وفي هذه المرحلة، لم يعد العرق - الأداة الرئيسة للجسم لخفض درجة حرارته الأساسية - يتبخر من الجلد، ما يؤدي في النهاية إلى ضربة الشمس وفشل الأعضاء والموت.
وقال كولين ريموند من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، إن هذا الحد الحرج، الذي يحدث عند 35 درجة، تم اختراقه حوالي اثنتي عشرة مرة، معظمها في جنوب آسيا والخليج الفارسي.
وقال ريموند، الذي قاد دراسة رئيسية حول هذا الموضوع، إن أيا من هذه الحالات لم تستمر أكثر من ساعتين، ما يعني أنه لم تكن هناك أي "أحداث وفيات جماعية" مرتبطة بهذا الحد من بقاء الإنسان.
ويقول الخبراء إن الحرارة الشديدة لا يجب أن تكون في أي مكان بالقرب من هذا المستوى لقتل الناس، وكل شخص لديه عتبة مختلفة حسب العمر والصحة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
وعلى سبيل المثال، يقدر أن أكثر من 61000 شخص ماتوا بسبب الحرارة الصيفية في أوروبا، حيث نادرا ما توجد رطوبة كافية لخلق درجات حرارة رطبة خطيرة.
ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية - تم تأكيد الشهر الماضي على أنه الأكثر سخونة في التاريخ المسجل - يحذر العلماء من أن الأحداث الخطيرة ستصبح أكثر شيوعا أيضا.
وقال ريموند إن تواتر مثل هذه الأحداث قد تضاعف على الأقل خلال الأربعين عاما الماضية، واصفا الزيادة بأنها خطر جسيم للتغير المناخي الذي يسببه الإنسان.
وتوقع بحث ريموند أن درجات الحرارة الرطبة سوف "تتجاوز بانتظام" 35 درجة مئوية في عدة نقاط حول العالم في العقود القادمة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم 2.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وعلى الرغم من حسابها في الغالب باستخدام قراءات الحرارة والرطوبة، تم قياس درجة الحرارة في الأصل عن طريق وضع قطعة قماش مبللة فوق مقياس حرارة وتعريضها للهواء.
وسمح ذلك بقياس مدى سرعة تبخر الماء من القماش، وهو ما يمثل العرق الناتج عن الجلد.
وقام باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة بقياس درجات الحرارة الأساسية للشباب الأصحاء داخل غرفة حارة.
ووجدوا أن المشاركين وصلوا إلى "الحد البيئي الحرج" - عندما لا تتمكن أجسامهم من إيقاف درجة حرارة الجسم الأساسية من الاستمرار في الارتفاع - عند درجة حرارة 30.6 درجة مئوية، وهي أقل بكثير من 35 درجة مئوية المفترض سابقا.
وقدر الفريق أن الأمر سيستغرق ما بين خمس إلى سبع ساعات قبل أن تصل هذه الظروف إلى "درجات حرارة أساسية خطيرة حقا"، بحسب ما صرح دانييل فيسيليو، الذي عمل في البحث.
ويعد الأشخاص الذين يضطرون إلى العمل في الخارج في درجات حرارة مرتفعة، أكثر عرضة للخطر. وما إذا كان الناس يستطيعون تبريد أجسادهم من حين لآخر - على سبيل المثال في الأماكن المكيفة - هو أيضا عامل رئيسي.