البث المباشر

تفسير موجز للآيات 6 الى 12 من سورة الطلاق

السبت 24 أغسطس 2024 - 12:08 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1022

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين.. أعزاءنا المستمعين في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة منه تعالى وبركات وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) حيث سنمكل فيها بإذن الله تفسير ما تبقى من آيات سورة الطلاق المباركة نستهلها بالإستماع الى تلاوة الآيتين السادسة والسابعة منها فابقوا معنا..

أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى{6} لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً{7}

كلمة "الإئتمار" عزيزي المستمع، جاءت من "ائتمر" بمعنى قبول الأمر أو الإستشارة، والتي في الواقع تعني التوافق والتفاهم على القيام بأمر ما. وتشير الآية السادسة إلى مسألة حقوق المرأة ، كإرضاع الطفل وأجرة الرضاعة وتأمين المرضعة في حالة الطلاق.

أما الآية السابعة، أيها الكرام، تأمر كل شخص بأن ينفق على زوجته بقدر استطاعته.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: تأمين مسكن المرأة حتى بعد طلاقها لفترة هو في عهدة الرجل.

ثانياً: استطاعة الرجل هي الملاك في اختيار المسكن من حيث الكمية والكيفية وليس الملاك هو طلب المرأة وتوقعاتها.

ثالثاً: لا يحق للرجل أن يؤذي المرأة التي طلقها، بأي شكل من الأشكال.

رابعاً: يجب على المنفق أن يعلم بأن ماله وأملاكه من الله تعالى.

وخامساً: على الفقراء ألا ينسوا نعم الله عليهم حين يقارنون أنفسهم بالأغنياء.

أما الآن، إخوتنا الأفاضل، ندعوكم للإستماع الى تلاوة مرتلة للآيات الثامنة حتى العاشرة من سورة الطلاق المباركة..

وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً{8} فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً{9} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً{10}

مفردة (عتت) أيها الأكارم، جاءت من (عتو) بمعنى العصيان، وكلمة (وبال) بمعنى الشدة والثقل، والمقصود العذاب العسير.

فكما وردت في الآيات السابقة أوامر حول حقوق الزوجة والطفل حتى في أيام الإنفصال. تقول هاتان الآيتان: لا تستخفوا بالأوامر واعملوا بها؛ لأن التخلف عن أمر الله والرسول يترتب عليه عقاب شديد ويوجد كثير من الأمثلة التي يمكن مشاهدتها على مر التاريخ.

ومن تعاليم هاتين الآيتين الشريفتين أولاً: التاريخ والسابقون هم عبرة للاحقين.

ثانياً:لا يجب أن نفكر بالنجاحات العابرة، بل يجب أن نأخذ خواتم الأعمال بعين الإعتبار.

ثالثاً: التقوى هي التي تحفظ الإنسان من الحساب والعذاب الشديدين.

رابعاً: ينبغي ذكر كمالات الناس لتحفيزهم على القيام بالتكاليف الإلهية.

وخامساً: العقل من الداخل والوحي من الخارج وسيلتان لنجاة الإنسان.

أما الآن، مستمعينا الكرام، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة الطلاق المباركة..

رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً{11} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً{12}

أيها الأفاضل، إستعملت كلمة (ذكر) للقرآن الكريم كما جاءت في الآية التاسعة من سورة الحجر، كذلك للنبي كما جاء في الآية الحادية عشرة من سورة الطلاق.

والنتيجة التي يمكن استخلاصها من مجموع هذه الآيات هي أن الهدف من خلق الوجود والإنسان، العلم والعمل والعبادة والرحمة الإلهية.

ومما نستلهمه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: يستطيع الإنسان أن يصل إلى مرحلة يكون فيها كل وجوده ممتلئً بذكر الله تعالى حسب قوله عزوجل (ذكراً رسولاً).

ثانياً: قد يبقى الإنسان حتى بعد إيمانه محاطاً بظلمات ينبغي عليه أن يزيلها من حوله.

ثالثاً: الكمال والرشد البشري هو محور كل الموجودات.

ورابعاً: علم الإنسان بطريقة تدبير نظام الخلق، أمر مهم في الإسلام.

أيها الإخوة والأخوات، مع إتمام تفسير سورة الطلاق المباركة وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم نستودعكم الباري تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة