تقل أعمارهم عن 50 عاما.
وأضافت أن شرطة الاحتلال تعمل على إفراغ ساحات المسجد الاقصى من المصلين.
كما أعاقت قوات الاحتلال دخول طلبة المدارس الشرعية الدارسين داخل باحات المسجد الاقصى وقامت بالتدقيق في هوياتهم وتفتيش حقائبهم المدرسية.
واعتقلت قوات الاحتلال من باحات المسجد الأقصى، ولم تعرف هويتهما بعد ونشرت مئات الجنود على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وحولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية ونشرت المئات من عناصرها في مختلف أحياء المدينة.
وأفاد أحد العاملين في المسجد الأقصى، بأن 426 مستوطنا بينهم المتطرف “يهودا غليك” اقتحموا المسجد منذ الصباح، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم.
وأوضح أن المقتحمين الذين ارتدى بعضهم “لباس التوبة التوراتي”، أدوا طقوسًا تلمودية عند باب الرحمة شرقي الأقصى، وسط استفزازات للمصلين المتواجدين داخل المسجد.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين بوحشية عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على المرابط أبو بكر الشيمي والمرابطتين نفسية خويص وعايدة الصيداوي عند منطقة باب السلسلة، بسبب احتجاجهم على قيام أحد المقتحمين بالنفخ في البوق داخل باحات الأقصى.
وبثت صفحات مقدسية على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عشرات المستوطنين وهم يرددون ترانيم وأغاني عقب اقتحامهم المسجد الأقصى.
كما أقدم المقتحمون الصهاينة على نفخ البوق قرب باب الرحمة في الساحة للمسجد الأقصى إعلاناً للسنة العبرية من أقدس مقدسات المسلمين، وتمكن وحراس الأقصى من التقاط الصوت بوضوح من وسط فوج المقتحمين.
وسبق للمقتحمين أن نفخوا البوق في الأقصى وسمع صوته عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢، وهذه المرة الأولى التي يتمكن فيها حراس الأقصى من توثيق صوت البوق بكاميراتهم.
وتستغل جماعات الهيكل الأعياد اليهودية لممارسة طقوسها التلمودية والتوراتية في المسجد الأقصى، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها، في مساعي تهويده وفرض واقع جديد فيه وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وتبدأ اقتحامات المستوطنين الأحد بإحياء ما يسمى “عيد رأس السنة العبرية” والذي يستمر ليومين، عبر تنظيم اقتحامات كبيرة للأقصى والبلدة القديمة، ويخطط المستوطنون فيه للنفخ في البوق في المسجد وجواره.
ويلي “عيد رأس السنة العبرية” ما يسمى بـ”أيام التوبة” الذي ينتهك فيها المستوطنون الأقصى بالثياب البيضاء التوراتية، وصولًا إلى العيد اليهودي الثاني خلال هذه الفترة وهو ما يسمى “عيد الغفران” التوراتي في 25 سبتمبر.
ويسعى المستوطنون في ما يسمى “عيد الغفران” بمحاكاة القربان، وتسجيل رقم قياسي للمقتحمين فيه للمسجد الأقصى وفي اليوم التالي له، وكذلك محاولة نفخ البوق في المدرسة “التنكزية”.
ويبدأ ما يسمى “عيد العرش” في 30 سبتمبر ويمتد حتى 17 أكتوبر، وهو أحد أعياد الحج التوراتية التي ترتبط بالـ”الهيكل المزعوم”، ويحاول فيه المستوطنون إدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى ورفع أعداد المقتحمين لما يتجاوز 1500 مقتحم على مدى أيام متتالية.
وتتواصل التحذيرات المقدسية من خطورة الطقوس الاستيطانية في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، خلال الأعياد اليهودية المرتقبة.
وأكدت الدعوات الفلسطينية على ضرورة شد الرحال إلى الأقصى في هذا الوقت، لإفشال مخططات المستوطنين ومساعي التهويد المستمرة بحق المسجد المبارك ومدينة القدس المحتلة، إضافة إلى دعم المقدسيين والمرابطين الذين يتعرضون لمضايقات متكررة من جيش الاحتلال.
ودعت “مدرسة جبل الهيكل” التوراتية جمهور متطرفيها إلى افتتاح سنتهم العبرية بأداء “صلاة الصباح” بشكل جماعي وعلني في المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأحد 17-9-2023.
وتأتي هذه الدعوة في سياق سعي تلك الجماعات منذ أربع سنوات لفرض الطقوس التوراتية العلنية الجماعية في داخل الأقصى لتحويل الأقصى إلى “مقدس مشترك” بالممارسة، وباعتباره مقدمة معنوية للتأسيس المادي للهيكل في مكان الأقصى وعلى كامل مساحته.
وفي أول تعليق لها قالت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها عن مدينة القدس محمد حمادة إن اقتحامات المستوطنين للأقصى تمثل استمراراً للعدوان وتغول على المسجد الأقصى وهي بمثابة أعمال تدنيسيه يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس.
وأضاف حمادة أن الاستمرار في العدوان على الأقصى يقابله شعبنا برباط وثبات رغم العوائق التي يضعها الاحتلال لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن شعبنا لن يترك الأقصى وحيداً والاعتداءات عليه وإن تكررت وزادت وتيرتها لا يمكن بحال من الأحوال أن تصبح عادة وطبيعية.
وشدد أن شعبنا موحد في الدفاع عن الأقصى ومواجهة العدوان ولا يمكن أن ينجح العدو في كسر المعادلة والمقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال.
وحذَّرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اليوم الأحد، من أنّ استمرار استهداف مدينة القدس والمسجد الأقصى سيؤدي إلى تداعياتٍ خطيرة جدًا على الكيان الصهيوني، مؤكدةً أنّ هذه الاعتداءات والاستفزازات، وتصاعد الهجمة ضد شعبنا في عموم الأرض المحتلة، وخاصّة في قرى ومدن ومخيمات الضفة والقدس، لن تثني شعبنا عن خوض معركته اليوميّة لمواجهة الكيان الفاشي الذي يسعى إلى اقتلاع شعبنا من أرضه.
وقالت الجبهة، إنّ الحرب المسعورة التي يشنّها العدو الصهيوني بحق القدس أصبحت مهمّة وأجندة رئيسيّة على جدول أعمال حكومة القتلة والفاشيين العنصرية بزعامة “نتنياهو، سمويترش، بن غفير”، فهذا الاقتحام اليوم لباحات المسجد الأقصى يتم بدعمٍ وضوءٍ أخضر واضح من حكومة الاحتلال التي تسعى إلى تحويل الصراع إلى معركةٍ دينية من خلال مخططات الاستيلاء التدريجي على باحات المسجد الأقصى عبر تكريس مخطط التقسيم الزماني والمكاني والذي وضع الأقصى على مدار اللحظة على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في وجه الاحتلال بأي لحظة.
وشددت الجبهة، على أنّ المعركة التي يخوضها شعبنا هي معركة وجوديّة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما تمثّله القدس من مكانةٍ ورمزيةٍ كبيرة تدفع باتجاه تحويل أي محاولاتٍ صهيونيّة استفزازيّة لشعبنا في القدس، أو استباحة المقدسات الإسلاميّة أو المسيحيّة إلى بؤرة اشتعالٍ دائمة.
وأكدت الجبهة، أنّ مخططات العدو لتوسيع عدوانه على شعبنا ومقدساته لن تقابل إلا بمزيدٍ من العمليات والردود، وأنّ تجاوز العدو لكل الخطوط الحمر في عدوانه وإرهابه كفيل بتفجير أشكال من الردود لم ولن يتوقّعها هذا العدو.
وطالبت الشعبيّة جماهير شعبنا وحركته الوطنيّة بتوحيد كل طاقاتها في مواجهة الهجمة المسعورة التي تستهدف شعبنا وأرضه ومقدساته، داعيةً إلى شق مجرى نضالي جديد يضع كل امكانيات وطاقات وأسلحة شعبنا في خدمة التصدي للعدو الصهيوني، والدفاع عن أبناء شعبنا خصوصًا في مدينة القدس.
وختمت الجبهة، بالتأكيد على أنّ العدو الصهيوني يخطئ في حساباته ويتمادى في أوهامه، إذ يمضي في جرائمه بهذه العنجهيّة والصلف والوحشيّة، وأنّ ممارساته العنصريّة كفيلة بتجاوز الكثير من الخطوط والحسابات، وتفجير براكين غضب غير مسبوقة.
من جانبه حذر عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، من أن خيارات الرد على الاقتحامات والاعتداءات المتصاعدة فيما يسمى بـ”الأعياد اليهودية” ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمقدسيين مفتوحة، مؤكدًا أن الأقصى على مدار العقود الماضية يُعد “صاعق التفجير”.
وقال المدلل في تصريح صحفي: “ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الأقصى والقدس، هو إعلان حرب على الفلسطينيين خاصة، والمسلمين جميعًا”، مشدّدًا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن واجبهم في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأضاف “لا تزال ساعة البهاء حاضرة ألا هذه اللحظة، والرد على اقتحامات الأقصى والبلدات المحيطة مفتوح، إذا استمرت الاقتحامات والاعتداءات بوتيرة عالية”، محملاً سُلطة الاحتلال ما ستؤول عليه في الأيام المقبلة جراء الاقتحامات.
وتابع المدلل: أن “هذه الاعتداءات الصهيونية لا يمكن لها أن تغير من مكانة المسجد وإسلاميته”، موضحًا، أن الاحتلال يُريد تغيير الواقع الإسلامي في المسجد في إطار سياسة التقسيم الزماني والمكاني القريبة والبعيدة المدى، لتدميره، لإقامة “الهيكل الثالث” المزعوم.
