البث المباشر

مقامات وأماكن منسوبة للإمام المهدي المنتظر (عج)

الجمعة 16 يونيو 2023 - 13:55 بتوقيت طهران
مقامات وأماكن منسوبة للإمام المهدي المنتظر (عج)

هناك مقامات وأماكن اشتهرت بإسم الإمام المنتظر الحجة المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف، مثل مسجد السهلة، والمسجد الكبير في الكوفة، والسرداب المقدس، ومسجد جمكران، وغيرها من الأماكن.

 

*المسجد الحرام
وبحسب الروايات، فإن المكان الأول الذي يظهر فيه الإمام هو المسجد الحرام بجوار الكعبة.

وروى أبو بصير عن الإمام باقر: أ«َنَّ اَلْقَائِمَ يَهْبِطُ مِنْ ثَنِيَّةِ ذِي طُوًى فِي عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاَثِمِائَةٍ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً حَتَّى يُسْنِدَ ظَهْرَهُ إِلَى اَلْحَجَرِ اَلْأَسْوَدِ وَ يَهُزُّ اَلرَّايَةَ اَلْغَالِبَةَ ويرفع راية النصر»[1]

وفي رواية أخرى يقول الإمام الصادق : (إذا ظهر المهدي ذهب إلى المسجد الحرام). يقف في مواجهة الكعبة وخلف إبراهيم ويصلي ركعتين. ثم يصيح : أيها الناس! «أنا من ذرية آدم، ذرية إبراهيم، ذرية إسماعيل، ذرية محمد». [2]

*مسجد السهلة
مسجد سهله، حول الكوفة، على بعد كيلومترين شمال غرب مسجد الكوفة الكبير، هو أقدم مكان يُنسب إلى بقية الله«عج» في الأحاديث الفعالة لأئمة النور، تم إدخال المسجد السهله كمقر إقامة شخصي للامام المهدي  في عصر الوحي.

قبل أكثر من قرن من ولادة الامام الحجة، قال الإمام صادق مخاطبا لصاحبه المخلص أبو بصير: أما إنّه منزل صاحبنا إذا قام بأهله؛ [3] . عرض أبو بصير: هل يكون موطن ذلك الإمام الدائم بمسجد سهلة؟ قال نعم.

في أحد الأيام، بحضور الإمام الصادق، جرت محادثة في المسجد السهله. قالوا: ولكن هذا بيت أصحابنا إذا وقفنا معهم؛ هو يملك مسكننا هناك عندما يقوم مع عائلته.

في بعض المصادر ، بدلا من«قامَ»، جعل «قَدِمَ» [4] بمعني عندما يصل.

وفي اقتباسات بعض الرواة، تم ذكر «مسجد السهلة» [5] بدلاً من «أما أنّه». أي أن الاسم صريح بدلاً من الضمير.

خلال تاريخ غيبة الإمام المهدي، يفتخر كثير من الناس في مسجد السهلة بفهم وجود بحر النور، ولي النفوس. العلامة الطباطبائي مؤلف كتاب «تفسير الميزان». (توفي ۱۸ محرم ۱۴۰۲ هـ) نقلاً عن معلمه المرحوم آغا السيد علي قاضي، أن بعض الناس في عصرنا بالطبع قد وصلوا إلى الامام المهدي. ومنهم الحاج الشيخ محمد تقي عاملية الذي كان يصلي ويتلو في مسجد السهلة مكان ذلك الإمام الملقب بصاحب الزمان، حين رأى ذلك الإمام فجأة وسط رجل قوي جدا. النور الذي سيقترب منه، سيأخذه جلالة ذلك النور ليقترب من استقبال الروح، وستُعدَّد أرواحه، ويقسم بأسماء الله المجيدة أنه قريب لا تبتل. . [6]

 

*مسجد الكوفة
يعتبر الجامع الكبير بالكوفة من أقدم أماكن الزيارة المنسوبة إلى بقية الله، ومركز الحكم، ومكان إقامة المنبر، ومكان إقامة دروس القرآن، ومكان صلاة الجمعة. وصلاة الجماعة. [7] ، ويقول الإمام علي في خطبة طويلة في وصف خصائص مسجد الكوفة:

«يا أهل الكوفة إن الله عليكم بركات لم يعطها لأحد. من مزايا مكان عبادتكم أن هذا بيت آدم، وبيت نوح ، وبيت إدريس، ومكان عبادة إبراهيم الخليل، ومكان عبادة أخي الخضر، اليوم هو مكان العبادة والصلاة الخاص بي»

ثم تابع:

بالنسبة لمسجد الكوفة، سيأتي الوقت الذي سيصبح فيه مكان إقامة صلاة المهدي مكانًا للعبادة ومكانًا للعبادة لكل مؤمن. "لن يبقى مؤمن في الأرض إلا إذا جاء إلى هذا المسجد، أو امتلأ قلبه بهذا المسجد.»[8]

"مسجد الكوفة" هو أحد الأسس الدعائية والثقافية بعد ظهوره. كما يشير الإمام صادق في الحديث. يبدو أن عند النظر إلى القائم على منبر جامع الكوفة، 313 من أنصاره يحيطون حوله هم حاملوا الراية.[9]

 

*مسجد جمكران
مسجد جمكران الذي يقع في مدينة قم، أنشئ في اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام ۳۷۳ هـ بأمر بقية الله، وعلى مر القرون اصبح ملجأ للشيعة وقاعدة للمنتظرين وظهور الموعود. أنشئ مسجد جمكران في اليوم السابع عشر من رمضان عام ۳۷۳ هـ بأمر بقية الله بالقرب من قرية جمكران. وقد ذكر تاريخه الشيخ صدوق (ت ۳۸۱ هـ) في كتاب مؤنس الحزين، كما ذكر فيه كيفية أداء صلاة المسجد وصلاة الإمام الحجة عج [10]

 

*السرداب المقدس
هذا السرداب، الذي يقع الآن بالقرب من مضجع الإمامين العسكريين (عليهما السلام) كان في الأصل منزل الإمام هادي ، ويتكون من ثلاثة أجزاء ويقع في زاوية من البئر. أوردت كتب الادعية لهذا السرداب المقدس أعمال خاصة وأدعية مثل الإذن بالدخول، ودعاء الزيارة، والوداع. [11]

 

*مقام الإمام المهدي في وادي السلام.

روي عن أبان بن تغلب ، قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة ، فنزل وصلى ركعتين ، ثم تقدم قليلا..
فصلى ركعتين ثم سار قليلا ، فنزل فصلى ركعتين ، ثم قال : هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)..
قلت : جعلت فداك فما الموضعين الذين صليت فيهما ، قال : موضع رأس الحسين (عليه السلام) وموضع منبر القائم (عليه السلام).

حيث قد يُستفاد من هذه الرواية وجود مقام له (عجل الله تعالى فرجه) في ما يقرب من وادي السلام..

ولعله لأجل ذلك بُني هناك –كما هو موجود اليوم- مقام باسم مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).

 

*مقام الإمام المهدي في الحلة

تعدُّ مدينة الحلّة حاضرةً من الحواضر العلميّة ومثابةً لطلّاب العلوم الدينية ودارسي فقه آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبلغ صِيتها العلمي ذروته في القرنين السَّابع والثَّامن الهجريّين. وإلى الحوزة العلمية، ويُعدّ مقام الإمام المهديِّ (عليه السلام) في الحلّة أبرز المعالم الإسلامية في المدينة.

فيقع المقام المبارك في مركز مدينة الحلّة بالعراق، في منطقةٍ تُدعى (السَّنيّة) في سوق الصفّارين على يمين الداخل إلى هذا السوق، أو على يسار الداخل إلى السوق الكبير، وخلف جامع الحلّة الكبير. ومشهورٌ بـ (مقام الغَيبة) نسبةً إلى الإمام الغائب (عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف).

تبلغ المساحة الكلية للمقام 35 متراً مربعاً تقريبا، وهو يطلّ على سوق المدينة. وقد زُيّنت واجهة المقام بالزخارف الإسلامية وتعلوها آية التطهير، وزيارة مختصرة للإمام (عليه السّلام)، ويتوسّطها بابٌ من خشب الساج ارتفاعه مترين، تعلوه أبيات تؤرخ بعض عمارات المقام.

وعند الدخول إلى المقام يُطالعك شبّاك تعلوه زيارة للإمام (عليه السّلام)؛ هي الزيارة المطلقة التي نقلها السيّد ابن طاووس في (مصباح الزائر) وأوّلها: «السَّلامُ عَلَى الحَقِّ الجَديد..».. كُتبت على القاشانيّ الأزرق.

وهو محط رحال الزائرين فقد تشرّف عدد كبير من العلماء والأمراء والوجهاء بزيارة مقام الإمام المهديّ (صلوات الله عليه) في الحلّة، مُقرّين بأنه من البقاع الشريفة المرتبطة بصاحب الزمان (عليه السّلام)، ومُثْبِتين حقيقةً تاريخيّة دينيّة مباركة تبهج القلوب، وتدعو الأرواح للطواف في رحاب صاحب ذلك الصرح التوحيدي المبارك. ما يلي قائمة بأسماء نفر منهم:

* في سنة 1304م، زاره الرحّالة ابن بطّوطة (ت 779 هجرية)، صاحب كتاب (تحفة النُّظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار).

* في 18 شعبان (بداية القرن الثامن الهجري) زاره أبو محمّد الحسن الحدّاد العامليّ، كان حيّاً سنة 739 هجرية، وإلى جواره ألّف كتابه (الدرّة النضيدة في شرح الأبحاث المفيدة) والمتن للعلاّمة الحلّي.

* في بداية القرن الثامن الهجري أيضاً زاره حاكمُ الحلّة مرجان الصغير، وكان شديد البغض للشيعة، وكان كلّما دخل المقام أعطى القبلة الشريفة ظهرَه إذا جلس، حتّى شاهد كرامة فتغيّرت عقيدته وحسُن تأدّبُه.

* في سنة 1338م، زاره الشيخ الزُّهْدَريّ، بات فيه وكان مصاباً بالفالج فشُفيَ مِن ليلته.

* في غرّة جُمادى الآخرة سنة 776 هجرية، زار المقامَ جعفرُ بن محمّد العراقي، وهناك نسَخَ كتاب (قواعد الأحكام) للعلاّمة الحليّ. هذا وقد زار المقام اخرين لم نذكرهم للاختصار. [12]


*مقام الإمام المهدي في كربلاء المقدسة

يطلّ المقام حالياً من الجهة الأمامية على الشارع المسمّى بـ ( شارع المنتظر ) ، مقابل مدخل ( شارع السدرة ) المنتهي إلى حرم الإمام الحسين عليه السلام ، كما يطلّ المقام من الجهة الخلفية على الضفة اليسرى من نهر الحسينية ، بجوار القنطرة التي تؤدي إلى مقام الإمام الصادق عليه السلام الذي يبعد عنه بنحو ۲۰۰م شمالاً ، كما يبعد المقام عن حرم الإمام الحسين عليه السلام بنحو ۸۰۰ م جنوباً.

تاريخ المقام :

للمقام هذا تاريخ يختلف عن تواريخ المقامات الأخرى المنسوبة إلى الإمام المهدي عليه السلام، فتاريخه لا يحمل تأريخاً عريقاً يمتدّ إلى القرون الغابرة ، فكل ما عثر عليه من تأريخ له لا يتجاوز قرناً واحداً أو أكثر، ومن الطبيعي أن هذا يستند على الكثير من الأدلة التي عثرتُ (أي الكاتب) عليها بمتابعة البحث وكثرة المطالعة في الكتب التي تتعلّق بتاريخ مدينة كربلاء والكتب المتعلّقة بسيرة الإمام المهدي عليه السلام ، مع أني أحْفَيْتُ السؤال عن المقام وتاريخه من المعمّرين وبالخصوص المجاورين للمقام مما أَغْنى بحثنا هذا ، ومما يؤيد قولي هو عشر وثائق: [13]

۱ ـ عدم ورود أي ذكر للمقام وتاريخه في الكتب المختصة بسيرة الإمام المهدي عليه السلام ، أسوةً بذكر غيره من المقامات المنسوبة إليه كمسجد السهلة ومقاماته عليه السلام في الحلة ، ووادي السلام ، والنعمانية ، والسرداب المقدس ، وغيرها من الأماكن المنسوبة إليه.

۲ ـ عدم ورود أي ذكر للمقام وتاريخه في الكتب المختصة بتاريخ مدينة كربلاء المقدسة قديماً وحديثاً ، سوى ماذكره المؤرخ الفاضل السيد سلمان هادي آل طعمة في كتابيه ( تراث كربلاء ) و( كربلاء في الذاكرة ) والتاريخ المذكور فيهما للمقام هو قبل سنة ۱۳۷۸هـ ، وهو ماسنذكره في تاريخ عمارة المقام ، ولولا هذا الذكر من التاريخ لضاع علينا ذكره بالأصل.

۳ ـ عدم ورود أي ذكر للمقام وتاريخه على لسان الرحّالة الذين تشرفوا بزيارة مدينة كربلاء ، بينما ذكر أكثرهم مقام الإمام الصادق عليه السلام الذي يبعد عنه بنحو ۲۰۰م.

٤ ـ عدم ورود أي ذكر للمقام في ديوان السيد نصر الله الحائري المتوفّى في سنة ۱۱٦۸هـ ، بينما ذكر مقامي الإمام المهدي عليه السلام القائمين في الحلة ووادي السلام ، وهذا الديوان كتبه تلميذه السيد حسين بن مير رشيد التقوي في سنة ۱۱٥٥هـ.

٥ ـ ذكر السيد محمد حسن الكليدار في كتابه ( مدينة الحسين ) : ص ۱٦۷-۱٦۹ ، في ترجمة السيد إبراهيم

القزويني( ۱۲۰٤-۱۲٦۲هـ ) صاحب كتاب ( الضوابط ) ، عبارة مفادها عدم وجود أي عمارة للمقام في عصر ذلك السيد ، بينما ذكر في عبارته ( القنطرة ) الملاصقة لمقام الإمام المهدي عليه السلام ، فلو كانت للمقام عمارة في ذلك الوقت كان من الأولـــى ذكــرها في الوصف ، والعبارة هي :

( ..له مواقف رائعة في محاربة النِّحل الجديدة في كربلاء مثل الكشفية والبابية ، وكذلك لم يسمح للفرقة الإسماعيلية ـ البهرا ـ ولا الفرقة الأغاخانية الدخول إلى مدينة كربلاء لزيارة العتبة الحسينية المقدسة ،فكانوا يأتون إلى ضواحي كربلاء ويخيمون في أراضي الجعفريات عند مقام جعفر الصادق ومن على قنطرة الحديبية الواقعة على نهر الحسينية ، يؤدّون مراسيم الزيارة ويرجعون إلى مخيماتهم ، ولكن بعد وفاته سُمح لهم الدخول إلى الحائر الحسيني ).

٦ ـ عدم ورود أي ذكر للمقام في واقعة ( علي هدلة ) الواقعة في سنة ۱۲۹٤هـ ، وهي واقعة تمرّد فيها بعض أهالي كربلاء على الدولة العثمانية وفروا فيها إلى مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام المجاور لمقام الإمام المهدي عليه السلام .

 ۷ ـ ذكر العلامة الميرزا حسين النوري ( ت۱۳۲۰هـ )في كتابه ( النجم الثاقب ) ج۲ ص۱۳۹ عدّة من مقاماته عليه السلام بينما لم يذكر هذا المقام ، فقال مانصه : وليس خفياً أن من جملة الأماكن المختصة المعروفة بمقامه عليه السلام مثل ( وادي السلام ) ، ومسجد السهلة ، والحلة ، وخارج قم ، وغيرها.

۸ ـ ذكر العلامة الشيخ جعفر محبوبة في كتابه المؤلّف في سنة ۱۳٥۲هـ ( ماضي النجف وحاضرها ) ج ۱ ص ۹٥ بالهامش عدداً من مقاماته عليه الســلام ، بينــما لــم يــذكر هــذا المـقام ، فقال مانصه : حدّثني بعض الثقــات المتتبعين للآثار والأخبار أنه وجد في بعض الكتب المؤلفة في غيبة الإمام عليه السلام أن للحجة عليه السلام مقاماً في النعمانية وفي الحلة وفي مسجد السهلة وفي النجف.

۹ ـ ذكر العلامة الشيخ محمد السماوي في أرجوزته المسماة ( مجالي اللطف بأرض الطف ) ص ٥۳ والمنظومة في سنة ۱۳٥۷هـ ، عشرين مرقداً ومقاماً في كربلاء المقدسة ، ولم يذكر بين هاتيك الأماكن المذكورة في أرجوزته تلك هذا المقام.

۱۰ ـ ذكر العلامة الشهيد السيد جواد شبر في كتابه المخطوط ( الضرائح والمزارات ) عدداً من المقامات ( المنسوبة للأئمة عليهم السلام في كربلاء المقدسة ولم يتعرض لذكر هذا المقام ).

فبعد هذه الأدلة العشرة لا يمكن القول بوجود تاريخ للمقام قبل قرن من الزمان أو أكثر ، إذ مع هذه الأقوال التي ذكرناها فليس من الممكن التغافل والتسامح بعدم ذكره من قِبل العلماء والمؤرخين في كتبهم مع وجود عمارة للمقام مشيدة في عصرهم ، ومما يجدر ذكره هنا ما حدثني به رجلان من أهالي كربلاء ، من أن شخصاً حدّثهم عن أبيه بأنه كان يرى أحد علماء مدينة كربلاء يختلف إلى موضع هذا المقام هذا قَبل عمارته ويُكثر الصلاة فيه ، وعندما سأل العالم عن سبب ذلك ، أجابه بعد أخذ المواثيق بأنه رأى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف في هذا الموضع ، ولكــــن للأسف الشديد أن هذه الحكاية خلت من اسم العالم المذكور فيها ، ولو كان قد ذكر إسمه لعرفنا أول تاريخ للمقام منه خلال ترجمة حياة ذلك العالم. فهذه الحكاية تؤيد أيضاً ما قلناه من أن المقام لم يكن قبل قرنين من الزمان، وذلك لوجود راويين في تسلسل الحكاية، وهو مما يدلُّ على قرب زمانها.

 تاريخ عمارة المقام :

العمارة الأولى :

حدّثني الحاج الفاضل عباس الكيشوان ـ وهو من ثقات الكربلائين الذين عاصروا الكثير من الأحداث والتواريخ ـ أنه كان يسمع من الذين قبله بأن عمارة المقام كانت قديماً عبارة عن مكان محاط ببارية من الحصير والقصب.

العمارة الثانية :

وجدت قصيدة في ديوان السيد عبد المهدي السيد راضي الأعرجي ( ۱۳۲۷-۱۳٥۸هـ ) المخطوط ، تنص على بناء أحد المقامات المنسوبة إلى الإمام المهدي عليه السلام وتاريخ البناء فيها وقع في سنة ۱۳٤۷هـ/۱۹۲٤م ، والمباشر لبناء المقام اسمه جعفر ، لكن هذه القصيدة لم تكشف لنا عن أي مقام كان يتحدّث الناظم ، وعن أي جعفر؟ وأظن أن الناظم كان يقصد هذا المقام لأسباب عدّة ، منها :

۱ ـ إبتدأت القصيدة بعبارة : ( سعى جعفر في بناء المقام ) ، وهذه العبارة تدل على أن المقام المذكور في القصيدة لم يكن له عمارة تحتوي على بناء من الطابوق وغيره من مواد البناء ، وقد ذكرنا سابقاً أن عمارة المقام الأولى كانت باريةً من الحصير .

۲ ـ من خلال تتبعي لتواريخ مقامات الإمام المهدي عليه السلام في العراق ، القائمة في مسجد السهلة ، والحلة ، والنعمانية ، ووادي السلام ، وسرداب الغيبة في سامراء ، لاحظتُ أنَّ التاريخ الذي ورد في هذه القصيدة لايخص هذه المقامات المذكورة آنفاً مطلقاً ، فتعيّن أن يكون هذا المقام هو المقصود بعينه.

۳ ـ أن تاريخ البناء الذي ورد في القصيدة وهونه ۱۳٤۷هـ ـ ۱۹۲٤م هو مقارب للتاريخ المذكور لهذا المقام ، والقصيدة هي :

سعى جعفر في بناء المقام فسامى السّمآء بأقطابها

مقام غَدا للورى كعبةًَ فما يهبط الروح إلاّ بها

فإن جئته فاستلم بابه وخدّيك عفّر بأعتابها

تمسك بها فهي باب الرجاء وباب النجاة لطلاّبها

وللإذن قف أرخوا طالباً فجبريل من بعض بوّابها

 العمارة الثالثة :

جددها المرحوم الحاج حمزة الخليل وذلك سنة ۱۳۷۸هـ/۱۹٥۷م على ماذكر السيد سلمان آل طعمة في كتابه ( كربلاء في الذاكرة ) ص ۱٦۰ ، وأرخ تجديدها الشاعر الكربلائي السيد مرتضى الوهاب بأبيات على القاشاني ، وهي :

شاد للقائم إذ ضحى الخليل بيت قدس فيه برد وسلام

واعتنى الحمزة في تجديده فاستوى منه عماد ورخام

مذ تجلى نوره أرّخته ( ضاء للمهديّ ركن ومقام )

العمارة الرابعة :

 وفي سنة ۱۳۹۱هـ/۱۹۷۰م هدم جزء من العمارة السابقة ، فجددها محسن حميد الملا مهدي الوزني الخفاجي على ما ذكر في كتاب كربلاء في الذاكرة ، وبعد انتفاضة شهر شعبان من سنة ۱٤۱۱هـ/۱۹۹۱م هدّمت هذه العمارة من قبل نظام البعث البائد ليلاً ، وسوّيت للأرض ولم يَبْقَ لها أثر ، وقد رأينا تلك العمارة فكانت تحتوي على حجرة صغيرة ذات محراب وقبة عالية وهي لاتسع العدد الكثير من الزائرين للمقام حينذاك ، كما تظهرها الصورة الفوتوغرافية.

العمارة الخامسة :

بعد الهدم الذي تعرضت له العمارة السابقة للمقام نحو أمن أربع سنوات هيأ الله عز وجل لها الرجل المحسن المدعو عباس صالح بحر من أهالي كربلاء ، فبنى عمارته الحالية على مساحــــةٍ واسعة ، وبحلّة قشيبة تتناسب وحرمة المقام الشريف على مايراها الرائي لها ، ومساحة هذه العمارة تقدر بنحو ۲۰۰۰متر مربع ، وكان ذلك في سنة۱٤۱٥هـ/۱۹۹٥م ، واستمر البناء فيها نحو ثلاث سنوات.

 وصف العمارة الحالية :

تحتوي العمارة الحالية على سبع قاعات مختلفة الحجم وسوف نأتي على وصفها من اليمين إلى اليسار، كما يلي :

۱ ـ القاعة الأولى : تحتوي على بيت المقام الأصلي ، وفي داخله من جهة القبلة يقع المحراب وهو بارتفاع ۲ ،٥م وعرض۱ ،۲۰م ، وهو مصنوع من النحاس ، يعلوه كتيبة كتب فيها آية من القران بشكل دائــري ، وفــي أسفلـــه باب من الفضة الخالصة ، في داخلها جــدار يحوي نقوشات ذهبية كتب في وسطها آية قرآنية ، ومن حوله أسماء أهل البيت عليهم السلام ، وهي مطلية بالذهب الخالص ، وأعلى القاعة من الداخل كتبت سورة النبأ بالكاشي الكربلائي ، ويعلو هذه القاعة قبّة مرتفعة مزينة بالزخارف الإسلامية المعمولة بالكاشي الكربلائي ، كما كتبت حولها آية الكرسي.

۲ ـ القاعة الثانية : تحتوي على أربعة أبواب من الجهات الأربع ، فالباب الأيمن يقابل بيت المقام ، والأيسر يقابل القاعة الثالثة ، والباب الشمالي يقابل مصلّى النساء ، والجنوبي يفضي إلى شارع المنتظر ويدعى بباب السلام.

۳ ـ القاعة الثالثة : وهي دار استراحة للزائرين ، وهي أكبر القاعات ، يبلغ عرضها نحو٦.۳۰م وطولها نحو ۱٦م ، وتحتوي على ثلاثة أبواب ، يميناً على القاعة الثانية ، ويساراً على القاعة الرابعة ، وشمالاً على مصلّى النساء.

٤ ـ القاعة الرابعة : وهـــي دار استراحة أخرى للزائرين ، يبلغ عرضها نحو٦.۳۰م وطولها نحـــــو ۱۳م ، وتحتوي على بابين ، يميناً على القاعة الثالثة ، ويساراً على القاعة الخامسة.

٥ ـ القاعة الخامسة : وتحتوي على ثلاثة أبواب ، يميناً على القاعة الرابعة ، ويساراً على القاعة السادسة ، وجنوباً على الشارع العام ويدعى هذا الباب بباب الفرات ، وهو باب مصنوع من الخشب الساج تاريخ صُنعه سنة ۱٤۱۹هـ ، صُنع بجهود الحاج نعمان كما كُتب عليه ، وكُتب عليه أيضاً عبارة( السلام عليك ياصاحب الزمان ).

 ٦ ـ القاعة السادسة : تقع على يسار القاعة الخامسة وتدعى بمضيف المقام ، وتحتوي على غرفة الإدارة ودار استراحة للعاملين في المقام ، كما يوجد في يسار هذه القاعة مرافق صحية بمساحة۱٥۰م شيدت سنة ۱٤۲۱هـ من مبرّة المرحومين السيد راضي عباس شبر وعقيلته.

۷ ـ القاعة السابعة : وهي مصلّى للنســاء ، تطل على النهـــر من الجهـــة الخلفيـة للمقام ، يبلغ طولــها بنحو٤۰م وعرضها نحو ۲.٥م ، وتحتوي على ستة عشر شُبّاكاً.

 

***************

الهوامش:
1-النعماني، الغيبة، ص۴۳۷.
2-المجلسي بحار الانوار، ج۵۱، ص۵۹.
3-كليني، الكافي، ج۳، ص۴۹۵.
4-مفيد، ارشاد، ج۲، ص۳۸۰.
5-مفيد، المزار، ص۱۳.
6-بور سيد آقايي، مسعود، مير مهر، ص۱۳۸.
7-نعماني، الغيبة، ص۴۴۱.
8-شيخ صدوق، من لايحضره الفقيه، ج۱، ص۲۳۲.
9-بحار الانوار، ج‌ ۵۲، ص‌ ۳۲۶.
10-مهدي پور، فصلنامه انتظار، شماره ۵، ص۳۳۳.
11-محلاتي، مآثر الكبراء فى تاريخ سامراء، ج ۱، ص ۳۵۰.

12-مختصر من كتاب (تاريخ مقام الامام المهدي "عج") للباحث أحمد علي مجيد الحلّي.

13-مختصر كتاب (تاريخ مقام الامام المهدي "عج") للباحث أحمد علي مجيد الحلّي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة