وصرح الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ رامز الحلبي، بأن إهانة أي رمز من الرموز الدينية أو أي عقيدة من العقائد لا يمكن أن تعبر عن حرية التعبير في أي من البلدان لا المتقدمة ولا المتأخرة، وأن ما تقوم به مجلة "شارلي" الفرنسية يعبر عن حجم العداء الذي تبثه الصهيونية ضد كل ما هو إسلامي في العالم.
كما اعتبر الحلبي بأن التطاول من خلال رسوم كاريكاتير مسيئة للسيد الخامنئي مؤخراً ومن قبله الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما هي إلا جريمة يجب أن تواجه بإيضاح أكثر لمعالم ديننا وللدور الأخلاقي الذي تقوم به إيران في دعم المستضعفين، ودور السيد المرشد علي الخامنئي في الإشراف على هذا الدعم الذي تقوم به الجمهورية في دعم قوى التحرر تحديدا في فلسطين ودول محور المقاومة.
وقال الحلبي " بأن هذه الرسوم وهذه الإهانة تسبب في تصعيد للكراهية في العالم، فعندما تقوم إحدى الصحف أو إحدى المؤسسات الإعلامية وتجد لها من دولتها ومن يدافع عنها في النظام الحاكم في تلك الدولة سواء في فرنسا أو في غيرها تقوم هذه المؤسسة الإعلامية بإهانة أهم رموز دولة أخرى بكل تأكيد هذا سيزيد الكراهية ويجب علينا أن نظهر الجانب المشرق والجانب الأخلاقي والإنساني لمن تمت الإساءة لهم حتى تسقط تلك الإهانات وترتد إلى نحر من قام بها".
الحلبي بين في لقاءه بأن زيادة تصعيد الإهانة للمعالم والرموز الإسلامية في العالم الإسلامي، تعبر عن المنظومة الثقافية واللاأخلاقية التي تسود الغرب، والقائمة على استعباد الشعوب، على نهب خيرات الأمم الأخرى، وعلى الحالة الاستعلائية الفوقية التي تقودها أمريكا والغرب، وهذا على حد قوله يشعرك بأن هناك خوف من الدين الإسلامي الذي بدأ يجتاح الجماهير الأوروبية ويقنعهم بأنه الدين البديل، وأنه الثقافة والحضارة البديلة التي يمكن أن تحافظ على هذا المنجز الحضاري المادي الذي وصلت إليه الحضارة الغربية والحضارة الإنسانية، فمن الطبيعي جدا ان يكون هناك تشويه لمعالم ولرموز المسلمين الذين يمثلون بديلاً حضارياً حقيقياً للمنظومة الغربية المجرمة.
وعن سؤالنا عن دور الصهيونية العالمية في إثارة وتعمد الإهانة للرموز والمعالم الدينية قال الحلبي " بكل تأكيد كل الإشكالات وكل النزاعات التي تحصل بين الشعوب وفي العالم، تجد خلفها يد صهيونية أو يهودية، مصداقا لقول الله -تبارك وتعالى- " وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا"، فالصفة المميزة لليهود وللصهاينة عموماً هي صورة الفساد في الأرض سواء في الأرض الفلسطينية أو في كل أرض أخرى، فهؤلاء قوم أحسنوا ويحسنون على مدار تاريخهم إثارة الحروب وإشعال الحروب وإذكائها بين الشعوب وبين الأمم وليس أدل على ذلك ما كان بين الأوس والخزرج في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة من حروب كان يشرف عليها اليهود في تلك المدينة، نعم هناك دور فعال للصهيونية من أجل أن تتحكم في العالم وفي مصادره وفي خيراته، وتمكن لأعورهم الدجال وتمكن لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، ولكن يقينا بأن قدر الله سيأتي وسيأتينا، هكذا نؤمن من خلال المهدي المنتظر -عليه السلام- الذي سيملأ الارض عدلا بعدما ملأها الصهاينة ظلما وجوراً"
وفي الختام أكد الحلبي بأن الرئيس الفرنسي ماكرون يمثل حالة يمينية متطرفة، تحاول النيل من العالم الإسلامي، وكأنه يعيش بأحقاد فرنسية قديمة وهو يحمل عقلية الاحتلال الفرنسي الذي احتل الجزائر، واحتل بلاد المغرب العربي، واحتل أيضا أجزاء كبيرة من أفريقيا، هو يحاول أن يعيد هذه العقلية الكولونيالية الاحتلالية بشكل آخر، فهو كما قال الحلبي لا يعبر عن مكنون ذاته فقط وإنما عن مكنون تيار طويل عريض من اليمينية المتطرفة في فرنسا وفي العالم الأوروبي بشكل عام، لذلك قام بتوجيه إهانة لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - سواء من خلاله شخصياً أو من خلال دعم المؤسسات الإعلامية المسيئة لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله، وها هو اليوم يشرف على إهانة رموز العالم الإسلامي أمثال السيد الخامنئي حفظه الله، لأنه يعلم مرة ثانية بأن البديل الحضاري والإنساني والأخلاقي لهذه المنظومة الغربية الفاسدة هو للعالم الإسلامي على رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد ثورتها السيد علي الخامنئي أدام الله ظله.