البث المباشر

وصايا مهدوية بالثقة بالله خاصة عند الشدائد/ حوار مع السيد محمد الشوكي حول سبل الفوز برضا إمام العصر/ نحن لا نترك أصحابنا

الأربعاء 6 مارس 2019 - 14:27 بتوقيت طهران

(الحلقة: 206)

موضوع البرنامج:
وصايا مهدوية بالثقة بالله خاصة عند الشدائد
حوار مع السيد محمد الشوكي حول سبل الفوز برضا إمام العصر (عليه السلام)
نحن لا نترك أصحابنا

ولا إتخذ السرداب برجاً ومن يكن

لنا ناسباً هذا فقولته هذر

بلى امست الدنيا به مستنيرة

ومنه على أقطارها يعبق النشر

فكان كمثل الشمس بالسحب حُجبت

ومن نفعها لم يحرم البحر والبر

وإن زهر السرداب بالبدر برهة ً

ففي البيت من ام القرى يطلع البدر

يبايع ما بين المقام وركنه

ويعفو له بالطاعة العبد والحرُ

*******

وله المجد والحمد صادق الوعد رب العالمين والصلاة والسلام على خير النبيين المصطفى محمد الامين وعلى آله الغر الميامين لاسيما خاتم الاوصياء ومحقق آمال الانبياء الحجة بن الحسن إمام عصرنا المهدي (أرواحنا فداه(
السلام عليكم أحباءنا اهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ونحن نصطحبكم في رحاب القضية المهدوية ضمن فقرات تحمل العناوين التالية:
- وصايا مهدوية بالثقة بالله خاصة عند الشدائد
- وإجابة لخبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال لاحدى الاخوات بشأن سبل الفوز برضا إمام العصر (عليه السلام(
- وحكاية عنوانها: نحن لا نترك أصحابنا
أما الابيات التي اخترناها لمطلع هذه الحلقة فهي الافاضل من القصيدة الطويلة التي أنشأها السيد محسن الامين رضوان الله عليه في اثبات عقيدة مدرسة اهل البيت عليهم السلام في الامام المهدي وغيبته (عجل الله فرجه) والابيات المتقدمة جاءت ضمن رده على افتراء بعض المغرضين القائلين بأن الشيعة يعتقدون بأن الامام المهدي (عليه السلام) غائب في سرداب سامراء ومنه يكون خروجه، وهذا مما لا قول به اتباع أتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)، بل ان قولهم هو الاعتقاد بما صح عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من خروجه (عجل الله فرجه) وبداية حركة ظهوره تكون الكعبة المشرفة، اما قدسية سرداب سامراء المشرف فهي ناشئة من حضور مولانا المهدي (عليه السلام) فيه في فترات معينة كما تحدثنا عن ذلك مفصلاً في حلقات سابقة.

*******

نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالفقرة الخاصة بوصايا إمام زماننا (عليه السلام) للمؤمنين وعنوانها في هذه الحلقة هو:

