البث المباشر

جمال الدين احمد بن فهد الحلي المكنى بأبي العباس

الإثنين 4 مارس 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 640

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين ومن اعيان الصادقين الاوفياء لآل الرسول هو المرحوم العالم العامل جمال الدين احمد بن فهد الحلي المكنى بأبي العباس، قبره في كربلاء المقدسة، لماذا قبره هناك؟ يرد الكلام المشهور في كربلاء بأبن فهد يعني لما نتجه صوب حرم "اللهم اقسم لنا ووفقنا وارزقنا زيارة الحسين" لما نتجه امام حرم الحسين من صوب باب القبلة الشارع العام عن اليمين هناك قبر وقبة صغيرة، من هذا؟ ابن فهد، جمال الدين احمد بن فهد الحلي. هذا العالم المقدس من علماء القرن الثامن الهجري، هو مولود في الحلة عام 775 هجرية، ذلك اليوم كانت الحلة تسمى بالسيفية لأن بناها سيف الدولة، هذه المنطقة كانت غنية بالمراجع والحوزة العلمية كان موطنها هناك مئات السنين. هذا العالم شب هناك ولكن كان مولعاً بالسفر يتنقل في البلاد البعيدة والقريبة، ماهو عمله؟ تاجر؟ لا، سياسي؟ لا، صحفي؟ لا، ناشراً فضائل اهل البيت وشريعة اهل البيت واحكام وافكار ائمة اهل البيت فبطبيعة الحال عالم يجوب البلدان ومهمته الاساسية هذه الله العالم كم تعرض الى الاذايا والمضايقات، الى التهديد وحتى الى مؤامرات الاغتيال، طبعاً بين قوسين انا انبه ان هناك عالم اخر من علماء الامامية يشترك معه بالاسم تماماً، اسمه جمال الدين احمد لكن ذلك من الاحساء ولايعرف بأبن فهد ولكن جمال الدين بن احمد الحلي، ذلك جاء من الاحساء الى الحلة فبعض الاكتاب اختلط عليهم الامر وخلطوا بينه وبين هذا العالم المقدس، لا هذا من الحلة، اساساً من الحلة، جمال الدين احمد بن فهد الحلي المكنى بأبي العباس. طيب هذا العالم سكن كربلاء يعني هو آثر مجاورة الحسين عليه السلام خصوصاً الخمسة عشر سنة الاخيرة من حياته فهو سكن كربلاء وفي ذلك اليوم مدينة كربلاء في القرن الثامن لم يكن هناك فندق او مطعم او منزلخانة وغالباً يأتي الزوار متعبين، جاء الزائر اما مشياً واما على دابة فكان الزيارة ذلك اليوم عمل جهادي ومتاع فهذا الرجل طوال الخمسة عشر سنة التي سكنها في كربلاء وضع باب بيته مفتوحاً والذي كان عنده كان يوفر به طعام للزائرين، يقدم وجبات الطعام لزوار الحسين وبيته مأوى. انا الان اتكلم وقلبي يتقطع حسرة وغبطة لهذا الرجل اقول ياليت اوفق ليوم واحد اكون فيه انا مثل هذا العالم اقدم الطعام لزوار الحسين واقدم المأوى لزوار الحسين فياله من متاع وياله من زاد. في النهاية صار هذا البيت، سبحان الله هنالك مال موفق، مثلما هنالك عمر موفق، مثلما هنالك ذرية موفقة، هنالك مال موفق، لماذا بالتالي دفن في كربلاء؟ العلماء غالباً يذهبون بهم الى النجف الاشرف، لكن حول بيته الى منزل للزوار، وقفاً للزوار وكتب في وصيته ان يدفن في منزله هذا بجوار الحسين وبعد ذلك سبحان الله عشنا في كربلاء، كنا نتردد، كنت اقرأ في كربلاء صار بيته هذا مدرسة لطلبة العلوم الدينية كانت تعرف بمدرسة ابن فهد الحلي لكن جاءت الموآمرة بهذا اللبوس بتوسيع الشارع او اعادة تخطيط البلد كما هو الحال في المدينة المنورة، ضيعوا آثار اهل البيت، كل ما يتعلق بآل الرسول، بالهاشميين، بالعلويين بأسم توسعة المسجد النبوي فهذا جاء صدام طاغية العراق هدم هذه المدرسة كلها وكان بأمكانه ان يعرض الشارع من جهة اخرى لكن لا حاقد على كل ماهو يرتبط بأهل البيت فلم يبق من المدرسة الا امتار التي هي قبره فقط يعني بالحاشية فيذكر المرحوم الشيخ محمد حرز الدين في كتابه مراقد المعارف يقول زرت هذه الدار عام 1329 هجرية، يقول الشيخ محمد حرز الدين رحمه الله في كتابه مراقد المعارف زرت هذا البيت فوجدته مكتظاً بطلبة العلوم الدينية وكان هذا البيت مزاراً ومضيفاً ومدرسة وماوى وآل الى الانهدام. بعد ذلك رحم الله المرحوم الراحل السيد محسن الحكيم وانا في عهدي شاهدته اوائل الستينات 61-62 السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه بناه بناءاً جديداً وبشكل مدرسة دينية وكنت اتردد وكان لي بعض الزملاء هناك في هذه المدرسة وغالباً اقرأ الفاتحة لهذا العالم الجليل. طيب هذا العالم، لأنقل لقطات بشكل يسير بما تبقى من الوقت، هذا العالم كان في بيته غالباً في الليالي يغص بالزوار، يأتي الزوار وبعد ما ان يقدم لهم الطعام يضع كرسياً ويقرأ، ماذا يقرأ؟ يتكلم عن فضائل اهل البيت، لعل هذه وامثالها نواة ان تأتي المواكب ومعها خطيب او رادود فكان ليلياً يضع كرسياً ويجلس هذا العالم الجليل ويتكلم عن اهل البيت، يدافع عن مظلومية اهل البيت فصاروا يوجهون اليه ضربات، خلقوا بعض الشكوك والله العالم ان صرفوا اموال ان هذا صوفي! المرحوم الشيخ محمد حرز الدين يقول كل هذه كانت تهم لتطويقه ومضايقته وكلها بهتان وافتراء. طيب هذا الرجل ايضاً على صعيد التأليف، هذا العالم المعظم وان كانت مؤلفاته ستة اوسبعة مثل كتاب عدة الداعي لأبن فهد، نجاح الساعي، مثلاً من كتبه المأثورة كفاية المحتاج في مسائل الحجاج، وله كتاب جميل في الاخلاق اسمه المهذب البارع وهناك كتب اخرى ومصنفات لعلها ان ما غابت المهم هذا العدد فقط يذكر وايضاً صاحب نفحات الهداية يروي بأنه رحم الله هذا الشيخ ابن فهد استبصر على يده العديد ممن كانوا على غير مذهب اهل البيت سلام الله عليه. هذا العلم الجليل بهذا جهاده، بهذه جهوده، بهذه تبرعاته كان يعيش بأبسط طعام وابسط لباس ولكن احد زملاءه يقول رأيته في المنام عليه ارقى الملابس وفي روضة غناء، فقلت له من اين لك هذا؟ فقال هذا من بركات ما قدمته من خدمة لزوار الحسين سلام الله عليه فقلت انا احس بهذا المعنى وانا اتي الى قبرك واقرأ الفاتحة فقال له نعم يصلني هذا منك، يعني انظر لما نقف ونقرأ الفاتحة الى ولي الى رحم، قال له هذا يصلني منك. المهم هذا العالم الجليل قلت وجدوا في وصيته هو، هو من بني اسد طبعاً انا لم اذكر، توفي في كربلاء عام 841 هجرية ودفن بموجب وصيته في منزله هذا الذي قلت انه اوقفه الى زوار الحسين وجعله مدرسة لطلاب العلوم الدينية. اسأل الله ان يجعلنا ممن يقتدي بهؤلاء وتغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة