البث المباشر

إدانات عربية وإسلامية لاقتحام "بن غفير" للأقصى وتحرك فلسطيني بمجلس الأمن

الأربعاء 4 يناير 2023 - 09:50 بتوقيت طهران
إدانات عربية وإسلامية لاقتحام "بن غفير" للأقصى وتحرك فلسطيني بمجلس الأمن

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية التي تدين اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني "إيتمار بن غفير" ومجموعة من المستوطنين -يوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى الشريف، كما أكدت واشنطن أنها تعارض الإضرار بالوضع القائم في القدس، وعبرت بريطانيا عن قلقها من الاقتحام، وفي حين زعم مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أن بنيامين نتنياهو "ملتزم" بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، قرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوجه لمجلس الأمن الدولي لمواجهة الاعتداءات على المسجد الأقصى.

وهذه أول عملية اقتحام لـ"بن غفير" زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي.

أميركا وأوروبا

وفي أول رد فعل دولي على هذا الاقتحام، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن "الولايات المتحدة تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس. وأي عمل أحادي يقوض الوضع الراهن غير مقبول"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحفاظ على التزامه تجاه الوضع القائم للمواقع المقدسة، على حد زعمه.

كما أكدت الخارجية الأميركية معارضة الولايات المتحدة أي إجراءات أحادية الجانب تقوض الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس، وقالت إن "الزيارة يمكن أن تؤدي لتفاقم التوتر وإثارة العنف"، حسب قولها.

من جهتها، قالت القنصلية البريطانية بالقدس، إن من المهم على الجميع تجنب كل الأنشطة التي تؤجج التوترات وتقوض فرص السلام، وعبرت عن قلقها من اقتحام بن غفير للحرم الشريف، على حد وصفها.

ونشرت السفارة الفرنسية لدى تل أبيب تغريدة على تويتر، أكدت خلالها "تمسك فرنسا المطلق" بالحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في مدينة القدس، واعتبرت باريس أن أية بادرة من شأنها تهديد هذا الوضع "قد تؤدي إلى التصعيد وينبغي تجنبها".

كما قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لما يسمى بـ"عملية السلام" سفن كوبمانس، اليوم الثلاثاء، إن الوضع الراهن في المواقع المقدسة بمدينة القدس ووصاية الأردن عليها يشكلان "ضرورة لاستمرار السلام والاستقرار الإقليمي".

و"الوضع الراهن"، هو الوضع الذي ساد في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني وحتى ما بعد الاحتلال الصهيوني للقدس عام 1967.

إدانات إسلامية

على الصعيد الإسلامي، دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بحماية قوات الأمن الإسرائيلية"، معتبرةً ذلك "استفزازاً لمشاعر المسلمين جميعاً وانتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية ذات الصلة".

كما دانت تركيا اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى، وأعربت عن قلقها من هذا الأمر، وقالت الخارجية التركية في بيان إنها تدين وتشعر بالقلق جراء التصرف الاستفزازي المتمثل في اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

ودعا البيان "إسرائيل" إلى التصرف بمسؤولية لمنع مثل هذه الاستفزازات التي تنتهك مكانة وحرمة الأماكن الدينية في القدس، والتي من شأنها أن تؤدي لزيادة التصعيد في المنطقة.

إدانات عربية وإسلامية والأردن تستدعي سفير "إسرائيل"

وفي أحدث ردود الفعل العربية على هذا الاقتحام، قال مسؤول أردني إن المملكة استدعت السفير الإسرائيلي احتجاجاً على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء للمسجد الأقصى.

وأكدت هيئة البث الصهيونية استدعاء الأردن السفير الصهيونية لديه للاحتجاج على دخول بن غفير إلى الأقصى، وأضافت أن السفير الإسرائيلي لدى عمان أبلغ السلطات الأردنية أنه لا تغيير في الوضع الراهن في القدس.

هذا وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اساءة وزير حكومة الكيان الصهيوني اللاشرعي والعنصري، الى حرمة المسجد الاقصى المبارك، قائلاً، إن أي انتهاك لحرمة الأماكن المقدسة في فلسطين، نموذج لنقض القانون الدولي والإساءة للقيم والمقدسات الإسلامية في العالم، وسيلقى ردود الشعوب المسلمة.

كما دانت الجامعة العربية، في بيان، بأشد العبارات هذا الاقتحام، واصفة ذلك بأنه "استباحة للحرم القدسي وعدوان على القبلة الأولى للمسلمين".

وشددت على أن "حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام بن غفير وعن هذه المخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة والسلم العالمي، وما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية".

من جهتها، دانت الخارجية القطرية بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني باحات المسجد الأقصى واعتبرته انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وحذرت من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دانت الكويت، في بيان للخارجية، اقتحام "الوزير المتطرف" في حكومة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، واعتبرته استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأعربت الخارجية السعودية عن تنديدها وإدانتها للممارسات "الاستفزازية" التي قام بها أحد المسؤولين الصهاينة باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف.

كما دانت الخارجية الإماراتية بشدة اقتحام الوزير الإسرائيلي للمسجد الأقصى، مؤكدةً في بيان "موقف بلادها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".

بدورها، أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسؤول صهيوني رسمي المسجد الأقصى، وأكدت رفضها لأي إجراءات "أحادية" مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.

وفي لبنان قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن التعرض للمقدسات وللمسجد الأقصى من قبل الإسرائيليين قد يفجر المنطقة بكاملها.

وأضاف السيد نصر الله "على العالم أن يكبح جماح المتطرفين الإسرائيليين كي لا تحصل حرب جديدة"، وقال "لن نسمح بأي تغيير لقواعد الاشتباك والردع مع لبنان ومستعدون للذهاب لأبعد مدى مع العدو الإسرائيلي".

الموقف الفلسطيني والتوجه لمجس الأمن الدولي

على الصعيد الفلسطيني، قرر رئيس السلطة محمود عباس مساء الثلاثاء تكليف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لـ"إدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية ومجموعات متطرفة".

وأكد عباس "أهمية هذا التحرك الدولي لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن هذا التحرك يتم بالتنسيق مع الأردن والمجموعات الشقيقة والصديقة في الأمم المتحدة".

كما دعا إلى اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الخميس المقبل "لتدارس التصعيد الاحتلالي واقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك"، بحسب ما ذكر أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ في تغريدة على تويتر.

وكان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية الفلسطينيين إلى "التصدي لمثل هذه الاقتحامات في المسجد الأقصى"، متهماً بن غفير بترتيب الزيارة في إطار استهداف تحويل المسجد الأقصى إلى "معبد يهودي".

وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من مغبة هذه الخطوة، معتبراً أن "استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع".

وحمل "الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساته".

من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم "اقتحام الفاشي بن غفير جريمة"، وتعهد بأن الأقصى "سيبقى فلسطينيا وعربيا وإسلاميا"، مضيفا أن "شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال".

وأصدرت الفصائل الفلسطينية في غزة بياناً اعتبرت فيه أن اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وأنه ينذر أيضاً بحرب دينية في المنطقة.

وأضافت الفصائل "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".

الموقف الصهيوني

على الصعيد الإسرائيلي وفي أعقاب توالي الإدانات لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قال مسؤول بمكتب نتنياهو، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ملتزم "بالحفاظ بصرامة على الوضع القائم" بمجمع المسجد الأقصى"، حسب تعبيره.

وأضاف المسؤول أن "الوزراء (الصهاينة) زاروا المجمع في الماضي بما لا يخرق الوضع القائم الذي يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم في الموقع المقدس بينما لا يسمح لغيرهم سوى بالزيارة"، على حد قوله.

من ناحيته، دافع نتنياهو عن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، وقال في تصريح مكتوب إنه "في ظل الوضع الراهن، صعد الوزراء إلى الحرم القدسي في السنوات الأخيرة، بمن فيهم وزير الأمن الداخلي (الأسبق) جلعاد إردان. لذلك، فإن الادعاء بحدوث تغيير في الوضع الراهن لا أساس له"، حسب وصفه.

وكشفت القناة الرسمية الإسرائيلية أن اقتحام بن غفير لباحات الأقصى جرى بالتنسيق مع رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو، على حد وصفها.

من جهته، قال رئيس الوزراء الصهيوني السابق، زعيم المعارضة، يائير لبيد "حتى يقضي بن غفير 13 دقيقة في الحرم القدسي وضعنا في خلاف مع نصف العالم".

وأضاف لبيد في تغريدة على تويتر إن "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول وفي أكثر مكان متفجر في المنطقة"، معتبراً أن هذا يمثل "عدم مسؤولية سياسية وضعفاً لا يصدق من جانب نتنياهو أمام وزرائه".

وساطة روسية

وفي أعقاب التنديد الواسع باقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى أعلنت روسيا اليوم استعدادها للمساعدة في استئناف ما يسمى بـ"مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني جراء رفض "تل أبيب" وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصلها من ما يسمى بـ"مبدأ حل الدولتين".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة