وينعقد المؤتمر بحضور أكثر من 2200 عضو في الجبهة، و370 ضيفًا أجنبيًا على امتداد خمسة أيّام على بعد 175 كيلومترا جنوب مدينة تندوف الجزائرية، في مخيم اللاجئين بالداخلة، الذي يحمل اسم بلدة ساحلية في الصحراء الغربية، وهي منطقة غنية بالفوسفات والثروة السمكية في قلب صراع متواصل منذ نصف قرن.
ويبدو أن زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي (73 عامًا)، والذي يحظى بدعم لا غنى عنه من الجزائر، واثق من إعادة انتخابه خلال المؤتمر الذي انطلق اعماله عصر الجمعة.
ويقول محمد يسلم بيسات، ممثل الصحراويين في جنوب إفريقيا، للوكالات إن “هذا أول مؤتمر منذ استئناف الكفاح المسلح” نهاية العام 2020.
يدور نزاع منذ عقود حول الصحراء الغربية التي يسيطر المغرب على جل ترابها ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه مقترحا منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر باستقلالها.
وهي سبب رئيسي لتوتر العلاقات بين البلدين المغاربيين حيث قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ صيف 2021.
وخُرق قرار وقف إطلاق نار ساري المفعول منذ العام 1991، في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعد انتشار القوات المغربية في أقصى جنوب الإقليم لطرد مقاتلي البوليساريو الذين كانوا يغلقون الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا ويعتبرونه غير قانوني لأنه لم يكن موجودًا حين تم الاتفاق مع الرباط.
منذ ذلك الحين، تقول جبهة البوليساريو إنها “في حالة حرب دفاعا عن النفس” وأعلنت “منطقة حرب، كل أراضي الجمهورية الصحراوية، بما في ذلك المجال البري والبحري والجوي”.
وينعقد المؤتمر في الوقت الذي تقع فيه الصحراء الغربية في قلب التوترات المتصاعدة بين الدولتين القويتين في المغرب العربي.
وقطعت الجزائر فعليا علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في آب/أغسطس 2021 بسبب الخلافات العميقة حول هذا الملف والتقارب الأمني بين الرباط وإسرائيل.
بعدما شجع اعتراف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نهاية العام 2020 بسيادة المغرب على هذه المنطقة في مقابل التقارب مع "إسرائيل"، توظف الرباط منذ ذلك الحين نشاطها الدبلوماسي بشكل متزايد لحشد دعم دول أخرى لمواقفها.
وينظم المؤتمر ال16 تحت شعار “تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة”.
وتنتهي مع انعقاد المؤتمر ولاية غالي، الذي خلف في تموز/يوليو 2016 الزعيم التاريخي محمد عبد العزيز والذي توفي قبل أسابيع قليلة.
وغالي هو فضلا عن ذلك رئيس “الجمهورية العربية الصحراوية”، المعلنة من طرف واحد في عام 1976.
وتؤكد ممثلة جبهة البوليساريو في جنيف أميمة عبد السلام أن “الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الصحراوي خلال هذا المؤتمر. منصب الأمين العام ليس حكرا على أحد”، مفندة تقارير صحافية عن صراع لخلافة غالي.
وأوضحت “حتى الآن، لا توجد قائمة بالمرشحين لمنصب الأمين العام. هذه مجرّد شائعات”.
ويرى المتخصص في القانون الدولي طاهر الدين العماري، أنه سيعاد انتخاب غالي على رأس جبهة البوليساريو لأنه “إذا قرّر المؤتمر استبداله، فسوف يضعف التمثيل الصحراوي”. وقال إنه “خيار منطقي لاستمرار القتال الصحراوي”.