بدوره، أكد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حوّلت باحات المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات مئات المستوطنين المتطرفين لباحاته تزامناً مع ما يُسمى بـ “الأعياد اليهودية”، داعياً الجميع لشد الرحال إليه وحمايته.
وبيّن الشيخ صبري، في تصريح صحفي أن مئات المستوطنين بدؤوا باقتحام ساحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية مشددة من جنود الاحتلال، وسط طرد للمصلين والمرابطين من المكان المقدس.
وأشار إلى أن جرائم وإجراءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق المسجد الأقصى ليست جديدة، وإنما يواصلوا اقتحامه بكل الأوقات، لكنّهم يستغلوا “الأعياد” لتكثيف تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تحت تهديد السلاح، معبراً عن رفضه واستنكاره لتلك الجرائم المنظمة.
وشدد على أن اقتحامات الأقصى وتدنيسه بالأعداد الكبيرة لن تكسبهم أي حق في المسجد المبارك، داعياً المقدسيين والفلسطينيين على وجه العموم بالرحال والتصدي للأقصى وحمايته من قوات الاحتلال ومستوطنيه.
ونوه إلى أن “الأعياد اليهودية” لا تقتصر على يوم واحد، وإنما تمتد لعدة أيام، يمارسون خلالها طقوساً خاصة بهم، لا علاقة للمسلمين بها من قريب أو بعيد، مضيفاً: “أهل بيت المقدس حريصون على حماية المسجد، بالرغم من محاولات طردهم من المكان بقوة السلاح وحجز بطاقاتهم الشخصية.
وأشار إلى أن الصمت العربي هو تخلي عن المسؤولية بأوامر أمريكية بعدم التدخل، ما يعني أنهم تركوا المقدسيين يواجهون جرائم الاحتلال بمفردهم، متابعاً: “خزلان العرب متوقع ولن ننتظر منهم أكثر من ذلك”.
نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمبعد عن المدينة قسرًا، الشيخ ناجح بكيرات، يقول إن حكومة الاحتلال و”جماعات الهيكل”، طوروا على مدار سنوات مجموعة من الأدوات لتحقيق فكرة وهدف أساسي يتمثل بإقامة وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف في تصريح صحفي: “تعد الأعياد اليهودية واحدة من هذه الأدوات الرامية لتنفيذ مخطط الهيكل، من خلال تكثيف الاقتحامات للمسجد، وإقامة كافة الصلوات والطقوس التلمودية”.
ومن الأدوات التي يمارسها ويطورها الاحتلال في سبيل تحقيق أهداف جماعاته المتطرفة هي عمليات هدم ومصادرة الأراضي بمحيط “الأقصى” وإبعاد وطرد المقدسيين والناشطين من مدينة القدس، حيث تصب كلها لذات الغاية، وفق بكيرات.
ويصف الأعياد اليهودية بأنها “كارثة تحل على الأقصى والقدس في كل عام، حيث يتخللها سلسلة من انتهاكات ضد أهالي القدس والمرابطين في الأقصى تتمثل بالاعتقال والإبعاد والطرد ومنع الدخول إلى الأقصى أو الوصول لمحيطه”.
وأمام كل ذلك، يؤكد أن على الفلسطينيين “تبني مشروعًا مقاومًا، يعتمد أولًا على تعميق الوعي لدى الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي بما يقوم به الاحتلال ضد الأقصى، والعمل بكل الإمكانات من أجل الحفاظ على الوجود الإسلامي والهوية الوطنية للمدينة المقدسة ومسجدها”.
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب: “إن الاحتلال الإسرائيلي حاول وما يزال، قطع خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهم أهل الداخل الفلسطيني”، مشددًا على ضرورة أن تكون ردود الفعل على ما يجري فيه “حازمة”.
وأضاف الخطيب في حديث اليوم الأحد، أنه “قبل بدء هذه الأعياد، اتخذت سلطات الاحتلال عدة اجراءات لمحاولة منع وصول أهل الداخل للأقصى، من إبعاد واستدعاءات واعتقالات، بالإضافة لتفريغهم فجر اليوم من المسجد”.
وانطلقت دعوات لشد الرحال إلى المسجد، وتكثيف التواجد فيه، لأهل الضفة والداخل، فيما سُيّرت عشرات الحافلات من الداخل المحتل منذ أمس الجمعة لشد الرحال نحو المسجد الأقصى، لمواجهة اقتحامات المستوطنين، وفق وكالة صفا المحلية.
واعتبر الخطيب أن “غياب ردة الفعل الحازمة تجاه ما يجري من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى، هو السبب في تصعيد ممارسات الاحتلال ومستوطنيه خلال مواسم أعيادهم، لفرض واقع جديد هناك”.
وشدد على أن حكومة الاحتلال التي ترعى المستوطنين، تحاول أن تحول من خلال تصعيد الانتهاكات للأقصى، وإدخال أدوات ومراسم جديدة للمستوطنين فيه، القناعات الدينية التي يحملونها إلى واقع فيه.