وستساعد النتائج التي تم تقديمها في 13 مايو في المؤتمر الأوروبي 25 لأمراض الغدد الصماء في إسطنبول، الباحثين على فهم الدور الذي يلعبه الكورتيزول في نمو الجنين والطفل.
ويمكن أن يشير تطور اللغة خلال مرحلة الطفولة المبكرة إلى مدى تطور الجهاز العصبي للطفل في الرحم.
إن التعرض قبل الولادة للكورتيزول - هرمون الستيرويد الذي يساعد الجسم على الاستجابة للتوتر - يوجه نمو الجنين ويؤثر أيضا على نمو دماغه. ومع ذلك، فإن تأثيرات الكورتيزول على التطور اللغوي المبكر ما تزال غير معروفة.
وفي هذا البحث الجديد، قام فريق من مستشفى جامعة أودنسي بتحليل بيانات عن مستويات الكورتيزول لـ 1093 امرأة دنماركية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وعن مهارات الكلام واللغة لدى 1093 طفلاً دنماركياً تتراوح أعمارهم بين 12 و37 شهرا، من دراسة Odense Child Cohort.
ووجدوا أن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات عالية من الكورتيزول في الرحم يمكن أن يقولوا كلمات أكثر في عمر 12-37 شهرا، بينما كانت الفتيات أفضل في فهم المزيد من الكلمات في سن 12-21 شهرا.
وقالت الدكتورة أنجا فينجر دراير، التي شاركت في البحث: "على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في العلاقة بين مستويات الكورتيزول لدى الأمهات وتطور اللغة لدى الأطفال بمرور الوقت، مع مراعاة جنس الأبناء ومستوى تعليم الأم".
وأضافت: "لقد تمكنا من الوصول إلى مجموعة دراسة كبيرة وطرق تحليل عالية الجودة والمتغيرات المشتركة ذات الصلة، ما يجعل دراستنا مساهمة مهمة في الفهم الفسيولوجي للتعرض للكورتيزول قبل الولادة في نضوج الجنين ونمو الطفل".
وسيقوم الفريق الآن بتقييم ما إذا كان الأطفال المعرضون لارتفاع الكورتيزول في الرحم هم أكثر عرضة للحصول على درجات أعلى في حاصل الذكاء (IQ).
وباستثناء البيانات المتعلقة بمستويات الكورتيزول لدى الأمهات وتطور اللغة المبكر، فإن لدى مجموعة Odense Child Cohort أيضا بيانات عن اختبارات الذكاء التي أجراها الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سبع سنوات.
وتوضح الدكتورة فينجر درير: "يُعرف التطور اللغوي المبكر عند الأطفال بأنه مؤشر على الوظيفة الإدراكية في وقت لاحق من الحياة، مثل الانتباه والذاكرة والتعلم، لذلك نريد التحقق مما إذا كان التعرض للكورتيزول قبل الولادة مرتبط أيضا بنتائج معدل الذكاء للأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 7 سنوات".