وتُظهر الدراسات التي يتم إجراؤها بانتظام لقياس معدل التلوث في مختلف البلدان، أن المجموعة الرائدة في مجال التلويث لم تتغير منذ سنوات.
فالصين، مع ما يقرب من 10 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث في المتوسط كل عام، تمتلك الرقم القياسي المُحزن لأكثر الدول تلويثًا في العالم، متقدمة على الولايات المتحدة، والهند.
وفي أوروبا، تعد ألمانيا أكبر ملوث إلى حد بعيد، حيثُ يمكن تفسير هذه الظاهرة بالفعل من خلال الاعتماد الكبير لهذا البلد على الفحم.
بينما تعمل فرنسا بشكل جيد، وتمثل "فقط" 1٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، لأنها على عكس ألمانيا تستخدم الطاقة النووية الآن بشكل أساس، فمصدر الطاقة هذا يصدر القليل جدًا من ثاني أكسيد الكربون، حتى لو كان يحمل أيضًا مخاطر محتملة أخرى على النظام البيئي.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "caminteresse"، فإنه إذا بدا أن بعض البلدان قليلة التلوث والتلويث، فهذا يأتي دون حساب حجم وارداتها من ثاني أكسيد الكربون.
ومن خلال الاستهلاك المكثف للمنتجات المصنعة في البلدان المسببة للتلوث مثل الصين أو الهند، أو حتى عن طريق الانتقال إلى البلدان حيث العمالة أرخص، فإن هذه البلدان "النظيفة" في مظهرها ليست كذلك في الواقع.
وتذهب بعض التصنيفات إلى أبعد من ذلك في نظام الحساب هذا عن طريق قياس معدل انبعاث ثاني أكسيد الكربون على مدار القرنين الماضيين، وتشير إلى أنه إذا جرى احتساب (حجم ثاني أكسيد الكربون المنبعث من كل بلد) منذ العام 1850 حتى اليوم، فإن الولايات المتحدة تكون هي الدولة الأكثر تلويثًا على الإطلاق.
وفرنسا أيضًا بلد ملوث تاريخيًا، إذ يتضح هذا بشكل خاص من خلال الدراسات، التي أجراها موقع "Carbon Brief"، المتخصص في تحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.
وإذا تم ربط معدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بعدد السكان، ستكون النتائج مختلفة تمامًا أيضًا، ووفقًا لهذا الحساب فإن قطر، وتليها الكويت، هما البلدان اللذان يصدران أكبر نسبة من ثاني أكسيد الكربون عن كل فرد.
ويفسَّر ذلك بأهمية استغلال النفط والغاز باعتبارهما المكسب الاقتصادي الرئيس في هذه المنطقة، وبما أن نسبة السكان قليلة في هذين البلدين، فإن نسبة ثاني أكسيد الكربون عن كل فرد تصل إلى ذروتها.
وختامًا، من الصعب وضع تصنيف واضح ودقيق للدول الأكثر تلويثًا، حيثُ يتوقف الأمر على المعايير التي يتم أخذها في الاعتبار، ومع ذلك، بالنسبة لعام 2022 تظل الصين الدولة التي تصدر أكبر قدر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حتى لو لوحظ اتجاه واضح نحو الانخفاض.