البث المباشر

العالم والشاعر الولائي الشيخ جعفر الشرقي النجفي

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 202

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من طلائع ركب الصادقين هو شاعر اهل البيت واحد علماء مدرسة النجف مدينة امير المؤمنين(ع) هو المرحوم الشيخ جعفر الشرقي النجفي وهو مواليد عام 1259 هجرية توفي 1309 هـ في النجف الاشرف ودفن بجوار مثوى مولى الموالي امير المؤمنين(ع)، يكون عمره خمسون عاماً، كلمة الشرقي او الشروقي تطلق نسبتاً الى بلاد الجنوب في العراق مثل العمارة، ميسان او الكوت او البصرة وغيرها من المدن فيقال الشروقي، الشيخ جعفر الشرقي النجفي(رض) من الاساطين في النجف وفي القرن الثالث عشر للهجرة كانت في النجف الاشرف وضمن الحوزة العلمية بيوتات علمية عريقة ومشهورة‌ فنشأ المرحوم الشيخ جعفر بين تلك البيوتات، بيت الشرقي هو بيت ابيه، عميد ذلك البيت هو المرحوم الشيخ محمد حسن الشرقي من اكابر علماء العراق وكذلك بيت اخواله بيت آل الجواهر صاحب موسوعة الجواهر وهو النابغة، نابغة الدهر الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، هو جد الشيخ جعفر الشرقي لامه. 
الشيخ جعفر الشرقي نشأ في هذا الوسط وبرع عالماً فقيهاً وحاز شهرة واسعة في العلم والادب واصبح يعد في طليعة الادباء والعلماء العرب فكان ذكي الفؤاد قوي الفكرة، رقيق الطبع، طيب المعشر، وارتفع الى مقام الزعامة وصار يشار اليه بالبنان وقال عنه صاحب الحصون المنيعة ما ملخصه ان الشيخ جعفر الشرقي كان عالماً وابن عالم، نال الشرف من ابيه وامه موسوماً بالفضل موصوفاً بالاجتهاد ولما شب اعطاه الله الحكمة وتزعم الحركة الادبية في عصره فكان ناديه يضم نخبة من شتى وراد الادب وكان مجلسه حديقة لاهل الفضل والمعرفة وقال عنه المرحوم الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر في القرن الثالث عشر: الشيخ جعفر الشرقي برع حتى اصبح يشار اليه بالبنان وله ديوان شعر عام وقد شاهدت بعض الرجال المسنين يحفظون قسماً من شعره فكان ذا جزالة ورصانة وكانت له زعامة ذلك العصر وقد كان السيد محمد حسين الحبوبي والسيد حيدر الحلي والحاج محمد حسن آل كبة والشيخ عباس الاعسم يراجعونه ويأخذون عنه لباب الادب وقد صرح لي الحاج محمد حسن كبة ان الشيخ جعفر من المجتهدين البارعين وانتهى كلام المرحوم الطهراني. الشيخ جعفر الشرقي قرأ العلم على عظماء دهره كالشيخ محمد حسين الكاظمي والملا كاظم الخراساني والشيخ عبد الحسين الطريحي(رض).
للمرحوم الشيخ جعفر مؤلفات جليلة ومهمة في علم الاصول وفي علم الفقة كما ان له ديوان كبير من شعره وقد مر الحديث عنه في كلام المرحوم الطهراني(رض) وقرأت له الكثير من الشعر في خلال مروري بترجمته وله ملاطفات ومناظرت ومطارحات لا امتلك الوقت لذكر بعض منها لكن فيما يختص بشعره الذي نظمه في اهل البيت(ع) وكون ان الشيخ جعفر الشرقي هو من جنود هذه المدرسة ومن جنود الامام الصادق(ع) ومن روائع الصادقين في ولاءهم لاهل البيت امر بمقاطع من شعره في اهل البيت مثلاً قالوا عنه انه توجه الى الكاظمية لزيارة الامامين الجوادين والظاهر ان حاجة كانت له فقصد مشهد الامامين الكاظمين للدعاء عندهما والتوسل بهما الى الله، طلب الحاجة من الله لكن بما ان لاهل البيت لهم منزلة وعباد مكرمون عند الله والله سبحانه وتعالى يقبل التوسل من المقربين من عباده فتوسل بالامامين الجوادين ولما وصل وشاهد القبة انشأ يقول:

قد لوينا الاعناق للكرخ شوقاً

ان نناجي من نبتغي او نناجى

يا سراج الركاب مرءاً وذكراً

لا عدمنا سراجك الوهاجا

بهج القلب ذكرك العذب لكن

هاج فيه من غلتي ماهاجا

يقول للامام اتذكر محنتك، اتذكر السجون التي مررت بها:

ان ماءً سقيتنيه فراتاً

قذفته العيون ملحاً اجاجاً

يعني حينما ابكي محنتك ومصائبك، وقرأت عنه انه حينما اجريت عمليات الصيانة لمشهد الامامين الجوادين نظم الشعراء في ذلك قصائد عديدة لكن قصيدته كانت اللامعة بين القصائد وفيها يقول:

لعمر العلا هذا هو الطود في الورى

وذا صعقاً موسى لساحته خرا

وتلك عصا موسى اقيمت بجنبه

وقد طلبت اقصى ‌جوانبها بشرى

فأن يك في هارون قد شد ازره

فقد شد موسى بالجواد له ازرا

يشير الى اقتران القبرين، قبر الامام الجواد وقبر الامام جده موسى بن جعفر.

جواد يمير السحب فيض يمينه

على ان فيض البحر راحته اليسرى

اجل هو سرالله وآلاية التي

بها نثبت الاسلام او نظهر الكفرا

امام يمد الشمس نوراً فأن تغب

كسابسنا انواره الانجم الزهرا

طبعاً القصيدة طويلة تربو على اكثر من تسعين بيتا وقد اورد الكثير من المترجمين له القصيدة بكاملها واخذت القصيدة هذه في الواقع لها صدى كبيراً حتى ان بعض الادباء قررها العديد من الشعراء منهم الحاج الشاعر محمد حسن كبة فقال في قصيدة له في نفس القافية:

أشعراً أريت اليوم او حكماً تترا

ودراً لنا رصفت ام انجماً زهرا

ام السحر لكن ما يروق حلاله

وان جل فوك العذب ينفث السحرا

بل الآية الكبرى تجلت وانما

وكم لك في الاعجاز من آية كبرى

وما الشعر ما يزهيك لولا ثناءه

وقد عبّرت عليا ابيك على الشعرا

توفي المرحوم الشيخ جعفر بعد خمسين عاماً كانت مليئة بالعطاء على مختلف المستويات والاصعدة وترك له ذلك الملف المضئ. أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة