موضوع البرنامج:
معرفة علامات الظهور
حوار مع السيد محمد الشوكي حول معايير معرفة المهدي الحقيقي
قال لا آلام في ظهرك فزالت
إن يوال الدهر أعداء لكم
فلهم فيه كمين قد كمن
فاصبروا يهلكهم الله لكم
مثل ما اهلك اذواء اليمن
قرب النصر فلا تسبطئوا
قرب النصر يقيناً غير ظن
ومن التقصير صوني مهجتي
فعل من أضحى الى الدنيا ركن
لا دمي يُسفك في نصرتكم
لا ولا عرضي فيكم يُمتهن
غير إني باذل نفسي وإن
حقن الله دمي فيمن حقن
لين أني غرض من دونكم
ذاك او درع يقيكم ومجن
أتلقى بجبيني من رمى
وبنحري وبصدري من طعن
إن مبتاع الرضا من
يكم بالنفس لا يخشى الغبن
*******
بسم الله وله الحمد ناصر من نصره ومغيث من استغاثه والصلاة والسلام على كهفه الحصين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، طيب الله اوقاتكم بكل خير، ها نحن نلتقيكم على بركة الله في برنامج شمس خلف السحاب، إفتتحنا هذه الحلقة بأبيات في البشارة بدولة آل محمد (صلى الله عليه وآله) المرتقبة على يد قائمهم خاتم الاوصياء المهدي الموعود (عجل الله فرجه)، والابيات هي من قصيدة طويلة للشاعر المعروف ابن الرومي.
وإضافة الها لدينا فقرات أخرى هي:
- وصية مهدوية بمعرفة علامات الظهور
- وحكاية موثقة عنوانها: قال لا آلام في ظهرك فزالت
- ويتخلل ذلك لقاء هاتفي مع سماحة الشيخ محمد الشوكي وإجابة عن معايير معرفة المهدي الحقيقي
*******
نبدأ احباءنا بالفقرة التي نسعى من خلالها التعرف على وصايا إمام زمامنا (عليه السلام) وعنوانها في هذه الحلقة هو:
معرفة علامات الظهور
قال مولانا الحجة بن الحسن المهدي (أرواحنا فداه) لابراهيم بن مهريار أثناء لقائه به: «يا ابا اسحق، ليكن مجلسي هذا مكتوماً الا عن اهل الصدق والاخوة الصادقة في الدين.
اذا بدت لك إمارات الظهور والتمكين فلا تبطئ بأخوانك عنا وبأهل المسارعة الى منار اليقين وضياء مصابيح الدين تلق رشداً ان شاء الله».
ورد الكلام المتقدم الافاضل ضمن رواية رواها الشيخ الصدوق في كتاب اكمال الدين ونقلتعا عنه عدة من المصادر الروائية المعتبرة.
والمقطع المتقدم من حديق بقية الله المهدي (عليه السلام) يشتمل على عدة وصايا مباشرة وضمنية.
الاولى يتضمنها قوله (عليه السلام): (ليكن مجلسي هذا عندك مكتوماً) وهذه الوصية هي من مصاديق الوصية المعبر عنها في احاديث اخرى بحفظ اسرار آل محمد (صلى الله عليه وآله) وكتمان ما يؤدي كشفه الى الاضرار بعمل الامام المهدي (عجل الله فرجه) وفتح ابواب الحاق الخطر به (ارواحا فداه) وبالمؤمنين.
نعم يستثني الامام (عليه السلام) من هذا الامر بالكتمان من وصفهم بوصف (اهل الصدق والاخوة الصادقة في الدين).
ونلاحظ في الوصف تأكيد المشهود على لزوم توفر الصدق في الذين يُطلعون علة مثل تلك الامور، ولا يخفى عليكم ان صفة الصدق من الصفات التي لا يمكن الاطمئنان الى توفر في شخص الا بعد طول المعاشرة والاختبار.
من هنا يتضح ان هذه الوصية تشتمل على وصية ثانية هي الحذر من الانخداع بظواهر الاشخاص وعدم الاستعجال في منحهم الثقة وإئتمانهم الاسرار.
اما الوصية الثالثة فهي الواردة في قول امام العصر (سلام الله عليه): (اذا بدت لك إمارات الظهور والتمكين فلا تبطئ بأخوانك عنا...).
المقصود بأمارات الظهور والتمكين هي علامات ظهوره (عجل الله فرجه) والوصية هي بأن يسارع المؤمنون مصطحبين من يثقون به للاتحاق بسرعة به (عليه السلام) عند ظهور هذه العلامات بهدف نصرته (أرواحنا فداه)، فلا ينشغلوا عنه بأي أمر.
وهذه الوصية تعتبر من تكاليف المؤمنين التي حددتها الاحايث الشريفة عند ظهور العلامات الحتمية التي تقع في عام ظهوره كخروج السفياني والخراساني واليماني في رجب والنداء السماوي في شهر رمضان والخسف بجيش السفياني في البيداء.
وتتضمن هذه الوصية الافاضل وصية رابعة وهي ان يتعرف المؤمنون بدقة على علامات الظهور خاصة الحتمية كمقدمة لمعرفتها وبدقة ايضاًُ عند وقوعها وتمييز المصاديق غير الصحيحة لها، فلا ينخدعوا بقول هذا او ذاك بشأن المصاديق غير الصحيحة لهذه العلامات.
وبالعمل بهذه الوصية يتمكن المؤمنون من القيام بواجب المسارعة للالتحاق بأمامهم المهدي عند ظهوره (عجل الله فرجه) وبالسرعة المطلوبة التي يأمر بها (عليه السلام) هنا.
كما ان العبارة المتقدمة على وصية خامسة وهي ان يهتم المؤمنون بأطلاع من يثقون به من الموالين الجادين في نصرة إمام زمانهم (أرواحنا فداه)؛ إطلاعهم على عدم صحة التطبيقات غير الدقيقة لعلامات الظهور المهدوي وكذلك اطلاعهم على المصاديق الصحيحة الدقيقة لهذه العلامات عند وقوعها.
*******
وقد حان موعدكم مع لقاءنا الهاتفي بضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وإجابته عن اسئلتكم:
معايير معرفة المهدي الحقيقي
المحاور: السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على طيب المتابعة لبرنامج شمس خلف السحاب ولهذه الفقرة التي نستضيف فيها سماحة السيد محمد الشوكي عبر الهاتف، سماحة السيد مجموعة من الاسئلة تصل البرنامج باستمرار حول المحددات التي على ضوئها نتبين صدق او زيف اصحاب الشعارات المهدوية بينتم في حلقتين سابقتين وانتم تجيبين عن هذه الاسئلة عن مجموعة من هذه المحددات "خمس محددات اساسية" وبقي محددان اساسيان مستفادان من الروايات الشريفة اوكلتموها لهذه الحلقة تفضلوا ببيانهما؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، الحقيقة هذان المحددان الاخيران هما من اهم المحددات والمشخصات وعليهما المعول، المحدد السادس تقريباً يسير في سلسلة ما ذكرنا هو التحديد بعلامات الظهور وهذا المحدد اشار اليه اهل البيت (عليهم السلام)، فقد ورد في الرواية الشريفة عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: اعرف العلامة فاذا عرفته لم يظرك تقدم هذا الامر ام تأخر، وترى مثلاً الامام الرضا (عليه السلام) بعد ان ادعى احدهم انه القائم فقال (عليه السلام): قبل هذا الامر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح، فكيف يقول هذا، يعني كيف يدعي هذا الرجل انه هو المهدي ولم تتحقق هذه العلامات والتي من اهمها السفياني واليماني وما ذكره (سلام الله عليه)، وهذا محدد مهم جداً، او مثلاً سأل بعضهم الامام الباقر (عليه السلام) عن الامام القائم، فعبد الملك بن اعين يقول: انا كنت جالساً، فقلت: ارجو ان يكون عاجلاً يعني قيام القائم (سلام الله عليه)، ولا يكون هناك سفياني فقال: لا والله انه لمن المحتوم الذي لابد منه، يعني لابد ان يسبق ظهور الامام عليه السلام ظهور السفياني وان ذلك من المحتوم، فاذن العلامات مهمة جداً ولدينا مجموعة من الروايات يضيق الوقت باستعراضها وبيانها، ولكن كل من يدعي المهدوية قبل ولم تتحقق العلامات المهمة، طبعاً هناك مجموعة من العلامات لابد من دراستها وبيانها لكن قبل ان تتحقق العلامات المهمة فهو مدع وهذه امارة على كذبه، مثلاً يأتي الان احد يدعي انه المهدي اقول: لماذا لم ينادى باسمك في شهر رمضان ابسط شيء، لان المهدي ورد ان من علاماته انه ينادى باسمه في شهر رمضان المبارك، او اقول له أين السفياني لماذا لم يظهر قبلك، أين الخسف أين بقية العلامات الاخرى، فاذن العلامات ايضاً من المحددات المهمة للمصداق الحقيقي للامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهذا بحث طويل يحتاج الى حلقة من الحلقات، المحدد السابع، المحدد الاعجازي وهو من اهم هذه المحددات لان الامام (سلام الله عليه) ليس شخصاً عادياً وانما هو الولي الاعظم الذي يتمتع بقدرات وبصفات لا يتوفر عليها غيره وان الله تعالى يجري على يديه خوارق العادات ولهذا ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) ما من معجزة من معجزات الانبياء والاوصياء الا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها على يد قائمنا لاتمام الحجة على الاعداء، فاي مدعي يدعي هذا المنصب علينا ان نطالبه بان يبين لنا قضية اعجازية معجزة وكرامة او ان يجيبنا على بعض المسائل المعقدة، ولهذا ورد عن الامام الصادق (سلام الله عليه) قال لصاحب هذا الامر غيبتان احدهما يرجع منها الى اهله والاخرى يقال هلك، أي واد سلك، قلت "الراوي" قلت كيف نصنع اذا كان كذلك في الغيبة الكبرى قال اذا ادعاها مدع فسألوه عن اشياء يجيب فيها مثله، وفي رواية النعماني في الغيبة قال تسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله، وهذه علامة يعرف بها الامام بصورة عامة يعني ليس فقط الامام المهدي (عليه السلام) وانما هي من محددات الامام بصورة عامة كما ورد في الرواية عن الامام الباقر (سلام الله عليه) لما سئل كيف يعرف الامام من اهل البيت قال بالهدي والاقرار باقرار آل محمد له بالفضل ولا يسئل عن شيء بين صدفيها الا اجاب، فاذن نمتحن هذا الذي يظهر ويدعي انه المهدي نمتحنه بالمسائل العلمية المعقدة بالعظائم من الامور بان يبرز لنا كرامة او معجزة فان اتى بها فهو والا فلا، فهذا محدد مهم، اذن هذه مجموعة من المحددات وقلنا انها ليست واحدة بالاهمية هذا واحد، اثنين انها لا تؤخذ مجتزأة وانما تؤخذ في اطار عام وتطبق كل هذه المحددات عليه فان انطبقت كلها عليه فبها والا فان المدعي لها باطلاً وكذباً وزوراً.
المحاور : سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
أعزاءنا اما حكاية هذه الحلقة من البرنامج فنقدمها لكم الآن وقد اخترنا لها العنوان التالي:
قال: لا آلام في ظهرك فزالت
الحكاية التالية منقولة عن الصفحة السادسة من السجل المحفوظ في مسجد صاحب الزمان (عليه السلام) في قرية جمكران في ضواحي قم؛ وهو السجل الذي تدون فيه الحوادث الموثقة التي تحصل لزوار هذا المسجد.
يُرجه تاريخ الحكاية الى سنة ۱۳۹۰ للهجرة المحمدية المباركة، وقد حصلت للاستاذ حسين آغا المهندس الذي كان يعمل ذلك مهندساً في منظمة التخطيط الايرانية.
وكان الداعي الى الخير فيها الحاج التقي خلج القزويني وهو من الاخيار الملتزمين بزيارة مسجد جمكران والتعبد لله عزوجل فيه.
ملخص الحكاية هو ان الحاج خلج التقى ذات يوم الاستاذ حسين المهندس فرأى ملامح مرض عضال بادية عليه، سأل عما الم به فأخبروه بأنه يعاني منذ مدة مديدة من آلام شديدة في ظهره، فقد تعرض لحادث الحق أضراراً بالغة بالحبل الشوكي، وقد سعى طويلاً في علاج مرضه داخل ايران.
وخارجها ولكن دون جدوى.
رق قلب الحاج القزويني لحل حسين المهندس وإزداد تأثره لما رأى فيه حسن السجية وسلامة الضمير، فدعاه الى مرافقته الى زيارة مسجد صاحب الزمان في جمكران عسى ان يمن الله عليه بالشفاء ببركة التوسل الى الله ببقيته في ارضه الحجة المهدي (سلام الله عليه).
رفض حسين المهندس في البداية إذ ان اليأس من الشفاء كان قد سيطر على قلبه ولكنه رضي بعد ان اصر عليه الحاج خلج فأستمرا في الذهاب الى المسجد والتعبد لله فيه اربعين يوماً وفي اليوم الاربعين، ذكر الحاج خلج صاحبه بأن هذا اليوم هو ختام هذه الدورة، فذهب حسين المهندس الى المسجد للصلاة فيما ذهب الحاج خلج الى حجرة ملاصقة للمسجد يستريح فيها قليلاً فغلبه النوم ثم استيقظ على صوت هرة، فخرج سريعاً ليرى الاستاذ حسين وقد حمل صخرة كبيرة ثم رماها وهو لا يسعر بأي ألم في ظهره!!
علم الحاج ان الله قد استجاب دعاء وتوسل صاحبه، فسأله عما جرى فقال: عندما أتممت التسليم من صلاة صاحب الزمان (عليه السلام) المسنون اقامتها في هذا المسجد انتبهت فجأة الى سيد وقور ذي طلعة بهية وهو جالس الى جانبي، وعندما سلمت التفت الي وقال: ماذا تفعل هنا يا سيد حسين؟
قلت: جئت لطلب الشفاء من آلام ظهري، فمسح بيده الى ظهري وقال: لا آلام في ظهرك.
ثم قال لي: أد الصلوات على محمد وآله، وهي صلوات المائة مرة التي تُختم بها صلاة صاحب الزمان عليه السلام وتؤدى من سجود.
فسجدت وبدأت أقرأ ذكر الصلوات على محمد وآله وفي أثنائها انتبهت الى مخاطبة السيد لي بأسمي ثم مسحه على ظهري ثم زوال آلامي فوراً فأيقنت أني فزت بلقاء مولاي الامام روحي فداه فرفعت رأسي فوراً لكنني لم أجد أحداً الى جانبي!!
*******