جاء ذلك في تصريح أدلى به جلالي مساء الأربعاء في اجتماع "إدانة إهانة الأديان المقدسة" الذي استضافته وكالة أنباء روسيا اليوم في موسكو وحضره النائب الأول لدائرة الشؤون الدينية للمسلمين الروس ورئيس معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية وسكرتير العلاقات بين الأديان في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وقال: إن تصرف الغرب في تدنيس القرآن الكريم يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وقيم التسامح المعتمدة في 16 نوفمبر 1995 في الجمعية العامة لليونسكو، الفقرة الثالثة، المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والفقرة 2 من المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وأشار سفير إيران في روسيا: إن انتهاك حرمة القرآن الكريم مدان من وجهة نظر المسلمين وأتباع الديانات السماوية الأخرى، ومن وجهة نظر حرية التعبير ومعايير حقوق الإنسان، ويعتبر جريمة كبرى من قبل الغرب.
*حرق المصحف الشريف في السويد والدنمارك بأنه عمل مخز ومدلل على ازدواجية معايير الغرب
ووصف جلالي حرق المصحف الشريف في السويد والدنمارك بأنه عمل مخز ومدلل على ازدواجية معايير الغرب وقال: "تدنيس الكتاب المقدس لدى المسلمين في بعض الدول الغربية بحجة حرية التعبير هو عمل ضد معايير حقوق الإنسان وخطوة تهدف إلى نشر الكراهية في العالم.
وأوضح: ان حرق القرآن الكريم وإلحاق الأذى بمشاعر مسلمي العالم مخالف لمبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
واضاف سفير إيران في روسيا: وفقًا للفقرة 2 من المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فإن أي تحريض على الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية يشجع على التمييز أو الصراع أو استخدام القوة محظور بموجب القانون.
*العديد من الدول الأعضاء في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التزمت الصمت
وقال جلالي: من المؤسف أن العديد من الدول الأعضاء في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التزمت الصمت في مواجهة مثل هذه الإهانة العلنية للمقدسات الإسلامية.
وتابع: إن سلوك حكومتي السويد والدنمارك يتعارض حتى مع المعايير المزعومة للاتحاد الأوروبي، لأنه وفقًا للقانون الدولي، فإن نشر الكراهية ضد الأديان السماوية غير مبرر بحجة حرية التعبير.
وصرح سفير إيران في موسكو: نحن آسفون أنه في العالم الحديث حيث يكثر الحديث عن حريات الإنسان وحقوق الإنسان، يتم تجاهل جريمة الاساءة للمقدسات والأديان السماوية بسهولة.
وأضاف: حقيقة أن الكتب العادية التي كتبها البشر لا تحرق في الغرب، بل يحرق كتاب كلام الله الذي يحترمه مسلمو العالم، مؤشر إلى النهج المناهض للدين في الغرب.
وقال سفير إيران في روسيا أيضاً: على عكس ما يتوقعه الغرب، أنه إلى جانب تقدم العلم، ستعتبر البشرية نفسها ليست بحاجة إلى القيم المعنوية والدين، فالدين في العالم المعاصر ينمو بشكل كبير وشعر الناس حاجة أعظم إلى الله والقيم المعنوية.
وفي إشارة إلى محاولات الحكام الشيوعيين في روسيا لإزالة المظاهر الدينية والقيم المعنوية من حياة أهل هذا البلد خلال سبعة عقود، قال: رغم هذه المحاولات، فقد ازداد عدد الكنائس والمعابد والمساجد في روسيا اليوم، والناس ذوو الثقافة والحضارة في هذا البلد من ديانات مختلفة يعيشون بشكل جيد مع نظرة عميقة تقوم على التسامح ؛ لذلك فشل الرأي القائل بأن الدين هو أفيون الشعوب.
ونوه إلى وجهة النظر القائمة على الليبرالية في الغرب، وقال: في هذا المنظار رأس المال أصيل وليس الدين، وفشل هذا الرأي بيّن وواضح، وستتضح هذه المسألة أكثر في المستقبل.
وفي إشارة إلى تأكيد كتاب القرآن الكريم وكلمات نبي الإسلام (ص) على احترام جميع الأديان السماوية، قال: لقد أكد القرآن الكريم على عقلانية البشر وتفكيرهم مرات عديدة.
*تدنيس القرآن الكريم هو أحد مؤشرات توجه الغرب نحو الفوضى الأخلاقية
ورداً على سؤال صحفي روسي، أشار سفير إيران في روسيا أيضاً إلى أن تدنيس القرآن الكريم هو أحد مؤشرات توجه الغرب نحو الفوضى الأخلاقية.
وفي إشارة إلى عمل الرئيس الروسي في تكريم القرآن الكريم الذي تبرع به له في مسجد بدربند بجنوب هذا البلد، قال: هذا دليل على تحرك روسيا في اتجاه الأخلاق.
ورداً على سؤال آخر حول مقترحات جمهورية إيران الإسلامية في الاجتماع الإلكتروني لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، قال جلالي: إن المقترحات التي قدمها وزير خارجية إيران تعمل بكامل طاقتها، بما في ذلك الاقتراحات الدولية. القواعد التي لا يتم احترامها في بعض الدول، يجب الانتباه لهذه الدول وان تعتبر إهانة الأديان السماوية، بما في ذلك القرآن الكريم، جريمة.
*إذا لم تمنع الدول الغربية تكرار هذه الحركات المهينة للمقدسات، ستواجه عقابًا عقابيًا من العالم الإسلامي
ورحب باقتراح تقليص العلاقات الاقتصادية مع السويد والدنمارك في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، قال: إذا تشكلت حركة جماعية من قبل الدول الإسلامية والدول التي أعربت عن اشمئزازها من هذا العمل المشين في السويد والدنمارك، يمكن أن يكون تدبيرا فعالا، وإذا لم تمنع الدول الغربية تكرار هذه الحركات المهينة للمقدسات، فإنها ستواجه عقابًا عقابيًا من العالم الإسلامي.
وعقد هذا الاجتماع بمبادرة من المستشارة الثقافية لسفارة جمهورية إيران الإسلامية في روسيا.