الثقة بالله عند الشدائد

قال مولانا الحجة بن الحسن المهدي (أرواحنا فداه: («أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولكنه جلت عظمته يبعث اليهم من أجناسهم وأصنافهم بشراً مثلهم ولو بعث اليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق قالوا لهم: أنتم بشر مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتونا بشيء نعجز من ان نأتي بمثله، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عزوجل لهم المجزات التي يعجز الخلق عنها.
وكان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل انبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين واخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين وأخرى مقهورين، ولو جعلهم الله في جميع احوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل».
جاء الكلام المهدوي المتقدم ضمن حديث طويل رواه الشيخ الطبرسي رضوان الله عليه في كتاب الاحتجاج عن السفير الثالث من سفراء مولانا المهدي في غيبته الصغرى (عجل الله فرجه): وهذا الكلام جاء جواباً عن سؤال من بعض أصحابه بشأن ما نزل من مصائب على اهل بيت النبوة (عليهم السلام) كقتل مولانا الامام الحسين سيد الشهداء (سلام الله عليه).
وكما تلاحظون الافاضل فان مثل هذا السؤال او الاشكال ايضاً على اصل غيبة الامام المهدي (عجل الله فرجه)، فلماذا ستر الله تبارك وتعالى وليه طوال هذه القرون بستار الغيبة ولم يظهره عليهم منذ البداية؟
فما هو الجواب على مثل هذه التساؤلات؟
الجواب الاجمالي الذي يشير اليه مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) في الكلام المتقدم هو أن ما يجري معهم سلام الله عليهم هي السنن الالهية نفسها التي أجراها الله تبارك وتعالى مع انبيائه والمرسلين (سلام الله على نبينا وآله وعليهم اجمعين).
وهذه السنن إنما أجراها الله جلت قدرته لمصالح ترجع الى عباده أنفسهم فيما يرتبط بترتيبهم؛ وقد ذكر منها الامام المهدي (ارواحنا فداه) في المقطع المتقدم قضية حفظ التوحيد الخالص في العباد وتجنيبهم الشرك، فلو كانت الغلبة الظاهرية التي يتأثر بها الناس عادة دائماً مع اولياء الله عزوجل؛ لفتح ذلك ابواب الشرك لدى الناس إذ يقعون في مشكلة تأليه هؤلاء الاولياء (عليهم السلام) وإتخاذهم أرباباً من دون الله جل جلاله.
والجواب المهدوي المتقدم أحباءنا يشتمل بصورة ضمنية على عدة وصايا للمؤمنين منها ان يهتموا بكل جهدهم بحفظ التوحيد الخالص في قلوبهم ويتعاملوا دائماً مع اولياء الله من خلال نسبتهم اليه عزوجل مباشرة.
والوصية الثانية هي ان يعرفوا بان اصل غيبة إمام العصر (ارواحنا فداه) لا تعني بان الله ليس غالباً على امره، بل إن صلاحهم يقتضي أن تجري مجموعة من الامور طبقا ً للاسباب الطبيعية.
وهذا الامر تحدثت عنه كثير من الاحاديث الشريفة المبينة لعلل هذه الغيبة وأسرارها. ومعرفة هذا الامر تؤدي الى ان يسعى المؤمنون الى ابعاد الشكوك واشبهات عن قلوبهم وجعلها تتوجه باستمرار الله عزوجل واثقة بحكمته ولطفه بالعباد في اصعب الاوضاع واشد الابتلاءات.

*******

الفقرة التالية من برنامج شمس خلف السحاب هي الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم بشأن القضية المهدوية من قبل خبراء البرنامج وضيفنا في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، والسؤال الذي يعرضه زميلنا عليع في هذا اللقاء يحظى بكثير من الاهمية:

سبل الفوز برضا إمام العصر (عليه السلام)

المحاور: السلام عليكم الاكارم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم في هذه الفقرة وبسماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الاخت ايمان من القطيف بعثت برسالة عبر البريد الالكتروني عدة اسئلة فرعية ولكن السؤال المحوري فيها هو ما الذي ينبغي ان تعمله لكي يرضى امام العصر عنها، وهو سؤال ايضاً يهم جميع المؤمنين؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلى على محمد وآل محمد، طبعاً بارك الله بالاخت الكريمة التي تهتم باحراز رضى امام زمانها وهذه الروحية روحية جيدة نشكرها عليها ونتمنى لها ولجميع الاخوة الكرام الذين يفكرون بمثل ذلك مزيداً من التوفيق، ماذا نعمل حتى يرضى امام زماننا الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ اذا اردنا ان نسر الامام وان نحرز رضى الامام سلام الله عليه، فعلينا ان نعمل بما يرضي الله تبارك وتعالى وان نتجنب ما يسخط الله عز وجل، هذه هي القاعدة الاساسية، لانه من المستحيل ان الامام عليه السلام يرضى عن انسان يجاهر بالمعصية ويعصي رب العالمين، رضى اهل البيت من رضى الله عز وجل، وهذا واضح في قول الامام الحسين (عليه السلام): رضى الله رضانا اهل البيت، فاهل البيت عليهم السلام لا يرضون بحال من الاحوال على انسان يجاهر بالمعصية او يتهاون بالطاعات، عليك ان تتقي الله وتلتزمي الورع، وهذا ما اكده الائمة سلام الله عليهم، عندنا رواية عن ابي عبد الله الامام الصادق سلام الله عليه يقول: من سره ان يكون من اصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر، اذن الورع ومحاسن الاخلاق، الورع يعني التقوى، الابتعاد عن المعاصي لان اهل البيت يكرهون الانسان العاصي، محاسن الاخلاق لان اهل البيت يكرهون الانسان سيء الاخلاق، كذلك في رواية عنه سلام الله عليه ان لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد عند غيبته ويتمسك بدينه، اذن اولاً تقوى الله عز وجل وثانياً التمسك بديننا، علينا ان نتمسك بديننا وان نؤدي فرائض ديننا واخلاق ديننا وتعاليم ديننا، من المسائل الاخرى المهمة التي تحرز رضى الامام سلام الله عليه ما ورد عن ابي عبد الله الصادق قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «طوبى لمن ادرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه ويتبرء من عدوه»، اذن مسألة التولي والتبري اذا تريدون ان الامام سلام الله عليه يرضى عنكم ايضاً فلا تتبرأون من اولياء الله، والذين هم على خط الحق ومنهج الحق ولا تتولوا اعداء الله فمن يتولى اعداء الله واصحاب الباطل واصحاب الضلال سواء كان هذا التولي قلبي او حتى سلوكي أي نوع من انواع التولي والتبري ينبغي ان الانسان يلتزم بالا يتبرأ من اولياء الله ولا يوالي اعداء الله عاطفياً او فكرياً او سلوكياً، هذه مجمل الامور التي يمكن لنا، طبعاً بعد معرفة الامام سلام الله عليه، اذن معرفة الامام تولي الامام اهل الحق والبراءة من اعدائهم والتمسك بالدين وتقوى الله عز وجل والحفاظ على محاسن الاخلاق.
المحاور: شكراً لكم سماحة السيد، وشكراً لكم احبائنا وتفضلوا لمتابعة ما تبقى من البرنامج.

*******

قد حان موعدكم مع حكاية من حكايات الفائزين بالالطاف والاغاثات المهدوية عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

نحن لا نترك اصحابنا

نقل مؤلف كتاب اروع القصص فيمن رأى المهدي في غيبته الكبرى سماحة الشيخ ماجد ناصر الزبيدي الحكاية التالية في آخر كتابه المذكور، وقد نقلها عن جده المرحوم حسين عبد الزبيدي.
جاء في الحكاية أن المرحوم الحاج حسين توجه في أواخر عقد السبعينات مع جماعة من اصدقائه الى ايران لزيارة مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) طلباً لشفاعته يوم القيامة.
وعندما وصلوا الى مدينة مشهد المقدسة إستأجروا منزلاً بالقرب من الحرم الرضوي، قال الحاج حسين: كنا مشتاقين اشد الاشتياق لزيارة مشهد الامام الرضا (عليه السلام) فوضعنا متاعنا وجميع ما نملك في غرفة المنزل خوفاً من ضياعها لان ايران كانت في تلك الفترة تشهد المظاهرات مع تفجر الثورة الاسلامية فيها.
وبعد ان قمنا بزيارة الامام (عليه السلام) اردنا الرجوع الى البيت الذي استأجرناه فلم نتمكن من ذلك، لاننا اضعنا الطريق، لم نكن نعرف ماذا نفعل وجميع ما نملك بقي في البيت، سرنا حتى ورمت اقدامنا من كثرة السير، فجلسنا قرب حائط وأخذت عيوننا تذرف الدموع وإذا بشاب جميل ذي هيبة سلم علينا وصافحنا يداً بيد وقال: لماذا هذا البكاء؟
أجبناه: لقد استأجرنا بيتاً ووضعنا كل ما نملك من نقود وأمتعة فيه وقد اضعنا عنوانه ولا نعرف ماذا نفعل الآن.
فقال الشاب: تعالوا معي فأنا أدلكم على البيت.
فسرنا معه الى ان وصلنا الى مكان فأشار بيده وقال: هذا هو البيت وإعلموا أننا لا نترك اصحابنا.
ففرحنا بمشاهدة البيت ولم نلتفت اليه وبعد قليل نظرنا للشاب فلم نجده فعلمنا انه مولانا (عليه السلام) فندمنا اشد الندامة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة