البث المباشر

جابر بن عبد الله الانصاري

السبت 23 فبراير 2019 - 09:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 474

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. من مفاخر الصادقين المخلصين للنبي وال النبي هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري وهو ممن يفخر بهم تاريخ الاسلام يعني ابوه عبد الله هو من شهداء احد وجابر بن عبد الله شهد مع النبي ثمانية عشر غزوة، توفيق عجيب سبحان الله، طبعاً لا يخفى ان انوه بهذه الملاحظة وهو ان من كبار علماء الامامية وهو الشيخ مرتضى الانصاري هو من سلالة جابر بن عبد الله الانصاري وطبعاً جابر آخر ممن توفي في المدينة ممن حضروا يوم العقبة ويعتبر من المحدثين عن النبي وعن آل البيت وقد عاصر النبي والامام علي والحسن والحسين والامام الباقر وتوفي في عهد الامام الباقر عليه الصلاة والسلام، جابر الانصاري من السابقين للاسلام ومن الذين نصروا الامام علي بعد وفاة النبي وله قصص جميلة مع الزهراء وايضاً جابر الانصاري هو اول زائر للحسين عليه السلام بعد استشهاده كما قال الاديب:

واول الناس من الزوار

قبر الحسين جابر الانصاري

الروايات تذكر ان جابر كان يدخله من بستانه تمر فيقضي منه ديونه يعني مصارفه ومخارجه لكن سنة من السنين لم يف ثمر بستانه ديونه ومر على النبي صلى الله عليه وآله فراه النبي مغموماً فلما علم النبي بالسبب دعا له فأنتشرت البركة في تمره فوفى ديونه ولم ينقص من ذلك التمر شيء طبعاً هذه الحالة تعددت من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يسع البرنامج ان اذكر هذه الحالات، حالات كثيرة مثلاً صارت ان النبي يوصي فلاناً يقول يوم الذي توزن فيه تمرك خبرني فكان يأتي النبي ويقف وبالتالي الله يطرح البركة في المحصول، في يوم من الايام جابر سأل النبي صلى الله عليه وآله كم اعيش في هذه الدنيا لماذا لان ابوه عاش مئتي سنة فهو يسأل النبي يقول كم اعيش طبعاً النبي في الكناية لم يقل شيئاً لان هذا شيء من علم الله فقط وخاص بالله لكن النبي اعطاه كناية ستبقى يا جابر حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي شمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فأذا لقيته فأقرأه عني السلام، الاخبار تقول ان جابر فقد بصره في اواخر ايامه، كان يجلس في مسجد النبي وهو مكفوف البصر وهو يصيح يا باقر العلم يا باقرالعلم والناس لا يدرون هذا ماذا يعني فكانوا يقولون هذا خرف، عجيبة سبحان الله فكان يقول اني سمعت رسول الله قال ستلقى لي ولداً من الحسين يبقر العلم بقراً فأنا اصيح يا باقر العلم، في يوم من الايام بشكل عفوي يمر ذات يوم بقربه الباقر عليه السلام، الباقر بعده صبي، هو سمع صوت الامام الباقر وهو مكفوف البصر صاح يا غلام اقبل اقبل فأقترب اليه ثم قال ادبر فأدبر قال له: ما اسمك بني؟
قال: انا محمد، محمد الباقر.
قال: ابن من انت؟ 
قال: ابن الامام علي بن الحسين.
فنهض جابر يقبل الباقر عليه السلام ثم قال: يا بني جدك رسول الله يقرأك السلام. 
فأستغرب الباقر عليه السلام ذهب الى ابيه الامام السجاد عليه السلام فأخبره وطبعاً جابر شرح هذا الوضع للامام زين العابدين لكن الامام اوصى جابر وكذلك اوصى الباقر بأن هذا المعنى لا يتنشر لان ذلك اليوم السلطة الاموية كانت تستهدف الاطاحة بالامامة وبأهل البيت وكل ما يتصل بهذه الاجواء وطبعاً هذا الذي اتكلمه انا هذا لن ترويه مصادرنا فقط لا مصادر البقية هذا ابن حجر في صواعقه وغيره.
جابر الانصاري في الواقع هو ممن عرف قدر اهل البيت وهذه خصلة مهمة يعني واحد يعرف قدر اهل البيت، قيمة اهل البيت وكان محباً لهم، الامام الصادق يقول ان ابي الباقر قال لجابر متى خلوت فأخبرني عندي سؤال خاص اريد ان اسألك، يقول اختلى يوماً ابي الباقر بجابر الانصاري واذا الامام الباقر عليه السلام يسأله عن اللوح يعني هذه حالة غريبة يعني الناس تسأل من الامام اما الامام يسأل، يبدو ان جابر الانصاري لديه مخزون ومكنون لانه معاصر لرسول الله فقال له اخبرني عن اللوح وما هو مضمونه وكيف رأيته واخبرني ما دار بينك وبين جدتي فاطمة حوله، قال جابر: انا اروي القضية بهذه الصورة دخلت على جدتك فاطمة في حياة ابيها رسول الله لأهنئها بمولودها الحسين فرأيت في يدها لوحاً اخضر ظننت انه زمرداً قلت لها بأبي انت وامي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح فقالت: ان هذا لوح اهداه الله الى ابي وفي هذا اللوح اسم ابي واسم بعلي علي واسم ولدي الحسنين واسماء الاوصياء من ولدي وقد اسرني به ابي رسول الله، هذا خبر مهم ورواية جداً ثمينة وعالية ان الامام الباقر يسأل من جابر عن هذا الخبر او هذه المضامين الحساسة. اروي ايضاً عن جابر الانصاري وعن فضله، كان هو مع النبي في غزوة، جلس مع النبي في الطريق وصار يسأل النبي عن اصحابه ماذا عن عمار، ماذا عن ابو ذر، ماذا عن مقداد، ماذا عن خزيمة النبي صلى الله عليه وآله قال: هذا من اهل الجنة، هذا من اهل النار، سكت جابر فقال النبي: يا جابر لم لم تسألني عنك.
فأستحى جابر فقال له النبي: وانت يا جابر معنا في الجنة وانك اول زائر يزور ولدي الحسين سلام الله عليه. 
لذلك تقول الروايات انه بعدما فقد بصره كان في البداية يشعر باليأس لكن كان يقف في الطرقات من اجل ان يؤدي رسالته: يصيح ايها الناس علموا اولادكم حب علي فقد كنا نختبر الولد الحلال بحب علي فكان يردد جابر الانصاري قول النبي لعلي صلوات الله وسلامه عليه يا علي لا يحبك الا ابن حلال ولا يبغضك الا عكس ذلك.
آخر المطاف والظاهر انه لايتبقى لي الا فرصة قليلة نلاحظ ان جابر الانصاري بقي على هذا الخط وهنيئاً له على حسن العاقبة، شاع نبأ مصرع الحسين عليه السلام في المدينة فتحرك جابر متجهاً صوب العراق، مر بالكوفة فأصطحب ذلك العالم الجليل وهو عطية العوفي وصل كربلاء زار الحسين عليه السلام، جاء جابر وزار وخاطب الحسين بعبارات تهز القلوب والمشاعر والاجمل من هذا عند وقوفه على مقبرة الانصار، انصار الحسين عليه السلام صاح من صميم قلبه لقد شاركناكم فيما انتم فيه ثم التفت الى عطية وقال: يا عطية هذه الكلمة احب ان الاخوات والاخوة الشباب يصغون في سماعها يقول: احب محب رسول الله وان كان فاسقاً فأن زلت قدم ثبتت الاخرى وابغض مبغضي آل النبي وان كان مؤمناً فلا ينفع ايمان مع بغض علي وآل علي.
جابر بن عبد الله الانصاري توفي عام 78 في منطقة المدائن في العراق ودفن بجوار سلمان الفارسي رضوان الله عليه ونقل اليهما بعد ذلك جثمان حذيفة بن اليمان ومقبرة الثلاثة تعرف بمنطقة سلمان باك ببغداد تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة