محمد باقر الصدر واحد من رموز التاريخ الحديث اتصفت شخصيته الكريمة الفريدة بالبطولة والنبل والخلق الرفيع والإيمان الراسخ والفهم العميق للدور الرسالي الذي يقع على عاتق الإنسان المسلم.
كان الشهيد محمد باقر الصدر نابغة عصره وعنوان نهضة فكرية وايمانية كبرى.ظهوره في النصف الثاني من القرن العشرين كان في خضم تداعيات انتشار الفكر الماركسي والنزعات القومية في المنطقة والعالم.
كان الصدر المفكر العالم والعلم والمعلم والمربي قاد نهضة فكرية توعوية وحارب على عدة محاور في جبهة الدفاع عن الحقيقة المطلقة، قارع الأفكار الهدامة المعادية للدين مثلما قارع أنظمة الجور والتسلط والدكتاتورية.
محمد باقر الصدر نابغة الفكر والفلسفة والفقه والأصول والوعي وعملاق في خندق مجابهة الأفكار الفلسفية المتعددة.شخصية السيد الشهيد محمد باقر الصدر فيها الكثير من الشبه بشخصية أمير المؤمنين علي عليه السلام، كان رجل فكر وحرب وحب وعاطفة ورحمة وتواضع لا مثيل له. نموذج الزهد في حياة الصدر محمد باقر جعل منه عنوان فخر وانتماء. عاش حياة الفقراء وتأسّى بهم ولمس عن قرب عمق معاناتهم.
لم يمتلك السيد محمد باقر بيتاً للسكن فيه، كان سكنه في مقبرة لأسرة زوجة أحد تلاميذه السيد الشهيد محمد باقر الحكيم. الصدر القائد المفكر الشهيد الذي أكد في بياناته الأخيرة أنه يعمل بكل ما أوتي من قوة من أجل الإسلام المحمدي. نراه في أحد بياناته قبل استشهاد يخاطب المسلمين بالقول:أنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الاسلام.
محمد باقر الصدر كان همه الإسلام لم يكن يوماً من الأيام يتحرك وفق توجه مذهبي أو طائفي قط. كان مثالاً للصبر والصمود والتصدي للطغاة الحاكمين. كان نصيراً للمظلومين وداعية خير للجميع. كان تنويرياً مثالاً للوعي والإرشاد، استوعب الاسلام وحمل همه ونهض بدعوته وقاد جيلاً عظيماً في العالمين العربي والإسلامي. مسيرة السيد الشهيد أبي جعفر حافلة بالعطاء. كان كجده أمير المؤمنين في كل الأحوال.
وضع أسس نهضة فكرية رائعة من أجل صناعة مجتمع مسلم وعمل على أسلمة الحياة في واقع لا يخلو من التحديات الكبيرة. ارتقى الصدر محمد باقر شهيد فكره وعقيدته وإيمانه. ودع الدنيا التي طلقها كعلي وغادر محبيه في نيسان عام ١٩٨٠ وأعدم بأيدي الجلادين الذين حكموا بلاد الرافدين بالحديد والنار. إن اسمه سيبقى خالداً في كل المحافل علماً رائداً تنويرياً مصلحاً رسالياً.
باقر الصدر منا سلاما أي باغ سقاك الحماما
أنت أيقظتنا كيف تغفو أنت علمتنا أن لن نناما
السلام على محمد باقر الصدر يوم ولد ويوم ارتقى شهيداً ويوم يبعث حياً.
محمد علي أبو هارون