السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين من الصادقين المخلصين ومن رجالات الطائفة الامامية ومفاخرها الزعيم المخلد والعالم الكبير والمربي ايضاً، المربي الكبير الشيخ عبد الكريم الجزائري، عندنا حوالي خمسة او ستة من مشاهير علماء الامامية من هذه الاسرة، الشيخ جواد الجزائري، الشيخ عبد الامير الجزائري، الشيخ احمد وهكذا. الشيخ عبد الكريم الجزائري قدس الله روحه الطاهرة هو من مواليد النجف الاشرف سنة 1289 هجرية وآل الجزائري هم من بني اسد واقدم عالم من علماء الامامية من هذه الاسرة المرحوم الشيخ احمد الجزائري صاحب كتاب آيات الاحكام، آيات الاحكام من الكتب القديمة المهمة. ولده الاكبر الشيخ عبد الكريم الجزائري رضوان الله تعالى عليه فهو تلميذ او من ابرز تلاميذ الاخوند الخراساني يعني بودي ان يصغوا الى حديثي خصوصاً المبتدئون في الحوزة العلمية في النجف الاشرف او في غير مكان، ان من تلاميذ الاخوند والاميذ الاخوند يعرف المستمع ماذا اعني، ليس ناس مثلي وامثالي، صاحب الكفاية الاخوند الخراساني. في عهد المرحوم الاخوند الخراساني كان هناك استاذ من مستوى الاخوند الخراساني وهو الشيخ محمد طه آل نجف وهناك استاذ يضاهيهما او مثلهما وهو الشيخ محمد حسين الكاظمي الجمالي وامثال هؤلاء فالمرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري اعلا الله مقامه اضافة الى انه من التلاميذ المبرزين للملا كاظم الاخوند الخراساني كان تلميذاً للشيخ محمد طه آل نجف، بعد ذلك اعتمد المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني، اعتمده مستشاراً سياسياً لأن السيد ابو الحسن رضوان الله تعالى عليه في عهد مرجعيته اخذوا يأتون الملك غازي، فيصل الاول، فيصل الثاني، هؤلاء كانوا يأتون لزيارة السيد ابو الحسن الاصفهاني والسيد ابو الحسن كان له كم مستشار في هذه الامور بالذات، من هؤلاء الشيخ عبد الكريم الجزائري اعلا الله مقامه واصبح الشيخ عبد الكريم له موقعاً كبيراً بحيث ينهض بأعباء الزعامة الدينية ثلاثين سنة وكان ملك العراق آنذاك فيصل الاول يكن له الاحترام، كان السيد ابو الحسن كما ذكرت قبل قليل اذا كانت عنده اقتراحات او مطالب يبعثها بيد الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ عبد الكريم الجزائري لما يأتي ابواب القصر الملكي مفتوحة له مباشرة ويصغي له ملك العراق بكل دقة وكان يكن له الاحترام كل الاحترام. طيب صارت الحرب العالمية الاولى وحدث ما حدث وكان لهذا العالم تاريخ جهادي حافل، قاد مجموعة جهادية لمحاربة الغزاة الانجليز على حدود العراق في جبهة الهور، يسمونه هور الحويزة، هذا مشترك بين العراق وايران، ذهب بنفسه الشيخ عبد الكريم الجزائري ومعه مجموعة طردوا المحتلين الانجليز لذلك انا اخاطب اهل العراق اقول لهم ان الانجليز لعناء، الانجليز ذاقوا ضربات من علماء الامامية لاينسوها الى مليون سنة، نعم لكن ملاعين يحركون الامريكان وغير الامريكان فالمرحوم عبد الكريم الجزائري وجه لهم ضربة وكان ملف العراق هكذا نقول، ملف العراق السياسي في الواقع ان كان له تدوين بحق وان كان له تدوين بأنصاف يسجل بشكل وضاح خدمة علماء الامامية للعراق وكيف اخلصوا لله واخلصوا بالنية والعمل الصالح لخدمة الوطن ولخدمة العراق وفي مقدمة هؤلاء المرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري اعلا الله مقامه. طيب خدماته الاجتماعية، قرأنا عن هذا العالم الجليل يقول كان وضع نفسه وقفاً يعني مجاناً، اوقف نفسه لقضاء حوائج الناس، مستعداً لحل مشاكلهم ويقولون عنه وهنيئاً له ياليت الله يكثر امثاله، يقولون كان وضع قلماً واوراق في الشارع، في التعزية، في الفاتحة، في الحضرة، في السيارة اينما يأتي احد يقول مولانا اكتب لي، اخرج القلم والورق وكتب، في يوم احد تلاميذه قال له مولاي اياً كان تكتب له، هؤلاء الذين تكتب لهم تعرفهم؟ قال لا! قال انا وظيفتي الاخلاقية ان الذي يأتيني اكتب له وسبحان الله اقرانه ينقلون الى شيبتنا يقولون ما كتب لأحد الا ورسالته اثرت يعرفه او لايعرفه، هذه ترتبط بالنوايا الطيبة فكان رحمه الله يكتب للمصرف الان يسموه المحافظ، الوزير، الرئيس بلا كلل يعرف او لايعرف واحياناً سبحان الله اعداءه او بعض من اساء اليه كانوا يأتون اليه يخرج القلم والكاغذ ويكتب، يقولون عن هذا العالم الجليل الشيخ عبد الكريم الجزائري انه بلغ الثمانين من عمره كان يحيي الصغير والكبير بروح ارق من النسيم العاطر يعني كان اريحي الطبع. طيب حصلت فتن، لما نأتي الى جهاد هذا العالم الشيخ عبد الكريم الجزائري بوجه الانحرافات والفتن وقف موقفاً شجاعاً وجريئاً في دعم السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ علي القمي والسيد محسن الامين هؤلاء هم العلماء الثلاثة الذين رفعوا راية تنزيه الشعائر الحسينية مما انتابها من المداخلات يعني سببت تشويه سمعة لمذهب الامامية، تحمل الشيخ الجزائري كما السيد ابو الحسن الاصفهاني كما الشيخ علي القمي وكما السيد محسن الامين، تحملوا الاذايا والتهم. طيب ف عالم الاسفار سافر عدة سفرات الشيخ عبد الكريم الجزائري وكانت سفراته اعطت من الثمار النافعة للشعوب مثلاً احدى سفراته الى خوزستان، ذهب في ذلك اليوم كان شيخ المحمرة خزعل بن مردال الكعبي فضيفه واراد ان ينحر الاغنام وكان هو من تكريمه خزعل بن مردال يذبح الاغنام فقال له اذا ذبحت غنماً واحدة الان سوف ارجع، لماذا هذا الاتلاف للنعمة. اما نأتي الى القلم، له كتابات وتعاليق، تعليقة له على المكاسب، له آثار كثيرة، شرح للعروة الوثقى، لكن بودي ما تبقى من هذه الدقائق انصرف الى الميدان الجهادي في مستوى الشعر مثلاً له ديوان لااعرف اين صار، انا سمعت به ورأيته مخطوطاً في مكان، ديوانه وفيه الكثير من الشعر الجميل فأتخطر وبودي ان يسمعوني بدقة الاخوة المؤمنين في كل مكان، كأنه ام عبد الواحد آل سكر ابو المرحوم راهي، راهي الذي عدمه صدام يزيد ولربما عدمه لأنه ابن عبد الواحد آل سكر، عبد الواحد آل سكر تبرعت امه المرحومة الحاجة زهرة تبرعت بصنع باب ذهبي لرواق امير المؤمنين من الجانب الخلفي وليس البابين اللتين امام ايوان الذهب وتعرف بباب المراد بلغت ذلك اليوم نفقات صنع هذه الباب الف ومئتين ليرة من الذهب، هذه كانت سنة 1343 هجرية فلما صنعوا الباب نظم المرحوم يعني عدة علماء نظموا قصائد من جملتهم المرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري، نظم ابيات طويلة وجميلة لم يسمح الوقت بقراءتها كلها ولكن منها، يعني تقرأ نفسه البديع وكتبت هذه الابيات فوق الباب على الكاشي وفيها تاريخ صنع الباب، ماذا يقول الشيخ عبد الكريم الجزائري؟
قف بباب المراد باب علي
"(اللهم ارزقنا زيارة امير المؤمنين)"
قف بباب المراد باب علي
تلقى للاجر فيه فتحاً مبيناً
هو باب الله الذي من اتاه
خائفاً من خطاه عاد اميناً
واخلع النعل عنده بأحترام
فهو بالفضل دونه طور سينا
واطلب الاذن وانحو نحو ضريح
فيه اضحى سر الاله دفيناً
ياسفين النجاة لم ار الا
املي فيك للنجاة سفينا
لك جئنا يا امام الهدى ببابك
لذنا من ذنوب ابكين منا العيونا
على كل حال شعر جميل وقصيدة طويلة التحق الشيخ عبد الكريم الجزائري بالرفيق الاعلى عام 1382 هجرية ودفن في مقبرتهم المعروفة في النجف الاشرف. تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******