جاء ذلك في كلمة القاها امير عبد اللهيان في الاجتماع الرابع لدول الجوار الأفغاني في سمرقند مساء اليوم الخميس، استعرض فيها مواقف وآراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الوضع الحالي في أفغانستان.
وقال: إن التأكيد على تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وإنما هو نصيحة من منطلق الحرص للمساعدة في الحكم الرشيد.
واضاف وزير الخارجية : إن اختيار ممثلي القبائل والجماعات الأفغانية لإدارة الحكم في هذا البلد هو مسؤولية الأفغان.
كما أكد أمير عبد اللهيان على مشاركة النساء والفتيات الأفغانيات في شؤون البلاد وتوفير التعليم لهن.
وأضاف: تعلن إيران عن استعدادها لتقديم المساعدة في الأجهزة والبرامج إلى الهيئة الحاكمة لتحديد الظروف الجيدة لتعليمهن.
وقال: إن إيران لم تحدد تفاعلاتها مع الهيئة الحاكمة لأفغانستان على أساس الانتهازية والمصالح النفعية.
وفي جانب آخر من كلمته قال وزير الخارجية: إن الهيئة الحاكمة في أفغانستان لم تول اهتماما جادا بالتزاماتها في مجال الحكم تجاه دول الجوار.
وتابع وزير الخارجية: لقد مر عام وتسعة أشهر على التطورات في أفغانستان والتغيير في الهيكل السياسي لهذا البلد. خلال هذه الفترة، كانت جميع جهودنا للمساعدة في استقرار الاوضاع وهدوء الشعب الأفغاني المعاني. في هذا الإطار، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدورها رائدة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ولعبت دورًا كبيرًا في مساعدة الأفغان على تجاوز الأزمة.
وأضاف أمير عبد اللهيان: إن إقامة تفاعل مع حكومة تصريف الأعمال على أعلى مستوى، ومساعدة قوات الأمن الأفغانية في محاربة الإرهاب، والحفاظ على التبادلات الاقتصادية والتجارية، والتعاون الحدودي، وإرسال عشرات شحنات المساعدات الإنسانية إلى مدن مختلفة في أفغانستان، هي من بين الإجراءات الإيرانية في هذا الصدد. من ناحية أخرى، فإن احتضان مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان الجدد من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة الأخيرة، مما رفع عدد الأفغان المقيمين في إيران إلى الملايين، يمثل عبئًا ثقيلًا، بالنظر إلى العقوبات الأمريكية الظالمة ضد الشعب الايراني والحرمان من المساعدات الدولية، يشير إلى سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإنسانية تجاه الشعب الأفغاني المظلوم.
وصرح وزير الخارجية : إن الوضع في أفغانستان له أهمية حيوية بالنسبة لجيراننا، لأن استقرارها أو عدم استقرارها يؤثر علينا بشكل مباشر. هذا على الرغم من حقيقة أنه بعد سنوات من الغزو والعدوان والتي خلفت الكثير من الضرر والمعاناة لشعب أفغانستان، لا تزال دول من خارج المنطقة تتطلع إلى هذه الأرض كأداة لدفع أغراضها غير المشروعة ضد دول المنطقة. يجب على هذه القوى الخارجية ضمن الابتعاد عن افغانستان أن تتحمل مسؤولية عدة عقود من اجراءاتها المدمرة وأن تعمل على التعويض عنها. ليس من المفترض أن تصبح جغرافية أفغانستان رافعة ضغطهم على دول المنطقة.
وقال رئيس الجهاز الدبلوماسي: إن تقوية الجماعات الإرهابية، وخاصة داعش، في أفغانستان، ونقل عناصرها المتمرسين من الشرق الأوسط إلى هذا البلد، من بين خطط بعض القوى الأجنبية لأفغانستان وجيرانها. والدليل على ذلك زيادة القدرة العملياتية لداعش وتوسيع أهدافه لتشمل مسؤولي الحكومة الموقتة والمراكز الدبلوماسية والإعلامية والثقافية والشيعة والناشطين الاقتصاديين. مقترح الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو التفاعل المنسق بين دول المنطقة لمواجهة توسع أنشطة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في أفغانستان.
وتابع: كل فروع الإرهاب والتطرف هي نكبة على حياة الدول والأمن القومي في المنطقة والعالم، وتتوجه أضرارها وتهديداتها مباشرة لدولنا.
وأضاف وزير الخارجية: إن أمريكا وحلفاءها، بصرف النظر عن مسؤولية الدمار والقتل وخلق الظروف الصعبة الحالية في أفغانستان، يتحملون المسؤولية الكاملة عن دعم وتوجيه داعش والجماعات الإرهابية والمتطرفة في جنوب وشمال أفغانستان.
وقال أمير عبد اللهيان: ان تجربة عقود من الاضطرابات في أفغانستان تظهر أن السبيل الوحيد لإرساء السلام والاستقرار في هذا البلد هو وجود ومشاركة جميع الجماعات والمجموعات العرقية في الحكومة وتشكيل حكومة شاملة. إن توصية دول المنطقة لحكومة تصريف الأعمال في أفغانستان بتشكيل حكومة شاملة لا يقصد منها التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، بل هي نصيحة من منطلق الحرص تساعدها في الحكم الرشيد. من الواضح أن إدخال واختيار ممثلي القبائل والجماعات الأفغانية للمشاركة في الحكومة هي مسؤولية الأفغان.