و"العاديات" هي السورة المائة في القرآن الكريم ولها 11 آية وتُصنّف ضمن الجزء الـ 30 من المصحف الشريف وقد اختلف المفسرون في أنها من السور المكية أو المدنية وقيل إنها سورة مدنية وقال البعض إنها مكيّة وترتيبها الـ14 بحسب ترتيب نزول السور القرآنية على رسول الله (ص).
وسُمّيت سورة العاديات بهذا الاسم نسبةً إلى ما افتتحت به السورة الكريمة "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا"، والعاديات اسم للخيول التي يركبها المجاهدون في سبيل الله.
وتبدأ سورة العاديات بالحديث عن الخيول التي تغزو وتعدو في الحروب والمعارك التي يخوضها المسلمون في سبيل الله تعالى، وعندما يُقسم الله تعالى بأحد مخلوقاته فإنَّ هذا يكون تعظيماً لذلك المخلوق، فمن مقاصد سورة العاديات أنَّها تبيِّنُ عظمة الخيل وتشيدُ بقوتها وشدَّةِ اقتحامها صفوف العدو وسرعةُ عَدْوها وما ذلك كلُّه إلا للمكانة العظيمة التي يحتلُّها الجهاد في سبيل الله تعالى، فأعظم مقاصد سورة العاديات هو الإشارة إلى أهميَّة الجهاد والإعداد له والتجهيزِ للفتوحات والغزوات، كما تُذكِّر آخر الآيات أيضاً بأهوال البعثِ والنشور بعد الموت في يوم القيامة الموعود، وتبيِّنُ كيف سيكشفُ الله تعالى مكنونات الصدور وما تخفيه.
وللسورة محاور عديدة تحدثت عنها، منها:
أولاً: القسم بالعاديات وهي نوع من الخيل السريعة وأيضاً تكريم المثابرين في سبيل الله
وثانياً: تصوير انتصار جيش الإسلام
وثالثا: بُخل البشر وكفرانه بالنعم
ورابعاً: إحياء الأموات يوم القيامة.
وتتحدث السورة المباركة عن كُفران الإنسان بالنعم الإلهية ويصفه بالكنود في قوله تعالى " إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ"(العاديات / 6).
وتقول السورة المباركة إن الإنسان يحب الدنيا ومالها ويتمسك بها بشدة كبيرة وذلك في قوله تعالى " إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ"(العاديات / 8).
ويقول المفسر القرآني الشهير "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي" إن الخير ليس المال فقط بل إن الخير أوسع من مال الدنيا لأن الإنسان يرغب في الخير فطرياً ويسير نحوه وهذا قد يكون السبب في نسيانه الحمد والشكر لله الذي أعطاه كل الخير.