موضوع البرنامج:
ترك الإستعجال المفضي الي إضعاف الثقة بالله عزوجل
حوار مع السيد محمد الشوكي حول حكم ذكر المهدي الموعود باسمه الشريف في عصرنا الحاضر
تعبنا فأدركنا الغوث
من يجبر الله في كسرالقلوب به
منا ويقصم فيه كل جبار
ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت
جوراً ويذهب عنا سبة العار
غوث الوري عجل الله الغياث لنا
فيه أقام بحزوي أم بذي قار
أدامك الله رب العالمين الي
أن يجتلي صبح مرأةٍ بأسفار
ودمت حتي تري أيام دولته
و كيف يطلب موتوراً بأوتار
وكيف يقتص ممن جار معتدياً
علي البرايا بأخذ الجار بالجار
ممتعاً من أياديه الجميلة في
صافي رحيق البقا من كل أكدار
*******
الحمد لله رب العالمين وأزكي الصلوات والتحيات علي أمنائه علي خلقه وخلفائه في أرضه السادة الاصفياء خاتم الانبياء وآله النجباء لاسيما خاتم الأوصياء المهدي الموعود عجّل الله فرجه الشريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرنا أن نكون معكم في حلقة أخري من برنامج شمس خلف السحاب، انتخبنا لمطلعها أبياتاً في التشوق للظهور المهدوي المبارك من قصيدة للشاعر الولائي السيد علي زيني المعاصر للسيد مهدي بحرالعلوم (رضوان الله عليهما). ننقل لكم أحباءنا:
- أولي فقرات هذا اللقاء وصية مهدوية مهمة بشأن ترك الإستعجال المفضي الي إضعاف الثقة بالله عزوجل.
- يليها إتصال هاتفي بسماحة السيد محمد الشوكي وإجابة عن سؤال بشأن حكم ذكر المهدي الموعود بأسمه الشريف في عصرنا الحاضر
- حكاية مؤثرة من حكايات المتوسّلين الي الله عزوجل بوليه صاحب الزمان أرواحنا فداه مرفقة بتعليقات قيمة لأية الله شيخ محمد تقي بهجت وقد وضعنا للقصة عنواناً هو: تعبنا فأدركنا الغوث.
*******
إذن كونوا معنا أيها الأخوة والأخوات والفقرة التالية وهي كما يعلم المتابعون للبرنامج تربوية وعملية مهمة نسعي فيها لإستلهام وصايا إمام زماننا (عليه السلام) من خلال التدبر في كلامه النوراني المروي في مصادرنا الحديثية المعتبرة عنوان الفقرة في هذه الحلقة هو:
الله ذو أناة فلا تستعجلوا
روي في كتب: كمال الدين ودلائل الإمامة وعيون المعجزات وفرج المهموم وغيرها من المصادر المعتبرة أن مولانا المهدي (عليه السلام) كتب لأحد أصحابه بقول: إن الله ذوأناة وأنتم تستعجلون.
وجاء قول الإمام (عليه السلام)، بعد أن شكي له الرجل من مشكلة شخصية فوعده (عليه السلام) بأن الله سيفرج عنه، فطالت عليه المحنة و إستاء ثم فرج الله عنه فلم رأي الفرج كتب له الإمام (عليه السلام) بهذا القول.
وهذا القول يشتمل علي واحدة من أهم الوصايا التربوية التي تتبلورفيها - في الواقع - حقيقة الإسلام وجوهره.
مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) ينبهنا في هذا القول علي حقيقة توحيدية محورية هي أن الله تبارك وتعالي لا يهمل شيئاً من شؤون عباده وإمهاله في تحقيق ما يطلبه عباده يرجع الي مصالح هو أعلم بها ولذلك فهو ذوأناة لا يعجل لعجلة العباد الذين يستعجلون لغفلتهم عن هذه المصالح.
وبعبارة أوضح فأن الإمام المهدي (أرواحنا فداه) يوصينا هنا بأن لا نستعجل تحقق ما نطمح إليه لإن في الإستعجال تضييعاً للمصالح التي يريدها الله عزوجل من خلال تأخيرتحقيق ما نطمح إليه الي أن يحين الوقت المناسب الذي تكون فيه مستعدين لتلقي النعمة التي نطلبها أو تكون قد أخذنا مثلاً من المحنة التي نمربها ما يلزمنا من تجارب نحتاجها لشكرالنعمة الظاهرة التي تلي تلك المحنة.
إذن فالوصية التي يوصينا بها إمام زمامنا (أرواحنا فداه) في القول المتقدم هي أن نتحلي بالرضا بتدبيرالله عزوجل لشؤوننا ثقة بعلمه تبارك وتعالي بكامل أحوالنا وثقة بحكمته الشاملة في تدبيره وثقة برحمته ورأفته وسائرصفاته جل جلاله التي تجعلنا نطمئن بأنه عزوجل لا يفعل بنا إلا ما فيه الخيروالصلاح لنا.
وتتفرع من هذه الوصية أيها الأخوة والأخوات وصية أخري هي أن نعمق في قلوبنا معرفة الله عزوجل لكي تتقوي وتترسخ فينا هذه الثقة المحمودة هذا من جهة ومن جهة ثانية لكي نطهرقلوبنا من الإستعجال المذموم الذي يكون مقترناً بالضجروالإستياء ا لمعبربالتالي عن فقدان الثقة بحسن تدبيرالله جل جلاله لشؤون عباده وجميل صنعه بهم.
وتتأكد هذه الوصية في حالات الدعاء من الله عزوجل طلباً لحاجات ملحة فينبغي أن يكون الدعاء منزهاً عن ذلك الإستعجال المذموم لتحقق تلك الحاجات مقترناً بعد اليأس من رحمة الله عزوجل إذا تأخرتحققها أي علينا أن نرسخ دوماً في قلوبنا الإعتقاد بأن تأخرتحقق تلك الطلبات ليس ناشئاً عنه عدم إستجابة الله لدعواتنا أو تجاهله - حاشاه - لأمورها بل إن هذا التأخريعبّرعن حكمته وأناته تبارك وتعالي ورحمته التي تريد لنا أن تستجاب تلك الدعوات بأفضل الخيارات في أفضل الأوقات وبأعظم البركات علي عباده جلت نعماؤه.
*******
نبقي معكم أعزاءنا في برنامج شمس خلف السحاب وننقلكم الي الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسألتكم بشأن قضية مولانا امام العصر (سلام الله عليه).
حكم ذكر المهدي الموعود بأسمه الشريف في عصرنا الحاضر
المحاور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الاخ كريم محمد من الامارات بعث بالسؤال التالي قرأت في كتاب الامام المهدي حديث عنه عليه السلام يقول من سماني في محفل من الناس فعليه لعنة الله ما المقصود بهذا الحديث الشريف؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة النهي عن تسميته باسمه الخاص صلوات الله وسلامه عليه وارد في اكثر من رواية عن اهل البيت سلام الله عليهم، فلهذا ورد النهي عن ان نسميه باسمه الخاص، نعم يسمى صلوات الله عليه بالقابه المباركة كالقائم والمهدي والحجة وبقية الله وغير ذلك من الالقاب الكثيرة التي ورد بعضها بالروايات وبعضها على السِنة العلماء وغير ذلك، فالنهي اذن عن تسميته باسمه الخاص ثابت ووارد في اكثر من رواية شريفة عنهم سلام الله عليهم، ولكن وقع الاختلاف في ان هذا النهي هل هو نهي في كل زمان ومكان، ام انه يحمل على فترة خاصة هي فترة ولادته وفترة غيبته الصغرى، هناك من العلماء من يرى ان هذا النهي هو نهي مطلق، اخزن بظاهر الروايات الشريفة، الظهور الاول للروايات الشريفة يقتضي هذا الاطلاق انه ناهية زمانية وحتى المكانية مطلق في أي زمان وفي أي مكان قبل ظهوره المبارك صلوات الله وسلامه عليه، لا يجوز ان يسمى باسمه ظاهر الروايات هو هذا، لكن هناك من العلماء من يرى ان هذه الروايات لا اطلاق زماني لها وانما يحملها على نحو القضية الخارجية، وعلى بعض الظروف التي مرت بالامام صلوات الله وسلامه عليه، مما يشكل ذكر اسمه الشريف تهديداً مباشراً له صلوات الله وسلامه عليه، لاننا نعرف جميعاً ان القوم والحكومات الظالمة في زمان ولادته كانت تبحث عنه وتستقطي اخباره وتبحث عن أي دليل يوصلهم اليه، وهذا البحث كان بحثاً جدياً حتى انه كبست دار الامام صلوات الله وسلامه عليه دار الامام العسكري عليه السلام وفتشت، وفي بعض الاخبار انها اعتقلت امه المباركة السيدة نرجس اعتقلت وظلت هناك مدة طويلة حتى رقابة السلطات العباسية بعيداً عن دارها، فكانوا يبحثون عن الامام سلام الله عليه وهذا البحث استمر طويلاً ولذلك كان يتخفى وكلاؤه والمرتبطون به مثلاً عثمان بن سعيد العمري رحمة الله عليه هو السفير الاول للامام هذا الرجل كان سماناً ويسمى ايضاً بالسمان يبيع السمن، وكان يوصل التواقيع ويوصل الكتب حتى في زمان الامام العسكري سلام الله عليه يدسها في امتعته ويوصلها، اذن هناك جو من السرية كان من المفترض ان يحاط به الامام (سلام الله عليه) زمان ولادته او ظهور غيبته الصغرى لانه كان مطلوباً بشدة من الظالمين، وكان هناك بالامكان ان يتصل به على الاقل سفرائه مثلاً، فاذن هناك من العلماء من يحمل هذه الاخبار الناهية عن ذكر اسمه الشريف على تلك الظروف التي تنتهي بالغيبة الصغرى، هناك طائفة كما قلنا يحملونها على ظاهرها والاحوط لدين الانسان ان لا يذكره حتى الان باسمه الشريف وانما يذكره بالقابه واعتقد انه في ذلك مزيد من الاحترام والتذكير للناس باهمية الامام (سلام الله عليه) بدور الامام، لان القاب الامام تذكر دائماً بمهمات الامام المنجزات التي سينجزها الامام بدور الامام، يعني "بقية الله" هذا لقب يعطيك اهمية وجود الامام (سلام الله عليه(، "لقائم"بالحق القائم ضد الظلم القابه الكثيرة الحقيقة توحي بمعانيه لابد ان تتركز في الاذهان، فالاحوط لدين الانسان والله العالم ان لا يذكر باسمه الشريف وانما يذكره بالقابه المباركة، والحمد لله رب العالمين.
المحاور: الحمد لله رب العالمين، سماحة السيد محمد الشوكي شكراً لكم، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
في الفقرة التالية من برنامج شمس خلف السحاب ننقل لكم أيها الأخوة والأخوات حكاية مؤثرة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، ناقلها أحد المراجع الأتقياء وهي منشورة في الجزء الثالث من كتاب (في محضر آية الله الشيخ محمد تقي بهجت) المطبوع بالفارسية والذي يشتمل علي أحاديثه في المجالات المعرفية المختلفة، وضعنا للحكاية عنواناً هو:
تعبنا فأدركنا الغوث
قال آية الله المرجع الورع الشيخ محمد تقي بهجت: يجب علينا أن نعتقد بشمولية رعاية الإمام الغائب (عجل الله تعالي فرجه الشريف) للمؤمنين ومعونته لهم في الحوادث والشدائد. لقد رأينا أشخاصاً كانوا وكأنهم علي إتصال به (عليه السلام) يتصلون به في الشدائد فيفرج عنهم. فهو(عليه السلام) قريب جداً منا ولكننا نحن نتصوره بعيداً. لقد نقل جناب الشيخ محمد رضا عربستاني (رحمه الله) لرجلٍ مسنٍ من محبّيه وفي مجلسٍ كنت حاضراً فيه الحكاية التالية.
ثم نقل آية الله الشيخ محمد تقي بهجت هذه الحكاية وملخصها أن أحد الأخيار من أصدقاء الشيخ محمد رضا دعاه في أحد الأيام الحارة لزيارة مرقد أحد أبناء الأئمة (عليهم السلام) في أطراف مدينة قم المقدسة، فقال له الشيخ محمد رضا: وهل توجد دابة تقلنا: فوعده صاحبه بأنها ستتهيأعند الحاجة.
وفي صباح اليوم التالي حمل الشيخ محمد رضا مقداراً من الخبز كزادٍ للطريق، وذهب الي المحل الذي حدده صاحبه الخير فوجده ينتظره ولكن لم تكن معه دابة، فإنطلقاً مشياً علي الإقدام في ذلك الجو الحار الي تعب الشيخ محمد رضا ونفذ صبره وقال لصاحبه: لقد تورمت قدماي وآذاني العطش والجوع فلا ماء معنا ولا يمكن تناول هذا الخبز اليابس دون ماء!
ولما سمع صاحبه كلامه توسل الي الله بوليه المهدي (عليه السلام) ونادي ثلاث مرات: يا صاحب الزمان.
ثم طلب دابة تنقل الشيخ محمد رضا الي مقصده: يقول الشيخ محمد رضا (رضوان الله عليه): ما إن إنتهي دعاء صاحبي حتي رأيت مركبة تظهر لنا فجأة وكان فيها السيد أحمد الطباطبائي نائب مدينة قم يومذاك.
لقد بدأ وكان السيد أحمد قد غير مسير حركته فجأة واتجه بالإتجاه الذي كان يسير فيه الشيخ محمد رضا وصاحبه بعد أن كان يتجه بأتجاه مزرعته لجمع محصولها!!
يقول الشيخ محمد رضا: لقد نادانا السيد أحمد ودعانا الي مزرعته وإستضافنا في مزرعته ثلاث أيام.
ثم ذهب الشيخ محمد رضا وصاحبه لزيارة المرقد المطهر ولما أتما الزيارة وعزماً علي العودة كان السيد أحمد الطباطبائي قد أنهي أيضاً عمله في المزرعة وجمع محصوله وتهيأ للعودة الي قم، فلما رأي الشيخ محمد رضا مركبته من بعيد أراد أن يطلب منه أن يقلهما معه الي قم ويأخذ الأجرة.
فناداه السيد من بعيد: ما هذا الكلام يا شيخ، أي أجرة تفضلاً وبعد أن نقل آية الله الشيخ محمد تقي بهجت هذه الحكاية علق عليها قائلاً: أجل نحن نتوهم أنه (عليه السلام) بعيد عنا أننا نقرأ في زيارته: السلام عليك يا عين الله الناظرة.
إنه يرانا حقاً وعلينا نحن أيضاً أن نتوجه ونلتفت إليه عجل الله تعالي فرجه الشريف.
وليكن مسك ختام هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب هو أنتوجه معاً الي إمام زمامنا المهدي (أرواحنا فداه) بهذه الفقرات من إحدي زياراته المروية عن أئمة الهدي (عليه السلام) قائلين: السلام علي القمر الزاهر والنور الباهر، السلام علي شمس الظلام وربيع الأنام ونضرة الأيام السلام علي بقية الله في بلاده وحجته علي عباده ورحمة الله وبركاته.
*******