السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين
من احباب رسول الله وهو من الصادقين السوابق او السابقون الاولون كما تقول الاية، هو ابو رافع مولى رسول الله، كنيته ابو رافع واسمه ابراهيم، اصبح من خيرة صحابة رسول الله ومن خيرة اصحاب الامام امير المؤمنين يعني بقي ملازماً لموقعه، مستيقماً على افكاره لذلك استمر بنفس الخط من النبي الى الامام علي بن ابي طالب سلام الله عليه.
ابو رافع اسمه ابراهيم، كان مسيحياً من الاقباط وكان من غلمان العباس عم النبي صلى الله عليه واله، العباس بن عبد المطلب والعباس هو الذي اهداه لرسول الله صلى الله عليه واله، كيف اهداه؟ هنا النكتة، النبي كان مهتماً كثيراً ان يسلم عمه العباس لذلك اسلم العباس ولما اسلم كان الذي نقل اسلام العباس الى النبي هذا هو ابو رافع، ابراهيم فالنبي استبشر لأن ناقل البشارة غالباً يكون محبوباً، النبي استبشر بأسلام عمه واستبشر بهمة هذا المولى للعباس وهو ابو رافع ابراهيم ففي ضوء هذا التطور والتحرك والنبي كان مسروراً بأسلام عمه فأهداه العباس الى رسول الله فالنبي على الفور اعتق ابراهيم وجعلها احساناً منه مقابل تلك البشارة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه واله واصبح انساناً حراً على كل حال.
بعد ذلك ونتيجة تقربه للنبي اصبح يعرف بصاحب رسول الله، والنبي مايعجبه من الصاحب ان يكون وفياً، ان يكون صادقاً، هذا ابو رافع ابراهيم القبطي الى درجة كان وفياً لرسول الله ففي يوم من الايام كان يبحث عن النبي رأى النبي قد نام في بستان، نائم او يتغشاه الوحي مثلاً، يقول ابو رافع ابراهيم رأيت النبي كأنه نائم نوماً ثقيلاً واذا بأفعى تقترب من جسده فتحيرت أأقظ النبي؟ لااحب ان أقظ النبي صلى الله عليه واله فرأيت الحل ان انام جنب النبي حتى اشكل له درعاً لأن لايلحق بالنبي سوءاً فيقول في هذه الاثناء وعى النبي من نومه وهو يلهج بهذه الاية "بسم الله الرحمن الرحيم انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ثم علق النبي على الاية قائلاً: الحمد لله الذي اكمل لعلي سنيته وهنيئاً لعلي بتفضيل الله اياه، ثم يقول ابو رافع التفت النبي الي وقال لي مالذي اضجعك الى جنبي؟ فأخبرته بالحالة وقلت يارسول الله هناك افعى وانا كنت قلقاً عليك فنمت لأحيل بينه وبينك فهنا النبي صلى الله عليه واله يستأنس من وفاء ابي رافع، من اخلاصه.
يقول ابو رافع اخذ بيدي رسول الله وقال يا ابا رافع كيف بك انت وقوم يقاتلون علياً وهو على الحق وهم على باطل؟ كل المصادر تقول يوم غدير خم اخر كلام النبي كان في الامام علي "وادر الحق معه حيثما دار" يعني ان علياً يمثل الحق، يجسده بوجوده فهنا يقول النبي لأبو رافع ابراهيم، كيف بك انت وقوم يقاتلون علياً وهو على الحق وهم على باطل ويكون في حق الله جهادهم فأن لم يستطع فبقلبه فليس وراء ذلك شيئاً؟ قلت يارسول الله ادعو لي ان ادركتهم ان يعينني الله ويقويني على مواجهتهم فقال النبي وهو يدعو "اللهم ان ادركهم فقوه عليهم".
النبي صلى الله عليه واله لما يعرف هذا وذاك، يعرف ابراهيم ابو رافع فيقول: ايها الناس من احب ان ينظر الى اميني على اهلي ونفسي فهذا ابو رافع. وفي يوم من الايام كان ابو رافع يترجم نفسه يعني يتحدث عن سيرته الذاتية يقول: بايعت البيعتين وصليت القبلتين وهاجرت الهجرات الثلاث فقالوا له كيف ثلاث؟ قال نعم اولاً من مكة الى الحبشة، ثانياً من الحبشة الى المدينة المنورة والهجرة الثالثة من المدينة الى الكوفة مع مولاي امير المؤمنين سلام الله عليه اذن انظر بقي ملازماً للخط الصحيح، لما انتقل الامام امير المؤمنين الى الكوفة عينه الامام اميناً على بيت المال وهذه مهمة خطرة جداً وهذا يدل على موقع هذا الرجل وحجمه العالي وكان الامام امير المؤمنين ينيط اليه توزيع الاموال فهو كان يروي الكثير من القصص بهذا الصدد مثلاً يقول ابو رافع ان الامام امير المؤمنين سلام الله عليه كان يوزع العطاء من بيت المال، مرة يوزع ثلاثين درهماً لكل نفر ومرة خمسين درهماً ومرة مئة درهم فيقول لما الامام يكلفني يكون العطاء على حسب الافراد وانا كنت اتعجب من هذا النظام، نظام المحاسبة عند الامام امير المؤمنين يعني اذا كانت حالة عابرة لم تتكرر مرة، اثنين ثلاثة اربعة خمسة ولن تختلف الى ان يقول ومن المرات امرني الامام قال لي وزع خمسين درهماً فتفاجأت انه بعد ان وزعت بقي خمسون درهماً، انظر هنا الشيطان يترصد المؤمنين! يقول تعجبت وقلت يمكن صدفة ولكن تخذت تزاحمني الوسوسة واذا بعد يوم جاءني رجل وشكى لي انه لم يستلم عطاءه فقلت لعنة الله على الشيطان الرجيم، كيف وسوس لي واذا تلك الخمسين التي زادت هي لهذا الرجل.
ابو رافع هو قلت ان حياته بأتجاه واحد ولم تلعب به الامواج، بقي مناصراً لأمير المؤمنين وبعدما بويع الامام امير المؤمنين واسس دولته تمرد معاوية مع انه على وفق النظام السابق هو الخليفة الرابع، أليس البغي على الخليفة الرابع؟ ولكن على اي حال معاوية تمرد ولم يكتفي بالتمرد وانما صار يفتعل الازمات ويحرك من يحرك هذا من جانب ومن جانب اخر طلحة والزبير، طلحة والزبير تحركوا بخط اخر، ابو رافع رحمه الله يقول رأيت الموقف فتذكرت النبي صلى الله عليه واله وهو يقول "كيف بك انت وقوم يقاتلون علياً" الكلمة تجلت امامي بالكامل فقلت ياسبحان الله كلام النبي لم يأتي على اعتباط ووقف ابو رافع مدافعاً عن الامام امير المؤمنين وبقي حتى اللحظة الاخيرة الى ان توفي رضوان الله عليه عن عمر ناهز 84 عاماً ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.
اسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******